إقالة وليست استقالة
ميرفت فهمي
فوجئ الجميع بخبر القبض على وزير الزراعة صلاح هلال وشركائه، بسبب تورطه فى قضية الفساد الكبرى فى وزارة الزراعة، ولا أدرى كيف تجرأ هذا الوزير أن يفعل ما فعله فى هذا التوقيت ومع النظام الحالي، لقد حذر الرئيس السيسى من الفساد وأنه سيواجهه بكل قوة ولكن هذا الوزير الذى تولى المسئولية منذ أربعة أشهر فقط وهو ابن وزارة الزراعة أكبر وزارة بها فساد اعتقد أن أجهزة الدولة الرقابية بعيدة عنه لأنه وزير، ونحن نريد أن نعرف من اختار هذا الشخص لمنصب وزير وهل تم أخذ رأى الرقابة الإدارية عنه أن الاحتيار من البداية كان خطأ ليس فقط بالنسبة لهذا الوزير لأنه فاسد ولكن لعدم كفاءته، فهذه الحكومة بها عدد ليس بقليل غير أكفاء وبعضهم يستعين ببعض الشخصيات تدير لهم وزارتهم فقد كانوا مجرد موظفين فى وزاراتهم وفجأة وجدوا أنفسهم وزراء، وهذا ينطبق أيضا على المحافظين، فالمشكلة أنه لا توجد معايير واضحة يتم على أساسها الاختيار وإنما تتم طبقا للعلاقات الشخصية والغريب أنه فى هذه الواقعة بعد أن تم التأكد من قبل الأجهزة الرقابية أن المدعو صلاح هلال سيتم القبض عليه لتورطه فى قضايا فساد ورشوة يقابله رئيس الوزراء ويطلب منه تقديم استقالته، ما هذا التكريم؟!
كان يجب أن تتم إقالته فورا، إن هذا الشخص لديه جرأة عجيبة لقد أكد فى آخر لقاء تليفزيونى له أنه يحارب الفساد ولذلك شكل لجنة سماها لجنة مكافحة الفساد تضم جميع المستشارين فى وزارة الزراعة، وقال إنه تم ضبط قضايا فساد كثيرة فى هذه الوزارة، هل توجد بجاحة أكثر من ذلك - ربما اعتقد هذا الوزير أن من حقه أن يحصل على فيللا بـ8 ملايين جنيه، فهو وزير يجب أن يسكن فى مكان يليق به ولزوم الشياكة يحتاج ملابس 230 ألف جنيه وهواتف محمولة آخر موديل وحتى عضوية النادى الأهلى هى ضرورة، لأنه وزير ويجب أن يكون عضوا فى ناد كبير ولأنه وزير يجب أن يجامل أقاربه وأصحابه بالسفر لتأدية فريضة الحج الفاخر بـ70 ألف جنيه للفرد الواحد - فهذه ليست رشوة وإنما هى ضرورات الوظيفة، إن ما حدث والله عيب عيب ولا أدرى إذا كان هذا الوزير فعل ذلك فى خلال أربعة أشهر ماذا لو ظل واستمر فى الوزارة أربع سنوات؟! نحمد الله أن لدينا أجهزة رقابية متيقظة فإذا كان لدينا شخصيات محترفة تستغل مناصبها ومستعدة أن تفعل أى شيء للحصول على مكاسب شخصية فلدينا رجال محترمون شرفاء مؤمنون بهذا الوطن وضرورة تطهيره وإعادة بناءه فكل التحية والتقدير والاحترام لهؤلاء الرجال ونحن جميعا نصفق لهم تصفيقا حادا.










