احترام الوقت!

محمد نوار
عندما يقول لك أحدهم: «انتظرنى دقيقة»، فهو يعنى ربع ساعة، وإذا قال: «دقايق وأبقى عندك»، فهذا معناه أن أمامه نصف ساعة، أما إن قال: «أنا فى الطريق» فهذا معناه أن أمامه ساعتين على الأقل. فى كل هذه المواعيد يوجد فرق كبير بين الوقت فى تقدير القائل وبين الوقت الفعلى، وفرق التوقيت موجود عند أغلب الناس، بداية من الموظفين فى تأخرهم عن أعمالهم، وانتهاءً بالحكومة فى تأخرها عن موعد تسليم مشروع.
قد يحاول أى منا أن يكون إنساناً منظماً فى وقته، لكن تعامله مع ناس لا يحترمون الوقت سوف يعطل أداء برنامجه اليومى، وكلنا نتعرض لذلك، والسبب أننا لم نتعلم احترام الوقت ولا يدخل ضمن أولوياتنا، فما الذى نحتاجه حتى نحترم مواعيدنا؟، وندرك قيمة الوقت؟، ونتعلم احترامنا للآخرين بالتزامنا معهم بالكلمة والفعل؟.
إن احترام المواعيد والوقت يأتيان من التربية فى البيت ثم المدرسة ثم الجامعة ثم العمل، والاحترام الحقيقى للشخص يبدأ من احترامه هو نفسه لذاته، مما يدل على تطور الفرد من خلال سلوكيات تعامله مع الآخر، والتى تجعل منه إنساناً متحضراً وملتزماً بالمواعيد.
فاحترام الوقت من أهم المظاهر الحضارية، والوقت له ثمن عند الدول المتقدمة فى العلم وفى العمل وفى كل المجالات السلمية والحربية.
فاحترام الوقت من القيم الأساسية لضمان النجاح والتقدم، خاصة ونحن مقبلون على تنفيذ عدد من المشاريع الجديدة العملاقة منها المفاعل الذرى، والذى يحتاج لأداء جاد كالذى قدمناه فى مشروع قناة السويس الجديدة.
مع الوضع فى الاعتبار أن مشروع القناة كان تابعاً لإدارة جادة تحت إشراف القوات المسلحة، ولذلك نجح المشروع، هذا الإنجاز قابل للتكرار بشرط تغيير طريقتنا التقليدية فى إدارة الوقت.
إن احترام الوقت والالتزام به مشكلة موجودة عند أغلب الناس، وقد طالت مشكلة عدم احترام الوقت والمواعيد بعض مؤسسات العمل العام والتى يرتبط عملها بالجمهور كالمستشفيات والخدمات الحكومية، يحدث هذا عندنا بينما تعتمد كثير من الدول على احترام الوقت ومعرفتها لقيمة المواعيد، مما يعكس تقدم الشعوب بالمفهوم الحقيقى.∎