الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

براءة مبارك وإعدام الثورة

براءة مبارك وإعدام الثورة
براءة مبارك وإعدام الثورة










«سيمدار بيرى» محررة الشئون العربية فى صحيفة «يديعوت أحرونوت»، تراهن على براءة مبارك، استنادا إلى أن تفاصيل القضية تؤكد أنه لم يصدر أمرا بقتل المتظاهرين، والأهم أن المجلس العسكرى لن يرضى بإعدامه وهو محسوب قائدا عسكريا، مهما كانت التهم الموجهة إليه.
رهان «سيمدار» لا يفاجئ أو يصدم توقعات المصريين كما كان قبل شهور، البراءة متوقعة.. مبارك يحاكم بقانونه وفى حماية رجاله.. كما أن انتظار إدانته وفقا لما قاله هيكل للأهرام هو ذروة العبث، قال:
 
 
 لا أعرف فى تاريخ الأمم التى ثارت على حكامها، وأسقطت نظمهم بلدا تعامل مع حاكمه كما فعلنا مع الرئيس السابق حسنى مبارك .. فى كل سوابق التاريخ جرت ثلاثة أنواع من التصرف مع الحاكم السابق: ملوك أكبر أسر أوروبا، حوكموا فى إطار سياسى، ونفذ الحكم فورا.. شارل الأول، ملك إنجلترا خرج من البرلمان إلى جلاد قطع رأسه بالبلطة.. لويس السادس عشر خرج من الجمعية الوطنية إلى مقصلة قطع رقبته.. نيكولاس الثانى فى روسيا من مجلس ثورة عسكرى إلى الإعدام.

 
هناك بلدان آثرت النفى عن السجن أو الإعدام.. مصر فعلت ذلك مع الملك فاروق.. لكننا بعد ثورة 25 يناير تصرفنا على نحو لا هو تاريخى، ولا هو سياسى ثورى أو غير ثورى.

 
«مش آسفين يا ريس»
قبل شهور كانت براءة مبارك وحدها تعنى حرق مصر، ثورة.. والآن ربما لا تدخل ضمن مسببات الحريق، أو محفزات الثورة .. هناك من يراها مصيدة لتصفية ما تبقى من الثوار.. الصورة تحاصر الشعب المصرى فى اعتذار مبتذل عن أنبل فعل فى تاريخه.. فقد شغفه بمحاكمة القرن، يئس وزهق منها، لعله أدرك أن المشوار صعب فاكتفى بهذا القدر وعاود كسله فوق الفظيع.

 
خلال المرحلة (الانتقامية) وصلنا إلى ما تعجب منه الزعيم سعد زغلول: عجباً.. إذ رأى الناس الضارب والمضروب.. يقولون للمضروب جفف دمعك بدلاً من أن يقولوا للضارب كف عن ضربك!
 
نظام مبارك شحم ترسانته خلال المرحلة الانتقامية، صنع الفوضى كبديل لمبارك، نجح فى تفكيك مشهد الـ 18يوما إلى فرق منعزلة تستجدى صفقات المجلس العسكرى.. الإخوان بدأوا ولحق بهم بقية التيارات الدينية، نجوم الثورة تم اختطافهم بالشهرة والرصاص الحى فى مجازر كبرى.. التحكم فى حزب الكنبة وتكليفه بالندب على استقرار مفقود يعلم الحزب زيفه، لكنه مغرم بالعبودية، فتن مفتعلة تستفز الجهل، تشويه البرادعى وعزله فى متاهة الدفاع عن تاريخه المشرف، برلمان - بحسب هيومان رايتس - فشل فى حماية المدنيين من المحاكمات العسكرية، وانشغل بحماية عساكر رقصوا فوق جثث معتصمين سلميين.. التذلل للسعودية، تهريب الأمريكان، براءة وتكريم قتلة المتظاهرين، أزمات جاز وبنزين وبلطجية وداخلية «واخدة على خاطرها»، وشوارع مسدودة بأحجار كئيبة.

 
أشرس من «الفايكنج»


الشعب يريد لكن فيما يبدو أنه لا يريد أن يواصل دفع ثمن ما يريد.. لا يحتمل آلام المخاض، وصدمة اكتشاف مدى التجريف والاستنزاف الذى تعرض له خلال الثلاثين عاما الماضية.
 
 
كاثرين آشتون، المفوضة العليا للاتحاد الأوروبى قالت إن مصر لديها ثروات تكفى لمساعدة ربع الدول الأوروبية، وإن ما تمت سرقته وإهداره من أموالها وأرصدتها الطبيعية خلال الـ15 عاما الأخيرة من نظام مبارك يبلغ 5 تريليونات دولار، وهو مبلغ يكفى لتحويل مصر إلى دولة أوروبية متقدمة، ويكفى لظهور 90 مليون مليونير كبير فيها.

 
 أشتون أعربت عن حزنها على مصر وشعبها الذى تعرض لما يفوق الخيال فى الاحتيال والسرقات وتجريف الثروات المادية والطبيعية والافتراضية لو صح التعبير.. حتى إن «الفايكنج» وهم أشرس غزاة التاريخ ما كانوا يتمكنون من سرقة موارده مثلما فعل نظام مبارك!
 
الشعب الذى ثار بشوفانية، سمح بأن تتحول الثورة إلى وجهة نظر يمكن الاختلاف عليها، بلع ترشيح شفيق وسليمان وموسى ومرسى للرئاسة، صدق - بحسب صفحة على الفيس بوك - أن الثانوية العامة فى شهر 6 الميزانية الجديدة فى آخر شهر 6  التعيينات الجديدة فى شهر 6 الدرجات المالية فى شهر .6
وموسم المشمش فى شه ر 6 .

 
الصفعة المدوية التى وجهها حسين سالم عبر برنامج عمرو أديب لمبارك، لم تجذب جماهير محاكمة القرن، ولن تؤثر على براءته حسبما تعتقد الصحفية الإسرائيلية.. سالم تبرأ من صداقته بمبارك وألقى بالتهم عليه، وادعى رفض التوريث.. وإذا حصل مبارك كما تتمنى «بيرى» ودولتها على البراءة، من سيخرج إلى  الميادين.. ربما يصدق وعد أعضاء صفحة «لو مبارك خد براءة هننزل ميدان التحرير ملط» .. الصفحة إذا صدقت صور البروفايل، فيها بنات حلوة.. أوى.. وربما بقايا ثوار عراة من الدعم فى مواجهة الصاعقة، ويتحقق ما حذر منه آدمن «صفحة» خدمة فى تويتة مؤثرة:

 
أخاف أن يأتى اليوم الذى لا يبقى فيه من الثورة سوى الاسم، ولا يتبقى من الثوار سوى الجرافيتى.