الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

السد العالى.. هنا أمر عبدالناصر بشق الجبل

السد العالى.. هنا أمر عبدالناصر بشق الجبل
السد العالى.. هنا أمر عبدالناصر بشق الجبل


حضر الزعيم جمال عبدالناصر عام 1970 آخر احتفالات بثورة يوليو المجيدة، حيث أعلن الانتهاء الفعلى من بناء السد العالى وتركيب آخر 12 توربينا لتوليد الكهرباء ولكن القدر لم يمهل الزعيم القائد حتى يشهد احتفالية افتتاح السد العالى الذى تحمل فى سبيل إنشائه هجوما من الداخل والخارج وخاضت مصر حربا مع ثلاث دول، وفى 15 يناير 1971 افتتح الرئيس الراحل أنور السادات مشروع القرن العشرين السد العالى فى احتفالية لم يذكرها التاريخ ولم تحمل لها محركات البحث الإلكترونى أى بصمة عدا بعض الصور التى شهدت وجود الرئيس أنور السادات والرئيس السوفيتى نيكولاى بدجورنى وخلفهما المهندس عثمان أحمد عثمان.
ولكن الزعيم جمال عبدالناصر لم يغب عن الحفل البسيط لكنه بقى وكأنه الباقى الوحيد من الحفل بأكمله متمثلا فى أغنية الفنانة الجميلة «شادية» «غالية يا بلادى» التى شدت بها فى الحفل وسجلت بالصوت فقط فى كلماتها تنعى رحيل الزعيم عبدالناصر : 
«غالية ولا يغلى عليك غالى غالية يابلادى
غالية ويرخصلك الغالى لو حتى ولادى
متقولوش الشمعة دابت متقولوش ده غاب الضى
مهما يغيب اللى بنى مهما يغيب فى قلوبنا حى
عايش... زى مصر وزرعها
عايش... زى طلعة شمسها
عايش... زى ضحكة ولدها
عايش... زى نيلها وفجرها
عايش... زى الأمل فى قلوبنا لكل بكرة جاى
ومتقولوش ومتقولوش»

الذكرى الخامسة والأربعون على الانتهاء الفعلى لبناء السد
يعد السد العالى أكبر وأضخم مشروع فى منطقة الشرق الأوسط والعالم فى ذلك التوقيت بشهادة الأمم المتحدة وكان التحدى الأكبر أمام مصر شعبا وحكومة فى مواجهة الإدارة الأمريكية والعالم الغربى والبنك الدولى، فعقب ثورة 23  يوليو 1952 قرر الرئيس الراحل عبدالناصر القفز بمصر إلى مكانة الدول الكبرى والمتقدمة من جميع النواحى الاقتصادية والسياسية والعسكرية، فالتفت إلى الدراسات المقدمة من المهندس المصرى اليونانى الأصل «أدريان دانينوس» إلى قيادة ثورة 1952 بمشروع لبناء سد ضخم عند أسوان لحجز مياه النيل ومنع المياه التى تغرق القرى فى سنوات الفيضان وحرمان الزراعات وقت الجفاف وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه.
«الحكاية مش حكاية السد. حكاية الكفاح اللى ورا السد» جزء من كلمات أغنية «حكاية شعب» التى غناها الفنان عبدالحليم حافظ وقت تفجير ديناميت بتحويل مجرى النيل وبناء السد العالى وكلمة لعبدالناصر وقت إعلان بناء السد العالى بأيد مصرية وتمويل مصرى- عربى.
فى ديسمبر 1959 تم توقيع اتفاقية توزيع مياه خزان السد بين مصر والسودان، حيث بدأ العمل فى تنفيذ المرحلة الأولى من السد فى 9 يناير 1960 وشملت حفر قناة التحويل والأنفاق وتبطينها بالخرسانة المسلحة وصب أساسات محطة الكهرباء وبناء السد حتى منسوب 130 مترا.
وفى 27 أغسطس 1960 تم التوقيع على الاتفاقية الثانية مع روسيا «الاتحاد السوفيتى سابقا» لإقراض مصر 500 مليون روبل روسى إضافية لتمويل المرحلة الثانية من السد التى تم فيها إتمام بناء محطة الكهرباء وتركيب التوربينات وتشغيلها مع إقامة محطات المحولات وخطوط نقل الكهرباء.
انطلقت الشرارة الأولى من محطة كهرباء السد فى أكتوبر 1967 بتشغيل ثلاثة توربينات، وبدأ تخزين المياه بالكامل أمام السد منذ عام 1968 وفى منتصف يوليو 1970 اكتمل صرح المشروع، أما فى15 يناير 1971 فقد تم الاحتفال المتواضع بافتتاح السد العالى.
بدأ التنفيذ الفعلى للمشروع فى 9 يناير 1960 وانتهت المرحلة الأولى فى منتصف مايو 1964 بتحويل مجرى النهر إلى قناة التحويل فى منتصف أكتوبر 1967 ارتفع جسم السد إلى 172 مترا فى يوليو 1970 اكتمل المشروع بتشغيل 12 توربيناً، وقد بلغت تكلفة بناء السد العالى حوالى 400 مليون جنيه ولو أردنا بناءه اليوم سيتكلف 18 مليار جنيه.. السد بناء من رخام الجرانيت والرمال والطمى تتوسطه طبقة صماء من الطين الأسطوانى.
ـ  جبل الجرانيت اتشق
وفى يوم 14 مايو 1964 وبحضور عدد من الرؤساء العرب منهم «الرئيس العراقى عبد السلام عارف والرئيس اليمنى عبدالله السلال» قاما بالاشتراك مع الرئيسين «جمال عبدالناصر وخروشوف» بالضغط على زر تحويل مجرى نهر النيل لأول مرة فى التاريخ إلى قناة التحويل وإقفال المجرى القديم، والبدء فى تخزين المياه ببحيرة ناصر.
وكان الرئيس عبدالناصر قد أسند المشروع إلى مجموعة من الخبراء الألمان لإعداد دراسة تفصيلية وإمكانية تنفيذه إلا أنهم أجمعوا على أن ذلك المشروع سيكلف مصر أموالا طائلة لن تقدر هى عليها فلجأ ناصر إلى الاقتراض من الولايات المتحدة وإنجلترا وبالفعل وافقتا على تمويل المشروع بمبلغ 130 مليون دولار واشترطتا أن يمد البنك الدولى مصر بمبلغ 200 مليون دولار.
ودخلت مصر وأمريكا فى مفاوضات كثيرة بخصوص تمويل السد إلا أن الولايات المتحدة وإنجلترا والبنك الدولى قرروا سحب تمويلهم للسد العالى بحجة أن اقتصاد مصر غير قادر على الوفاء بتلك الديون.
وجاء الرد سريعاُ من الزعيم جمال عبدالناصر وقتها على قرار سحب التمويل فى مؤتمر جماهيرى فى 26 يوليو عام 1956 فى ميدان المنشية بالإسكندرية، حيث أعلن تأميم قناة السويس لتصبح شركة مساهمة مصرية وقال وقتها ناصر إن القناة ستدخل لمصر 100 مليون جنيه سنوياً وسيزيد ذلك الدخل سنويا.
وافتتح الزعيم ناصر قناة السويس وقتها بخطاب تاريخى وجهه إلى جموع الشعب المصرى والأمة العربية وكل من ساند مصر فى بناء السد وقال فيه «أيها الإخوان يسعدنى أن أشترك معكم فى الترحيب بوفود الدول الشقيقة والصديقة، إن اعتزازنا لوجودهم معنا كبير، تلقيت صباح اليوم رسالة من وزير السد العالى باسم بناة السد الذين تعهدوا بالانتهاء من إنشاء محطة الكهرباء فى العيد الثامن عشر للثورة، تقديرا منهم بفضلها فى إنشاء هذا المشروع العظيم، الذى لم يكن ليتم لولا التصميم الأكيد على تنفيذه بالرغم من المؤامرات الإمبريالية التى حيكت لإحباطه، يسرنى أن أبلغ سيادتكم أن العمل على السد العالى يكون قد انتهى على أكمل وجه».
ويمضى الشعب المصرى قويا عزيزا أبيا، لا توقفه عثرة ولا تعوقه صدمة، ولا يخيفه خطر، ولا يثنيه عن إيمانه بالله وإيمانه بحقه ونضاله جبروت أو إرهاب مهما كانت أدواته، ومهما كانت القوة التى تدعم هذه الأدوات».
ـ افتتاح السد العالى
فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات شهد 15 يناير 1971 افتتاح مشروع السد العالى ومحطة الكهرباء للتشغيل، وتشمل المحطة 12 وحدة قدرة كل منها 175 ميجاوات، وتنقل الطاقة الكهربية المولدة من وحداتها إلى مراكز الأحمال على خطوط جهد 500 ك. ف، 132ك. ف، على الشبكة الموحدة لمصر.
وبلغت التكلفة الكلية للمشروع 320 مليون جنيه وتم الدخول بوحداتها على الشبكة خلال الفترة من 1967 وحتى 1970 وبلغ إنتاج الطاقة الكهربائية من المحطة منذ إنشائها حتى يونيو 2014 «35379 مليون ك.و.س» ووفرت كمية من المازوت بلغت «74 مليون طن».