الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عزل سياسى لبلح رمضان

عزل سياسى لبلح رمضان
عزل سياسى لبلح رمضان


تخلى تجار التمور هذا العام عن تسمية أنواع البلح بالأسماء السياسية والفنية والرياضية التى تحمل طرافة وتجذب المواطنين للشراء خلال شهر رمضان الكريم. طقوس الأسماء ظلت ثابتة طوال الـ54 عاما الماضية حيث بدأت خلال السبعينيات من القرن الماضى بالرئيس الأمريكى جيمى كارتر وانتهت العام الماضى باسم الرئيس السيسى لأجود أنواع التمور.
أسواق التمور مازالت تجذب الزبائن بأشكالها وطرق  عرضها وأنواع  البلح خاصة لكونه الأقل سعرا بين الياميش.
لكن غياب المسميات السياسية يبدو مفارقة لافتة كأن التجار «يستشعرون الحرج».
يقول حسين الشامى أحد التجار بمنطقة السيدة زينب: إن قصة الأسماء السياسية تاريخية وتعود إلى زيارة الرئيس الأمريكى كارتر لمصر التى سعد بها  الشارع المصرى  فقام التجار بإطلاق اسمه على التمور، وكان الأمر نوعا من الاحتفاء لأن الأسماء الشهيرة والسياسية البارزة كان يتم وضعها على التمور الفاخرة والأسماء المنبوذة فى الشارع المصرى يتم وضعها على الأقل سعرا ومن هنا كان يعبر التجار عن آرائهم وانتماءاتهم السياسية بشكل طريف.
والأمر لم يكن مجرد فكرة تداعب أذهان الباعة، فقد كان أكبر من ذلك فهى عادة تعود إلى التجار الكبار فهم يتشاورون كل عام على  شكل تلك التمور التى سوف تخرج إلى السوق فى شهر رمضان الكريم، ومن المعروف أن كل حقبة زمنية كان لها أسماؤها  السياسية البارزة
 وأشار عادل صلاح بمنطقة وسط البلد، إلى أن الأسماء السياسية والفنية والرياضية للتمور عادة قديمة فى رمضان فهى تضيف نوعا من البهجة على الشوادر حيث تعكس حالنا وما يشغلنا نحن كمصريين، وخاصة منذ  أن جاءت ثورة 25 يناير، وكان هناك حالة من الرواج الذى يعبر عما نريد أن نقوله حتى فى منتجات الطعام وكان هذا الأمر يتم بالتشاور بين التجار الكبار، وكانت من أشهر الأسماء التى ظـلت على مدار ثلاثة أعوام متتالية اسم ( تمور الشهيد)  وسعره 30 جنيها، وتمور ارحل، والمخلوع، وكانت الأقل سعرا، والأسوأ ما بين 4 و5 جنيهات، ولا تجد رواجا بين الباعة، وازدهرت أسماء أخرى مثل ثورة 25 يناير التى كانت الأعلى سعرا فى 2011 و2012 ومن الناحية الفنية أخذت الفنانة هيفاء وهبى القمة فى عام 2012  ونانسى عجرم، ثم فى نهاية عام 2012  وبداية 2013 ازدهرت أسماء كانت عليها إقبال كبير وهى تمور السيسى وثورة 30  يونيو وتمرد،  ومنافسة ما بين أسماء فنية أخرى ورياضية مثل أبو تريكة وحازم إمام وخالد الغندور، وهذا العام اختفت تماما كل الأسماء خاصة السياسية وكان ذلك القرار هو الأول من نوعه منذ أكثر من 40 عاما  والأمر تعلق بمعاناة الشعب والمواطن البسيط الذى يستقبل رمضان بارتفاع الأسعار وحالة الركود لعدم إقبال المواطنين على الشراء فمن كان يقوم بشراء كيلو تمر أصبح يكتفى بنصف كيلو فقط.
وأكد محمد على بمنطقة الحسين، أن الأمر ليس بأيدى التجار وحسب الأوضاع الاقتصادية  فقد أمرنا التجار هذا العام بإخراج الأسماء التى تعرب عن حالنا مثل بلح الفنكوش وبلح الشهيد الذى مازال يأخذ رواجا رغم اختفاء  الأسماء الأخرى، وبلح السعودى الذى يؤكد مساندة السعودية لمصر، وبلح السد العالى لنؤكد مدى أهمية السد فى نفوس المصريين منذ القدم ومعظم الأسماء الأخرى بسيطة وتقليدية ليس لها علاقة بالسياسة تماما مثل قطر الندى وقرن غزال وفجيرة مجرد أسماء ليس لها علاقة بالمواطن الذى رفض هذا العام التمور التى تحمل الأسماء السياسية.
وشكا عبدالعال حسن بمنطقة الساحل من ارتفاع أسعار التمور المستوردة ما جعلنا نرفع سعره ما أدى لركود عام فى الأسواق.
ويضيف حمدى فرغلى: مازلنا نضع اسم الشهيد على أفخر الأنواع ، ولدينا أمل فى تغيير الوضع العام وهناك أيضا بعض الأسماء الأخرى التى نضعها مثل أسماء الفنانين ليلى علوى وفيفى عبده وبعض الزهور، وللأسف العام الحالى نعانى من الركود.
وأوضح سامى محمود بشبرا الخيمة أن كبار التجار استبدلوا  أسماء التمور بالأسعار المرتفعة حيث  تبدأ من 5 جنيهات إلى 35 جنيها بزيادة 40٪ عن العام الماضى.
 ورحبت سارة محمد إحدى الزبائن برفع أسماء السياسيين والمشاهير لأن ارتفاع الأسعار أثر  على الناس بشدة وجعلهم فى حالة عدم رضا فأسعار كيلو التمر  35 جنيها و(اللوز) 90 جنيها، و(قمر الدين) ما بين 20 و30 جنيها و(عين الجمل) المقشر والكاجو 120 جنيها.
و(جوز الهند) 18 جنيها للكيلو وهكذا.
ولاشك أن ارتفاع الأسعار أثر بشكل سلبى على إقبال المواطنين، وبالتالى اختفت الأسماء التى كان يبتكرها التجار لترويج بضائعهم.∎