الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

انفصال كنائس المهجر برعاية صهيونية

انفصال كنائس المهجر برعاية صهيونية
انفصال كنائس المهجر برعاية صهيونية


«روزاليوسف» كانت صاحبة السبق فى تحذير قداسة البابا تواضروس الثانى من انفصال كنائس المهجر، كانت كل المؤشرات تفضى لقرب حدوث بعض الحركات الانفصالية داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ولكن مع الأسف لم يتنبه أحد وصدقت توقعاتنا ففجأة وقبل أيام قليلة من انعقاد المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية صدم الأقباط فى جميع أنحاء العالم ببيان تم الدفع به من قبل الأنبا يوسف أسقف جنوب أمريكا يعلن فيه استقلال الكنائس التابعة له عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأم وتكوين كنيسة جديدة أطلق عليها البيان اسم «كنيسة أمريكا الأرثوذكسية».

 وهو ما يعنى التنصل من الهوية القبطية المصرية للكنيسة واستبدالها بهوية أمريكية وانتشر البيان على مواقع التواصل الاجتماعى مثل انتشار النار فى الهشيم وقوبل بموجة من الغضب والاستنكار من جميع الأقباط فى الداخل والخارج، «روزاليوسف» حاولت التواصل تليفونيا مع القس بولس حليم المتواجد فى هولندا للوقوف على حقيقة الأمر، ولكنه رفض المكالمة وأرسلت له رسائل عبر الهاتف لاستيضاح الأمر، فما كان منه إلا النفى التام لانفصال الكنيسة فى جنوب أمريكا وبين أسقف يؤكد الانفصال وكنيسة تنفى كان لابد لنا من الوقوف على طبيعة الأمر خاصة أنه حدث ما يريب فى الأمر فبعد ساعات قليلة حذف الأسقف بيانه من على صفحته الرسمية ومن على الموقع الرسمى لكنائس جنوب أمريكا وأصدر المتحدث الرسمى للكنيسة بياناً ينفى فيه الانفصال عن الكنيسة القبطية والكرسى المرقسى.
التواصل مع مصادرنا بالولايات المتحدة وداخل الكاتدرائية وتحقيق الواقعة فجرت العديد من المفاجآت الصادمة ذات العيار الثقيل.
∎ الأنبا يوسف فى إسرائيل
كانت بداية الخيط إعلان صغير على الموقع الرسمى لكنائس جنوب أمريكا جاء فيه أن الأنبا يوسف قرر زيارة إسرائيل على رأس رحلة من شعب الكنيسة فى أمريكا فى شهر أكتوبر القادم بدعوى الحج وزيارة الأماكن المقدسة وبصرف النظر عن أن المسيحية لا تعرف فريضة الحج فإن زيارات الأقباط إلى الأراضى المقدسة تكون فى شهر مايو من كل عام، وليس فى شهر أكتوبر، والعجب العجاب أن يخالف الأنبا يوسف قرار المجمع المقدس الذى هو أحد أعضائه الذى يمنع زيارة الأقباط إلى القدس كموقف وطنى لعدم التطبيع مع إسرائيل، فما بالنا بالدعوة صراحة إلى زيارة إسرائيل وتزداد الريبة والشك فى الغرض من الزيارة إذا ما علمنا أنه يشترط على من ينضم لتلك الرحلة أن يكون حاملاً لجواز سفر غير مصرى، وهنا يظهر بوضوح أن هناك ما هو خفى فى تلك الرحلة حتى إذا ما كشف النقاب عنها يكون كل أعضائها يحملون جوزات سفر أجنبية وغير محسوبين على الكنيسة المصرية، ولكن حقيقة الأمر جميعهم مصريون حصلوا على جنسيات أخرى بجانب جنسيتهم المصرية فالفوج الذى سوف يذهب إلى إسرائيل وعلى رأسه الأنبا يوسف شكلا من غير المصريين، لكن مضمونا جميعهم مصريون وفى النهاية فإن هذا يعد مخالفة صريحة من الأسقف لقرار المجمع المقدس وقداسة البابا والتفافًا على موقف تراه الكنيسة وطنياً فما الذى يدعو الأسقف لكى يقدم على مثل هذه الخطوة؟
∎ وثيقة الانفصال
قبل أن نوضح الأسباب الخفية لزيارة الأنبا يوسف المرتقبة إلى إسرائيل لابد لنا من مناقشة الوثيقة السرية التى أعدها الأنبا يوسف للانفصال عن الكنيسة الأم، التى أرسل نسخًا منها إلى كل أساقفة المهجر كنموذج يحتذى للاستقلال والانفصال عن الكنيسة القبطية التى تنفرد «روزاليوسف» بنشر تفاصيلها كاملة، حيث تظهر فى النهاية أن هناك مخططاً صهيونياً اخترق الكنيسة القبطية ويعمل على تفتيتها وتقسيمها، وأن هناك أذرع كنسية تنفذ هذا المخطط من الداخل فلا يخفى على أحد دور الكنيسة القبطية الوطنى المتصاعد فى الفترة الأخيرة كقوة ناعمة مصرية فى الكثير من القضايا والمحافل الدولية وتنامى الكنيسة فى المهجر وحسن تنظيمها أصبح يكون لوبى مصرى وطنى فى مواجهة اللوبى الصهيونى الذى يتحكم فى العالم كله، وهو ما يستوجب أضعاف هذا اللوبى المصرى الوطنى عن طريق تقسيمه وخلق الصراعات بداخله، وهو ما تفصح عنه «وثيقة الانفصال» بالتفصيل الدقيق.. الوثيقة
∎ أوكا AOCA  الأمريكية الأرثوذكسية
«كيف نغنى أغنية الرب فى أرض غريبة لو أنا نسيتك ولم أتذكرك فلن تكون أورشليم أرض الموعد «بهذه العبارة بدأ الأنبا يوسف وثيقته التى جاءت فى 15 بندًا ليتخذ تلك العبارة مدخلاً للتعريف بما أسماه «الكنيسة الأمريكية الأرثوذكسية للإسكندرية (أوكا)»، والعبارة لا تحمل أى شك فى أن الهدف من الوثيقة دعم المعتقد اليهودى بأن أورشليم «القدس» هى أرض الموعد التى يخلص فيها كل من أمن بالله أما عن الكنيسة الجديدة التى تخدم هذا المعتقد فتقول الوثيقة إنها كنيسة أرثوذكسية تعتنق الفكر السكندرى كمعتقد وأنها ستكون عضوًا فى العائلة الأرثوذكسية، وأن علاقاتها مع الكنيسة القبطية هى علاقة أخوة ـ وليس تبعية ـ فى العائلة الواحدة فهى تلتزم بكل تعاليم وطقوس ومرجعيات الأرثوذكسية ولكنها سوف تقدم الأرثوذكسية طبقاً للثقافة الأمريكية، فالكنيسة الجديدة لا تخدم الجالية المصرية فى الخارج ولكنها تقوم بالتبشير بالمعتقد الأرثوذكسى فى أمريكا.
∎ محو الهوية القبطية
تؤكد الوثيقة أن الكنيسة الجديدة ليست كنيسة قبطية ولكنها كنيسة أمريكية، ومن ثم فهى ترفض تداول اللغة القبطية داخل كنائسها أو حتى اللغة العربية وتردف الوثيقة بأن القديس مارمرقس كاروز الديار المصرية كان يتكلم اللغة العبرية ولكنه سمح للمصريين بتداول العقيدة بلغتهم القبطية تلك اللغة التى تحولت فيما بعد إلى اللغة العربية التى يتعامل بها المصريون فمن غير المنطق أن يتعبد الأرثوذكس فى أمريكا بلغات لا يفهمونها فاللغة الرسمية للكنيسة هى اللغة الإنجليزية وتصدمنا الوثيقة بأن الجيل الثانى والثالث من المصريين فى أمريكا هم مواطنون أمريكيون يعيشون طبقاً للثقافة الأمريكية ولا تربطهم بالثقافة القبطية والهوية المصرية أى روابط، وهكذا فإن هوية الكنيسة الجديدة «أوكا» هى هوية أمريكية خالصة.
∎ تطويع العقيدة الأرثوذكسية
يبدأ الأنبا يوسف فى الكشف التدريجى عن أيدلوجية «أوكا» وعلى طريقة دس السم فى العسل تقول الوثيقة إنه بالرغم من جماليات الطقوس واللغة القبطية فإن الأمريكيين يستغربونها وتكون صعبة الفهم عليهم ويشتكون منها فلا يمكن وضع التعاليم الأرثوذكسية كما هى داخل «أوكا» فمعظم الأمريكيين يأتون من خلفية بروتوستانتية، فالتقاليد الأرثوذكسية سوف تفشل لأنها سوف تصطدم بالعادات والتقاليد السائدة فى المجتمع الأمريكى، ومن ثم فإنه يتوجب تطويع كل تلك التقاليد بحسب ثقافة المجتمع الأمريكى.
∎ الانفصال التدريجى
نصل هنا إلى خطة الانفصال عن الكنيسة القبطية الأم والخطة لا تقتضى الانفصال المفاجئ والكامل لأن هذا سوف يقابل بردود أفعال عنيفة من قبل الكنيسة والشعب. ولكن تأتى بالتدريج وخلال خطة زمنية سريع فالوثيقة تفيد بأن «أوكا» سيتم تطبيقها فى 8 كنائس فقط على أن يتم الانفصال الكلى لكنائس جنوب أمريكا بنهاية العام الحالى 2015 وتعتمد خطة الانفصال على العديد من المحاور كما جاء بالوثيقة، وذلك من خلال مجموعات صغيرة يرأس كل منها كاهن يتم الدفع بها إلى المنازل واستقطاب البروتوستانت الأمريكيين فى اجتماعات أسبوعية وعمل دورات لتعليم الأرثوذكسية التى تم تطويعها ووفقا للثقافة الأمريكية  باللغة الإنجليزية لتتمخض تلك الدورات عن مجموعات جديدة تضاف إلى القديمة فى خطة انشطارية لغزو منازل البروتوستانت.
∎ ثقافة أمريكية أم إباحية أخلاقية
على الرغم من تداول مصطلح «الثقافة الأمريكية» فى كل بنود الوثيقة، فإن الوثيقة لم تفصح عن المقصود بتلك الثقافة إلا فى نهاية الوثيقة، حيث تطرح الوثيقة تساؤلا حول ماهية العناصر الخاصة المستهدفة بالتأثير عليها داخل الثقافة الأمريكية وهنا تصدمنا الوثيقة بأن المقصود بالثقافة الأمريكية هو التعامل مع بعض الفئات والمكونات داخل المجتمع الأمريكى بشكل جديد، أما عن الفئات المستهدفة والمطلوب ضمها إلى «أوكا» هم أصحاب العلاقات الجنسية غير الشرعية خارج الزواج والمطلقين والمنفصلين وتوفيق أوضاعهم كذلك قبول مثليى الجنسين، وإطلاق الحرية الجنسية أما عن المكونات فهى الديمقراطية وحقوق الإنسان والخدمة الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدنى والإعلام والتمازج مع التاريخ البروتوستانتى فى أمريكا باعتباره المكون الأكبر للثقافة الأمريكية.
∎ المخطط الصهيونى 
نعود هنا إلى سؤالنا الذى طرحناه فى البداية عن سبب زيارة الأنبا يوسف إلى إسرائيل وبعد قراءة الوثيقة لم يعد هناك أدنى شك من أن الصهيونية العالمية قد اخترقت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فمن المعروف أن الجنوب الأمريكى هو الحزام البروتوستانتى للطائفة المعروفة بـ«التدبيريين»، والذين يؤمنون أن المجىء الثانى للمسيح لن يتحقق إلا باسترجاع اليهود لأرض الموعد، وهو ما أكدته الوثيقة فى بدايتها وتلك الطائفة هى معقل المسيحية الصهيونية فى العالم ومركز الثقل الداعم لإسرائيل فى الولايات المتحدة، حيث تضم حوالى 52 ألف كنيسة، وهى تعتمد فى انشطارها نفس الآليات التى تقوم عليها «أوك» من إعلام يشمل كنائس مرئية تليفزيونية وآلاف الأبحاث الدينية على الشبكة العنكبوتية والاعتماد على التعليم ونشر المعاهد والكليات الدينية فوثيقة تأسيس «أوكا» الغرض النهائى منها اختراق الكنيسة القبطية وتفتيتها وتحويل حطامها إلى كيانات صغيرة داعمة لإسرائيل فالمسيحية الصهيونية حركـة نشأت فى أمريكا الغرض منها تعضيد دولة إسرائيل وقد أخذت هذه الدعوة طابعاً دينياً لأنهـا كانت تدعى أن عودة اليهود إلى فلسطين هو تحقيق للنبوءات وإعداد لمجىء المسيح ثانيـة إلـى العالم وانتشرت فى داخل وسائل الإعلام وبعض الكنائس، وتبنّتها هيئات متعددة و«التدبيريين» هم من اليمين المسيحى الصهيونى المتطـرف وهم من أفضل أصدقاء إسرائيل منذ ولادتها عام 1948م ويعتبرون أن أسباب البركة فى الولايات المتحدة الأمريكية لأنهم أكرموا اليهود الذين لجئوا إلى هذه البلاد ولأنهم دافعوا عـن إسرائيل بانتظام.
∎ الكنيسة تكذب
أما عن رد فعل الكنيسة فالبيان الذى أصدره القس بولس حليم، المتحدث الرسمى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية هو بيان عارٍ، حيث أنكر انشقاق الأنبا يوسف عن الكنيسة القبطية وهو ما ينافى الحقيقة، وما زاد الطين بلة أن البيان أكد أن الكنائس المشار إليها هى كنائس جديدة سوف تتم إقامتها بتعليمات وعلم قداسة البابا وهنا يحق لنا أن نتساءل:
ــ الكنائس التى أعلن عنها هى 8 كنائس كما جاء بالوثيقة فهل يعقل أن يتم الانتهاء من بناء الكنائس تلك مع انتهاء العام الحالى؟
ــ هل أصدر قداسة البابا تعليماته بمحو الهوية القبطية والمصرية من كنائس جنوب أمريكا؟
ــ وهل من ضمن تعليمات البابا أيضاً تسيير رحلة لزيارة إسرائيل على رأسها أحد أباء المجمع المقدس «الأنبا يوسف»؟
إن الأنبا يوسف بإصداره مثل تلك الوثيقة لم يقترف خطأ تنظيميًا فقط، وذلك بمحاولة انفصاله وتكوين مذهب جديد، ولكنه اقترف خطأ عقائديًا، حيث خرج من شركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كما أنه اقترف خطأ رهبانيًا بكسر عصا الطاعة على أبيه قداسة البابا الرئيس الأعلى للرهبنة المصرية فالمفترض أن مثل تلك الوثيقة لا تخرج إلى النور إلا بعد عرضها على المجمع المقدس وموافقته عليها وموافقة قداسة البابا وكان يجب إن كانت النوايا حسنة أن تخرج تلك الوثيقة من المقر البابوى بالعباسية وليس من مقر الأسقف بجنوب أمريكا، وعلى ما يبدو فإن هناك من يلعب من وراء ظهر البابا فى الكاتدرائية وأن المشكلات يتم طمسها وتغيير معالمها وأظهرها على غير حقيقتها أمام قداسته وسواء اختلفنا مع البابا فى بعض المواقف أو اتفقنا معه فى أخرى، إلا أننا لا نزايد على قداسة فى الإيمان والوطنية وما حدث يوجب على قداسته إجراء تحقيق موسع حول الواقعة بمعرفة المجمع المقدس خاصة أننا قد علمنا من مصادرنا داخل الكاتدرائية أن هناك بعض أساقفة المهجر فى طريقهم لأن يحذو حذو الأنبا يوسف ويعتزم البعض منهم عدم حضور اجتماع المجمع المقدس الذى ينعقد فى الأيام القادمة فى إشارة منهم لكسر عصا الطاعة على قداسة البابا والانفصال عن الكنيسة الأم، وأخيراً نهمس فى أذن البابا أن هذا المخطط برعاية أحد المطارنة الكبار بالكنيسة الذى عرف «بجلاد الكنيسة» بمساعدة سكرتير المجمع المقدس الأنبا رفائيل التى تشير المؤشرات الأولية إلى تورطه فى حادث الانفصال وقال لنا مصدر كنسى رفيع المستوى: إن البابا قد اتخذ قرارًا بإقالة الانبا رفائيل من سكرتارية المجمع المقدس، وهو القرار الذى سوف يتم إعلانه بعد اجتماع المجمع المقدس القادم فهل تلك بداية لأن يوقف قداسة البابا مخطط انفصال كنائس المهجر؟ ندعو لقداسته.. وننتظر.∎