الثلاثاء 6 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

معارضة البشير «أمر واجب»

معارضة البشير «أمر واجب»
معارضة البشير «أمر واجب»


يعتبر محمد على جادين واحداً من أبرز قيادات «تحالف قوى الإجماع الوطنى» المعارضة بالسودان، سياسى وأكاديمى، انتمى إلى التيار القومى العربى بالسودان منذ بواكير صباه، صاحب إسهامات فى الترجمة من الإنجليزية إلى العربية، أشهرها كتاب «صراع السلطة والثروة فى السودان» .عمل جادين فى صفوف حركة القوميين العرب منذ نهاية الستينيات ولايزال، عرف باهتمامه بالجوانب النظرية والفكرية، وله مساهمات منشورة فى كتب ودوريات عديدة.


«روزاليوسف» التقته بالقاهرة وهو فى طريق عودته إلى الخرطوم قادماً من برلين، بعد أن وقع على وثيقة بــ«إعلان برلين» مع بعض قوى المعارضة السودانية، ووقع معبراً عن تياره السياسى وبصفته عضو هيئة قيادة تحالف قوى الإجماع الوطنى السودانية.
∎ ما الهدف الذى ذهبتم من أجله إلى برلين؟
- ذهبنا إلى برلين فى إطار سعينا لحل قضية السودان، ونعتقد أن الحوار مهم وهو المخرج لكل المكونات والكيانات السياسية المعارضة، ورغم تعدد تكتلات المعارضة فى السودان ولكن يبقى أبرزها تحالف «الإجماع الوطنى» و«الجبهة الثورية» و«الجبهة الوطنية العريضة»، ونحن فى تحالف قوى الإجماع نهدف إلى التباحث مع هذه المكونات أملاً فى الوصول إلى محطة إسقاط النظام الديكتاتورى القائم وبناء سودان ديمقراطى، وملتقى المعارضة السودانية فى برلين حلقة من ثلاث حلقات تمت أولها «اتفاق باريس»  قبلها برلين بين حزب الأمة القومى والجبهة الثورية العام الماضى، وهذا الاتفاق يمثل اختراقا كبيرا باتجاه توحيد قوى.
∎ هل حظيت المبادرة بتأييد دولى؟
- «المبادرة فى الأصل ألمانية، وكان واضحاً أن خلفها سند من القوى الغربية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، وهدفها الذى حددته وزارة الخارجية الألمانية هو توحيد قوى المعارضة السودانية، فهم غير مطمئنين لهذا التشتت، كل هذا الدعم الدولى يجىء استنادا على القرار 456 الذى أصدره الاتحاد الأفريقى، حيث يتحدث عن حل مشكلة السودان عن طريق الحل السياسى الشامل».
∎ لماذا اختيار برلين ؟
 - «اختيار ألمانيا محسوب وجاء لأنها الدولة الأقوى اقتصاديا فى أوروبا وليس لها إرث استعمارى مثل فرنسا وبريطانيا وعلاقتها جيدة مع نظام البشير .
∎  وما مصلحة الدول الغربية فى طرح هذه المبادرات ؟
- هناك ثلاثة أسباب أولها المبادرة الألمانية تأتى لإنقاذ العملية السياسية التى يقوم بها ثامبو آمبيكى والاتحاد الأفريقى التى كانت تدعو إلى منبر موحد للتفاوض بين المكونات الدارفورية، واستدعى الأمر تحركا دوليا، والسبب الثانى هو اتساع نطاق الإرهاب ودخول داعش على خط المواجهة، مما أزعج المجتمع الدولى والعنف السائد فى مصر طوال سنة وظهور حركة بوكو حرام وتمددها إلى تشاد وفى الجنوب صراع عنيف فى دولة جنوب السودان، كل هذه الظروف سببت إزعاجاً للمجتمع الدولى ومزعجة لاستقرار المنطقة ومصالحهم بشكل عام، كما أنهم يفكرون بخطورة تمدد العنف إلى مصر ونيجيريا وهما أكبر بلدين من حيث الكثافة السكانية لأن خطر العنف إذا دخل السودان بحكم جغرافيته فإنه سينفلت وينتشر بصورة واسعة، والدافع الثالث هو الخوف من انقلاب حروب أهلية فى السودان نسبة لوجود القبلية والسلاح  فى ظل ظروف ضعف النظام وضعف المعارضة.
∎ ماذا عن الحوار الوطنى الشامل؟
- هذا الاقتراح جاء من آمبيكى والاتحاد الأفريقى وطرحت فكرته فى أكتوبر قبل «نداء السودان»، وتشارك فيه كل قوى المعارضة والحكومة، ويشارك فيه الاتحاد الأفريقى والقوى الدولية المؤثرة فى السياسة السودانية، والهدف هو تصحيح مسار الحوار الجارى الذى تقوده الحكومة (7+7)، وتحويله إلى عملية سياسية يشارك فيها كل الناس ومن المفترض أن يناقش هذا المؤتمر التمهيدى قضايا وقف الحرب وفتح المسارات أمام المساعدات الإنسانية  فى مناطق العمليات وترتيبات المؤتمر الجامع التى تتفق عليها المكونات، والفرق بين المؤتمر التمهيدى ومؤتمر الحوار الشامل أن التمهيدى إجرائى ويهيئ لمؤتمر الحوار الشامل الذى يناقش كل القضايا وتشترك فيه كل الأطراف وتناقش فيه القضايا الموضوعية وليست الإجرائية.
∎ ماذا بعد مؤتمر برلين؟
إذا نجحت محطة المؤتمر التمهيدى فإننا سنتجه إلى المؤتمر القومى الدستورى والذى يسعى للخروج من المأزق، ونجاح «المؤتمر التمهيدى» هو النقطة الجوهرية فنجاحه يعنى أننا نتجه إلى الحل.
∎ ماذا عن نتائج إعلان برلين وموقف القوى السياسية منها؟
نتائج مؤتمر برلين وحسب الوثائق التى طرحناها فى الوثيقة الرئيسية هى قيام المؤتمر التمهيدى فى أديس أبابا وموقف قوى «نداء السودان» منها، ثم الوثيقة الثانية والتى قامت بها القوى السياسية الأربع وتتحدث عن الانتفاضة الشعبية وطريقها وتشمل تعبئة الجماهير وتنظيمها وتحدد للانتفاضة مدى زمنيا محددا ثم الوثيقة الثالثة وتتعلق بهيكلة قوى بناء السودان وهذه وثيقة داخلية تخص الكيانات.
موقف قوى نداء السودان من الترتيبات للمؤتمر التمهيدى المزمع انعقاده فى أديس أبابا وهدفنا من المشاركة فيها هو إعلان وقف الحرب وإيجاد مسارات لانسياب المساعدات الإنسانية وترتيبات الحوار الوطنى الشامل، ونجاح هذا المؤتمر التمهيدى يرتبط بموافقة الحكومة على المطلوبات التى حددتها قوى نداء السودان وهى شروط  وقف الحرب والحريات وإطلاق سراح المعتقلين وأخرى.
∎ ولكن الشروط تتزايد بمرور الوقت ؟
- «كانت هناك ثمانية شروط  فى نداء السودان  بباريس، الآن فى إعلان برلين وصلت إلى 12 شرطا، وتمت إضافة شرط إلغاء التعديلات الدستورية وإلغاء الانتخابات وتهيئة المناخ وترتيبات إعادة الثقة وغيرها، ثم تحدثت الوثيقة بأن حزب الأمة والجبهة الثورية يمثلان تحالف الإجماع الوطنى ومؤسسات المجتمع المدنى فى أديس أبابا وأنهما لم يذهبا لأن لديهما أسبابا تحول دون حضورهما وأنهما لن يشاركا فى حوار طرفه «المؤتمر الوطنى»  الحزب الحاكم، ما لم تنفذ هذه الشروط».
∎ هناك اتفاقيات سابقة مع النظام فشلت؟
- اتفاقية نيفاشا فشلت رغم وضوح النصوص ولم تحقق أهدافها الأهم الوحدة الوطنية والتحول الديمقراطى وهى مسئولية الشريكين حزب المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية مع تأثير غياب جون قرنق بموته المبكر قبل الدخول فى تطبيق الاتفاقية، إضافة إلى ثنائية الاتفاقية وعدم إشراك بقية القوى السياسية، حيث تم عزل القوى السياسية الكبرى، بينما فى برلين الدعوة لكل القوى.
∎ هل هناك تدخلات ألمانية فى الأمر؟
- المنظمون لملتقى برلين لم يتدخلوا بين قوى المعارضة وتركوا القوى السياسية السودانية تتحاور وتناقش بمفردها حتى توصلت إلى الوثيقة وتم رفعها إلى وزارة الخارجية الألمانية، ومن ثم تمرر للقوى التى تقف وراء المبادرة ومنها الاتحاد الأوروبى والاتحاد الأفريقى والمجتمع.
∎  البعض يتهمكم بالتناقض لأنكم تطالبون بإسقاط النظام والحل السياسى فى نفس الوقت؟
- لا وجود للتناقض بين الحل السياسى الشامل المتفاوض عليه وبين العمل على إسقاط النظام، وفى تقديرنا هذا ليس صحيحا فالتحرك فى الاتجاهين واحد وليس المقصود تحقيق صفقة سياسية مع النظام إنما المقصود تسوية سياسية تحل المشاكل، فالصفقة هى مثل تلك التى تمت فى 1977 بين الجبهة الوطنية ونظام نميرى ومثل صفقة الشريف الهندى مع النظام، وصفة مبارك الفاضل، ومازلنا نعتقد أن الحوار للحل السياسى الشامل يشكل جزءا من آليات تغيير النظام، فالإسقاط يتم بضربة واحد، ولكن الحوار يسعى إلى تفكيك دولة الحزب الواحد وبشكل متدرج ومدى زمنى أطول.
∎ هل ترى أن مهمة المعارضة السودانية صعبة؟
- الآن وداخل المؤتمر الوطنى الحزب الحاكم برزت ثلاثة اتجاهات، التيار الغالب فيها هو ضد الحوار لأنه يرى أن مصالحهم كطبقة حاكمة سوف تتقلص، وتيار فى الوسط داخل النظام يقبل الحوار ويريد أن يحافظ على مكتسباته ومصالحه، ثم تيار ثالث يريد الحوار ولم يظهر بوضوح وهو ضعيف لأن تركيبة المؤتمر الوطنى لا تسمح له بالظهور، وهذه من أسباب تعطيل الحوار وجعله لا ينجح فى المدى المنظور على الصعيد الوطنى، لذلك يبقى الرهان على رئيس الجمهورية لأنه ممسك بمقاليد الأمور فقد همش البرلمان وهمش مجلس الوزراء والمكتب القيادى للمؤتمر الوطنى، ويبقى العامل الحاسم هو وحدة المعارضة وفعاليتها، والتحرك الإقليمى والدولى إذا زاد فإنه يصب فى مصلحة قوى المعارضة ويخصم من رصيد النظام.
∎ كيف  تحافظون على السودان من المطامع الأوروبية؟
- إن المصالح الأوروبية والغربية موجودة وكبيرة، والعامل الحاسم هو أن نعرف حدود مصالحهم ومصالحنا، هم يريدون الاستقرار والسلام والتحول الديمقراطى ونحن ننظر فى المصالح المشروعة ونرفض غير المشروعة، وهناك من يرى أن فى السودان مصالح كبيرة سواء كانت ذهبا أو بترولا، وهذا ليس العامل المهم، الأهم هو ماذا يريد السودانيون، ولا وجود لأى اتفاقية سرية ولم نجتمع مع أى قوى أجنبية هم طلبوا تحديد موقف موحد» ويواصل جادين قائلا: «الألمان لعبوا دوراً كبيرًا فى دستور 2005 فقد قامت به «مؤسسة ماكس بلان»، وهو الدستور الذى احتوى على أكبر وثيقة حقوق شاملة فى تاريخ السودان وثيقة سلام دارفور أيضاً .
∎ ماذا عن موقف رئيس الوزراء السابق الصادق المهدى ؟
- الصادق المهدى دوره متقلب وتاريخه  السياسى معنا عامر بهذه التقلبات  منذ السبعينيات، خصوصا فى العشرين سنة الأخيرة، وهذا لا يجعلنا ننكر الدور الكبير لحزب الأمة القومى كقوى سياسية واجتماعية وتضحياته ونضالاته ولا نضالات التيارات الوطنية داخله»، المهدى يواجه ضغوطاً كبيرة، والمهم بالنسبة لنا نحن فى قوى الإجماع أن الصادق المهدى ومنذ اتفاق باريس وأديس أبابا وإلى برلين فإن موقف الصادق المهدى واحد، وإذا تغير غداً أو بعد غد فهو من يتحمل النتيجة».∎
?