الجمعة 16 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

الشرطة الإسرائيلية فى خدمة «الجنس»

الشرطة الإسرائيلية فى خدمة «الجنس»
الشرطة الإسرائيلية فى خدمة «الجنس»


لا حديث داخل الإعلام العبرى إلا على انتشار ظاهرة التحرش الجنسى فى الشرطة الإسرائيلية، بعد اكتشاف ثالث حالة تحرش فى صفوف ضابطات الشرطة وعيون تل أبيب الساهرة.. اللاتى تحولن من خدمة الشعب والأمن إلى خدمة كبار الضباط!
صحيفة «هاآرتس» ذكرت أنه خلال الأشهر القليلة الماضية ساءت صورة جهاز الشرطة، خاصة كبار الضباط الذين يجدون أنفسهم مرات ومرات فى غرفة استجواب وحدة تحقيق الشرطة بسبب اتهامهم بالتحرش الجنسى بالشرطيات.وفى الوقت نفسه الذى تحقق فيه وحدة تحقيق الشرطة مع ضابطين، قدمت خمس شرطيات شهادة ضد ضابط كبير - يعملن تحت إدارته - بأنه يتحرش بهن جنسيا، سواء عن طريق طلب علاقات حميمية معهن، أو محادثتهن بعبارات خارجة وضد الآداب، وبإرسال رسائل نصية تحمل إيحاءات جنسية لهن وصلت فى بعض الأحيان إلى مرحلة الابتزاز الجنسى.

الصحف العبرية الشهيرة سواء «يديعوت أحرونوت، هاآرتس، معاريف، يسرائل هايوم»، اهتمت بهذا الحدث، ووصفوه بـ«مخجل، مشين، فضيحة»، بل تكالبوا لأيام عديدة حتى يصلوا لأي معلومة عن هذا الضابط، أو الوقائع التى حدثت، إلى أن وصلوا لجزء كبير من الحقائق بعد أن كشف جهاز وحدة تحقيق الشرطة النقاب عن بعض الوقائع وبالتفصيل.
فى قائمة المتحرشين «حجاى دوتان» الضابط الكبير بشرطة الساحل، صاحب واقعة التحرش الجنسى الأخيرة، حيث أعلن أنه تحرش بخمس شرطيات بعد تحقيق دار لمدة 21 ساعة متصلة معه.
بعض الشرطيات اللاتى رفضن ذكر أسمائهن خوفا على عملهن، خلال الإدلاء بشهادتهن قلن ما قام به هذا الضابط من مضايقات وانتهاكات جنسية، وأعمال مشينة بالآداب خاصة السنوات الأخيرة، وأنه قدم لهن اقتراحات مخجلة تصل إلى درجة الابتزاز الجنسى الصريح، كما قام بالترويج لهن مستغلا سلطته، إلا أنهن رفضن بشدة، وشعرن بالخوف والارتباك منه لذلك قدمن البلاغ ضده، وهؤلاء الشرطيات لا يجمعهن شىء سوى العمل تحت إمرة هذا الضابط.
إحداهن أشارت إلى أن هذا الضابط همس فى أذنها أثناء حفل أقيم للضباط وعائلاتهم، وقال لها: «تبدين فى حالة جيدة، تعالى معى إلى الفندق»، وفى حادث آخر زعم البعض أنه دخل مع شرطية أخرى إلى الغرفة بحجة الحديث معها، إلا أنه حاول تقبيلها بالقوة، بينما قالت أخرى حامل أنه أرسل لها رسالة كتب فيها بعض الإيحاءات الجنسية، وأنها تأتى فى خياله كثيرا وأنه يحلم بأن يقيم علاقة مع امرأة حامل!
وفى المقابل تحدث بعض ضباط الشرطة الذين يعرفون «دوتان» أنهم لا يستغربون تلك الاتهامات الموجهة إليه، وقال أحدهم إنه لم ير شيئا ملموسا، إلا أنه سمع العديد من الشائعات التى تدور حول تحرشه بالشرطيات، ولكن ليست لديه فكرة إذا كان ذلك صحيحا أم لا.
وحدة تحقيق الشرطة من جانبها قررت إبعاده أسبوعين من وظيفته، ومنعه تماما من التحدث إلى أى فرد من أفراد الشرطة فى تلك الفترة، وهنا تساءلت الصحف العبرية: لماذا لم تصدر الجهات العليا قرارا بإقالة هذا الضابط من منصبه بعد تحويل نتائج التحقيق إلى المفتش العام للشرطة، خاصة بعد أن قام المفتش العام بإقالة نائبه «نيسيم مور» منذ حوالى أسبوعين بعد أن تورط فى شبهات مماثلة من فضائح جنسية مشينة.
لكن المفتش العام للشرطة «يوحنان دانينو» صرح لجريدة «هاآرتس» الإسرائيلية بأنه يجب التعامل مع مثل تلك الفضائح بمنتهى النزاهة والشفافية، لأنه - على حد تعبيره - يزيد الشرطة قوة وصلابة، معلقا على الأحداث الأخيرة بأنه لن يسمح بأى شكل من الأشكال بتواجد أى نوع من أنواع التحرش الجنسى فى قطاع الشرطة الإسرائيلية، وقال إنهم سوف يتابعون التحقيقات مع أى فرد بنفس الأسلوب، أى الشفافية ودون مساومات، بالرغم من الصعاب التى تواجههم وسوف تواجههم، إلا أنه لم يطلع الجريدة على ماهية الصعوبات!!
إحدى الصحفيات الإسرائيليات علقت فى مقال لها أنه من المخجل للمرة الثالثة فى الأسبوعين الأخيرين أن تظهر فضيحة جديدة من الفضائح الجنسية، وأضافت: هذا الضابط هو التاسع الذى سيستقيل من منصبه بسبب تصرف مشين، والسادس على الأقل الذى يستقيل بسبب مضايقات وتحرشات جنسية، وعبرت عن كثرة تلك الفضائح بجملة «نهج اغتصاب منظم» وقالت إن هؤلاء الرجال يستغلون منصبهم، خاصة ذكورتهم التى تمنح لهم الحق فى قيادة النساء، خاصة إن كن تابعات لهم، وكأنهن دميتهم الجنسية، إلا أنها اعتذرت عن وقاحة هذا الوصف، وأضافت: إن ما يحدث ضربة شديدة جدا للشرطة، خاصة أن المناصب العليا بها أصبحت شبه فارغة، وأنهت كلامها أنه على الرغم من كل ما يحدث فإنها فخورة بالدفاع عن النساء من مرض يسمى «مضايقات جنسية».
هذه الوقائع فى المجمل تكشف أن إسرائيل، خاصة الشرطة الإسرائيلية تعرضت لزلزلة عنيفة إثر خلفية الفضائح الكثيرة بينها، سواء قضايا فساد أو قضايا تحرش.
ونشرت جريدة «يديعوت أحرونوت» إحصاء صغيرا لفساد ضباط جهاز الشرطة الإسرائيلى قبل الحادث الأخير، حيث ذكرت إن الضابط «كوبى كوهين» قائد منطقة «الغربية» الذى خضع للتحقيق بسبب ارتكاب اعتداءات جنسية بحق شرطية، مستغلا منصبه ومكانته لارتكاب مثل تلك الفاحشة، بالإضافة إلى «يوسى فيريانتى» قائد منطقة «القدس» السابق، و«نيسو شوحم» قائد منطقة «القدس» الأسبق بتهمة التحرش بسبع شرطيات عملن تحت إمرته حسب تصريح صحيفة «هآرتس»، و«مانشيه أرفيف» قائد وحدة التحقيقات فى الجرائم الخطيرة بعد ثبوت الادعاءات ضده بالحصول على امتيازات خاصة، بالإضافة إلى «برونو شطايين» الذى استقال بعد معرفة اتصاله بأحد الأشخاص تورط فى عملية رشوة كبيرة.
وأخيرا أشارت صحيفة «هاآرتس» إلى أن ما يحدث الفترة الأخيرة من كشف قضايا تحرش عبارة عن «تصفية حسابات»، أى أن الضباط القدامى الذين اشتبهوا فى مثل تلك الفضائح هم من أدلوا بتلك المعلومات فى الفترة الأخيرة.
لكن الثابت من كل تلك التصريحات والحالات التى تم الكشف عنها أن الموضوع قد أخذ شكلا وأبعادا جديدة، حيث تحولت من حالات فردية إلى حالة أشبه بالوباء الذى يهدد المجتمع الشرطى فى إسرائيل وبالرغم من حالة الحرية الكبيرة التى يتمتع بها هذا المجتمع وعلى وجه الخصوص الحرية الجنسية فإنهم وبالإثباتات يعانون من الانحلال الأخلاقى وهو ما يوصف بالسعار الجنسى الذى أصاب هذا القطاع المهم والذى من واجباته حماية المجتمع وليس العكس.∎