الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

حرم جناب المحتمل!




عاصم حنفي روزاليوسف الأسبوعية : 28 - 05 - 2011


وقفت أم العيال فى وسط الشارع توزع الشربات والملبس على الأهل والجيران على اعتبار أننى الرئيس القادم بإذن واحد أحد وعلى أساس أن عدالة السماء نزلت على بيتنا بعد طول غياب وماداموا قد فتحوا الأبواب والشبابيك أمام الترشح لمنصب رئيس الجمهورية فلماذا لا أترشح.. لعل وعسى.
كانت المدام تتابع برامج التوك شو المكثفة عندما قالت فجأة: الدنيا تغيرت يا عزيزى وعلينا أن نتغير ونتطور معها حتى لا نصبح مثل أهل الكهف ولن أسمح لك أبدا وقد بلغت من العمر أرذله أن تقف تتفرج على هوجة الترشيحات فى المرحلة الجديدة وكل أصحابك غيروا ألقابهم وقد صاروا محللين واستراتيجيين وخبراء فى علوم الثورة والثوار وأنت لست أقل منهم ولاحظ أنك لم تحصل على لقب واحد ينفعك فى المستقبل وتأمل معى الآن لقبك الجديد الذى سوف يسبق اسمك فى الصحف والمجلات «المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية»، وسوف أصبح أنا ويا للهول سوف أصبح حرم جناب المحتمل وسوف تضحك لنا الدنيا وسوف نكون أنا وأنت من نجوم المرحلة الجديدة.
قالت المدام ترسم ملامح المستقبل وتحدد طبيعة المرحلة: خليك عاقل تصرف بروية وحكمة ولو سألوك فعليك بالإجابة المثلى التى يقولها زملاؤك المرشحون فى هذه المناسبة «المنصب تكليف لا تشريف» وابتسم ابتسامة مقتضبة تليق بهذه المناسبات وحتى لا يفسرها المنافسون بأنها ابتسامة فرح وسرور ولا تخف أبدا من مسألة الترشح وهل أحصيت مثلا عدد المرشحين للرئاسة.. إن أعدادهم تفوق الثلاثة آلاف مرشح وهل صدقت أنهم جادون فى ذلك إنها مجرد خطوة ياعزيزى لإزالة الصدأ عن الاسم الذى لا نعرف له أصلا من فصل ومعظمهم لم نسمع به أصلا لم يشارك فى ندوة لم يحضر محاضرة ولا تنس أنه موسم للدعاية المجانية وسوف تسعى الصحف إليهم وإليك وسوف تطل بطلعتك البهية فى الجورنال تكيد العدا وتقهر العزال والحاسدين.
هشت أم العيال صلعتها اللامعة وراحت تحدد الخطوات: عليك بشراء بذلة أو بذلتين لزوم التصوير واللقاء مع فلول الصحفيين الذين يسعون للالتقاء بك والحصول على تصريح أو فتوى أو رأى فى أمر من الأمور.
ولا تنس أن لك أصدقاء ومعارف فى الصحف والمجلات سوف يقومون بتلميعك وصنفرتك وتحسين صورتك فلا تخسر واحدا من معارفك الصحفيين الذين هم نجوم المرحلة ولا أعرف لماذا تتحدث الحكومة عن ضعف الشغل وقلة الإنتاج فى حين أن شغل الصحافة فى ازدهار ورواج والصحفى الواحد لا يكتفى بصحيفة واحدة وإنما يكتب فى عشرات الصحف وعليك بالاقتراب منهم عسى أن يكتبوا عنك ويحسنوا من صورتك.
وقفت المدام فوق الكنبة كقائد طابية تحدد خطوات المعركة المحتملة: ولا تنس أصدقاءك من الإعلاميين اللامعين وغدا سوف تصبح ضيفا دائما عند منى الشاذلى وهى صديقتك وسوف تقوم باللازم من أجل حشد التأييد لك وسوف تستضيف رجال المجلس العسكرى للتحاور معك وسوف تنهى الحلقة بكلام مؤثر ودمعتين على الماشى ليتذكرك المشاهد ويصوت لك لتفوز بالمعركة.
وعندك محمود سعد صديقك القديم وجارك اللدود سوف يستضيفك طبعا فى البرنامج وسوف يقول شعرا يتغزل فى حضرتك وسوف تقاسمه فى فلوس الإعلانات قبل وبعد البرنامج ومن غير المستبعد أن تحقق كام مليون جنيه فى تلك الحلقة التى يستضيفك فيها محمود!!