السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

المصرى يكسب..




عاصم حنفي روزاليوسف الأسبوعية : 31 - 07 - 2010


عمال فرنسا الأنذال.. استغلوا حالة الطقس فتوقفوا عن العمل مطالبين ببدل طبيعة حرارة.. على اعتبار أن الحرارة التى يتعاملون معها ليست طبيعية بالمرة.. صحيح أن شعراءهم يكتبون الأشعار يتغزلون فى الشمس المشرقة.. وصحيح أنهم يسعون فى مواسم الإجازات للسفر إلى البلاد المشمسة.. ولكن من قال إن الشمس ودرجة حرارتها ترتفع إلى 37 درجة يمكن أن تكون مصدر سعادة أو تشكل وحيا لإلهام الشعراء.. إنها الشمس القاسية والسادة الأطباء أفتوا أن أشعتها ضارة يمكن أن تسبب سرطان الجلد.. خصوصا للذين يعملون فى التشييد والحفر والبناء والكنس والنظافة.. والحل إذن هو الإضراب..!
نقابات العمال فى بلاد الخواجات.. نقابات حرة مستقلة.. نقابات تهدف للدفاع عن مصالح العمال وأخذ حقوقهم من الإدارة.. هى نقابات لا تتبع البيه الوزير.. وهى نقابات لا تتلقى الدعم والتمويل من الحكومة.. هى نقابات يشكلها العمال بغرض التفاوض مع الإدارة من أجل تحقيق مكاسب للعمال ،وفى كل عام تجتمع نقابات العمال لتدرس أحوالهم.. وتقرر مدى الزيادة التى يستحقونها فى الأجور.. حتى تتناسب أجورهم مع الارتفاع فى الأسعار.. وحتى لا تتأثر مستويات معيشتهم بالارتفاعات فى أسعار السلع والخدمات.. أقصد أن العلاوة السنوية التى يحصل عليها العامل هى زيادة مدروسة.. هى ليست عشرة فى المائة أو خمسة فى المائة وخلاص.. هى زيادة واقعية تتناسب مع الارتفاعات فى مستوى الأسعار.. وحتى لا يتأثر مستوى رفاهية العامل بارتفاع الأسعار.
وعندما ارتفعت حرارة الطقس عن معدلاتها الطبيعية.. وجدت نقابات العمال أن من حق العاملين الذين يعملون فى الشوارع والطرقات.. أن من حقهم الحصول على زيادة فى الأجور. الإدارة من جانبها حسبتها جيدا.. أنها إذا لم تعط العمال الزيادة المطلوبة.. فسوف يتوقفون عن العمل.. بما يعنى أن مواعيد تسليم المشروعات قد تتأثر وساعتها سوف تضطر الإدارة لدفع التعويضات لأصحاب المشروعات.. وكان الحل هو الرضوخ لمطالب العمال. تجربة جديرة بالتأمل.. إن العامل الذى يعترض على الظروف القاسية للعمل.. لن يموت من الجوع.. ولن يواجه الطرد والتشرد.. لأن هناك إعانات للبطالة تحمى العامل من مواجهة شبح التعطل.. وهى إعانات محترمة تصل إلى مايقرب من ثلاثة أرباع مرتب العامل .. وهى تصرف فورا.. دون إبطاء أو مجاملة. ولا تنس أن نقابات العمال تقف وراء العامل تؤيده وتشد من أزره.. وهى لن تسمح بطرد أعضائها المعترضين على ظروف العمل.. لأن النقابة طرف أصيل فى عقود العمل .. ويا ويلك ويا سواد ليلك لو اضطهدت عاملا أو امتنعت عن إعطائه حقوقه كاملة.
و.. تعظيم سلام لحضرة العامل المصرى الذى يعمل ويشيد فى حر أغسطس.. يحمل قصعة الأسمنت فوق رأسه ويصعد بها السقالة فى الدور العاشر.. دون أن يشكو أو يتبرم.
أحيانا أنت فى ساعة غضب تتهم العامل المصرى بالكسل والسلبية .. مع أنه فى الحقيقة صابر محتسب.. يعمل فى درجات حرارة غير مقبولة لعامل الغرب الذى كشفته الحرارة عند درجة 37 فوقف يشكو ويتذمر .. مع أنه لا يعمل بيديه.. وهناك الآلة تساعده.. والأوناش تتولى الأعمال الثقيلة.. ويا سلام لو وفرنا الآلات الحديثة لحضرة العامل المصرى.. وساعتها سوف يضربون به الأمثال.
والله العظيم إن ما بيننا وبين الغرب هو مجرد فروق فى الطقس.. هم يعملون عند درجة حرارة لطيفة ومقبولة تساعد على الشغل والإنتاج.. فلما تعرضوا لموجة من موجات الحر الفظيع التى نعرفها فى بلادنا.. توقفوا تماما عن العمل.. وهربوا من الشغل وطفشوا من الإنتاج..! الموجه الحارة مستمرة فى أوروبا.. تسببت فى خسائر فادحة للتجارة والصناعة والسياحة وغيرها.. سوف نتابع أحوالها ونحكى لكم عنها فى مرات قادمة..!