الأحد 11 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

البهرة يحجون إلى القاهرة وينتظرون المهدى المنتظر!

البهرة يحجون إلى القاهرة وينتظرون المهدى المنتظر!
البهرة يحجون إلى القاهرة وينتظرون المهدى المنتظر!


يحجون إلى مسجد الحاكم بأمر الله، ويؤدون طقوسا غريبة، يلفتون الأنظار إليهم بملامحهم المميزة وانعزالهم، هم «البهرة» الطائفة الشيعية التى تنتمى إلى الشيعة الإسماعيلية، والتى هاجرت من مصر بعد انتهاء العصر الفاطمى، وتنقلت من بلد لآخر حتى انتهى بها المقام فى جنوب الهند واستقرت هناك.
اندمج البهرة فى المجتمع الهندى لتسامحه وتقبله للأديان ولم ينسوا أصولهم بمصر وجعلوا منها قبلتهم التى يحجون إليها كل عام لممارسة طقوسهم.

يتجمعون فى ساحة مسجد الحاكم بأمر الله بزوجاتهم وأطفالهم، لإتمام خدمات المسجد ويعتقدون أن الحاكم بأمر الله هو المهدى المنتظر وأنه سيخرج قريبا، ويولون المسجد رعاية خاصة ويقوم الجميع على تنظيفه النساء والأولاد والرجال ثم يجمعون الأتربة ويحتفظون بها داخل أوعية خاصة يعتقدون أنها أتربة مباركة.
فور دخولك للمسجد ستجد بئرا هو أول ما تراها، يتبارك بها البهرة، الطقوس تبدو للوهلة الأولى كطقوس الصلاة فى المسيحية لكنهم مسلمون ولا يميز صلاتهم عن الصلاة العادية لباقى طوائف المسلمين سوى السرعة فهم يفضلون الزهد والانعزال عن العالم وقتها.
«البهرة» يصل تعدادهم إلى مليون ونصف المليون موزعون بدول متفرقة مسقطهم الرئيسى هو مدينة «مومباى» الهندية وتعنى كلمة «البهرة» التجار،حيث يعمل غالبيتهم بالتجارة.
يرفض البهرة إلحاق أطفالهم بمدارس المصريين، خوفا عليهم من الاختلاط بهم، يعزلون أنفسهم فى مجتمع منغلق وضعوا قوانينه بأنفسهم، أسماؤهم مركبة كـ«فخر الدين» «سيف الدين» وغيرهما، يرفضون اعتبار البعض لهم شيعة وأن يصنفوا كذلك حتى لا يوضعوا فى صدارة ما تقوم به الطوائف الشيعية الأخرى.
مساجدهم التى يزورونها محدودة وهى الحاكم بأمر الله، الحسين، الأقمر وعمود بمسجد السيدة زينب واللؤلؤة والجيوشى، ينتشرون فى شارع المعز من مدخله حتى نهاية مسجد الحاكم بأمر الله، لهم طقوس يومية وجلسات علم بعيدا عن الضوضاء والاختلاط بالآخرين، يتحدثون باللغتين العربية والإنجليزية ولكنهم يفضلون الإنجليزية.
وللسيدات طابع خاص بملابسهن المزركشة وألوانها المبهجة وحجابهن المميز.. يساعدن أزواجهن فى مهام التنظيف وتعليم الأطفال القرآن واللغة العربية، رغم قلة عدد الأطفال فهم لا يتعدون الـ60 كل عام، فإن المهمة الأساسية لوفودهم إلى مصر يعتبرونها مقدسة.
∎ رجال البهرة فى المسجد
أما رجال البهرة فلا تراهم إلا فى حالة عمل ونشاط مستمر داخل المسجد سواء أثناء الصلاة أو دروس العلم لأبنائهم، فمنهم أيضًا من يعرف العربية ويتحدث بها ومنهم من لا يتحدث إلا اللغة الإنجليزية.
على سيف الدين أحد البهرة فى مسجد الحاكم بأمر الله قال لنا: تواجدت فى القاهرة منذ سبتمبر الماضى ولى طقوس ثابتة فى يومى كلها تتعلق بخدمة المسجد، فقد حضرت أنا وأبنائى الثلاثة وزوجتى، لأن مسجد «الحاكم بأمر الله» يمثلنا ويمثل ديننا ونحرص على التواجد بداخل المسجد معظم أوقاتنا وتواجدنا داخل مصر يكون على هيئة أفواج وعدد الفوج الواحد لا يقل عن 20 شخصًا من طائفة البهرة.
ويضيف سيف الدين: يتميز رجال البهرة بالزى الموحد أيضًا، وهم معروفون فى القاهرة بأننا مسلمون ولا نختلط كثيرًا بأحد غير طائفتنا والاختلاط بغير أبناء الطائفة قليل جدًا لأننا نسعى إلى التعاون لأنه يوجد عدد ليس بالقليل للبهرة فى القاهرة يستقرون بشكل كامل يختلطون للعمل بالتجارة، مشيرًا إلى أنه لكل فوج من الأفواج الموجودة قائد يتواجد يوميًا داخل المسجد للإشراف على العمل ومساندة أعضاء الطائفة الموجودة فى المسجد حتى تنتهى المهمة ونؤدى مناسكنا، وطائفة البهرة هى الوحيدة التى تستطيع الدخول إلى المسجد فى أى وقت نظرًا لأنه تحت إشراف وزارة الأوقاف المصرية، ويقول: نحرص على إحضار أبنائنا الصغار كل عام فى أشهر ثابتة والغرض من تلك الزيارات التعود وممارسة طقوسنا الدينية.
أما فخر الدين طالب فى جامعة الأزهر الشريف، أحد أعضاء الطائفة يبلغ من العمر 22 عاما فيقول: أتواجد مع معظم أصدقائى من طائفة البهرة بشكل يومى هنا فى المسجد الذى يمثلنا وهو قبلة العلم الأولى لنا منذ الصغر. مضيفًا: لنا أماكن ثابتة فى القاهرة نعيش فيها ونتمركز داخلها وهى منطقة الدراسة والمهندسين الأكثر كثافة لتواجدنا نظرًا لوجود فيلا سلطان البهرة هناك ومنطقة العباسية، ولا نتحدث اللغة المصرية على الإطلاق للحفاظ على طقوسنا التى لا يعلمها الكثيرون.
ويقول يوسف جلال الدين: والدى هندى مصرى وأنا أحمل الجنسية المصرية ونتواجد فى القاهرة منذ 25 عامًا ووالدى يعمل طبيبًا، بالإضافة إلى أنه يعمل تاجرًا لأن معظم الطائفة تعمل فى التجارة، إلا أن هناك فترة زمنية فى حياتنا لا نتواجد فيها فى مصر وهى فترة الطفولة ولا نزور مصر إلا فى ثلاثة أشهر محددة نحضر فيها إلى خدمة المساجد التى تمثلنا مع آبائنا، وسبب ابتعادنا عن القاهرة الالتحاق بالمدارس الهندية، إلا أن هناك شريحة بعينها تضطر إلى دخول المدارس المصرية، فقد تعلمت فى مدرسة اللواء الإسلامى فى منطقة المهندسين، إلا أننى كنت فى حالة من الانعزال عن الآخرين لأنه من طبع طائفة البهرة.
وأضاف: ليس لنا مدارس بعينها هنا فى القاهرة نتعلم فيها، وعدد البهرة فى مصر 100 أسرة هندية نتجمع فى العديد من المناسبات الخاصة، والاختلاف بيننا وبين المسلمين فى القاهرة السرعة فى أداء الصلاة فقط.
ويقول محمد إبراهيم أحد العمال المصريين داخل المسجد: أتواجد هنا لمساعدتهم فى العمل الخدمى، فمعروف أن مسجد الحاكم بأمر الله يخص طائفة «البهرة» وهم طائفة هندية مسلمة شيعية وتواجدهم هنا من أجل الخدمة وهناك معلومات ثابتة يتداولها البهرة بينهم بشكل دائم بأن المسجد كان قديمًا عبارة عن مدرسة منذ الستينيات وكتبهم تقول إن جدهم مدفون هنا فى المسجد، وفى عهد السادت عرضوا شراء المسجد بـ100 مليون جنيه وبالفعل سيطروا عليه ليكون تحت إشرافهم فقط لاقتناعهم بأن «الحاكم بأمر الله» هو المهدى المنتظر وأنه من خلفاء الدولة الفاطمية الذى اختفى وسوف يعود كما يطلقون على البئر الموجودة فى ساحة المسجد بئر المياه المبروكة، وسلطان البهرة يحضر فى توقيتات مقتل الحسين، كما تحضر أفواج للمباركة إلى مسجد الجيوشى فى المقطم، وفى السيدة زينب يوجد لهم عمود ومسجد الأقمر واللؤلؤة فى المقطم والإمام الحسين، ويوجد 20 شخصًا من البهرة بشكل ثابت يقومون على خدمة المسجد بالإضافة إلى الأفواج التى تحضر.
∎ بئر المياه المقدسة
ويضيف: البهرة يؤكدون أن تلك البئر هى نهاية مياه زمزم ويتدفقون عليها فى أوقات معينة لمن تواجد منهم داخل المسجد قبل الصلاة يرتوون منها ويأخذون البركة كما يحرصون على أن يرتوى أبناؤهم منها أكثر من مرة فى اليوم ليأخذوا البركة وزوجاتهم أيضًا.∎