الإثنين 21 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قضية عرب 48 أهم من عرض الفيلم .. والزمن توقف فى فلسطين منذ الاحتلال الصهيونى

قضية عرب 48 أهم من عرض الفيلم .. والزمن توقف فى فلسطين منذ الاحتلال الصهيونى
قضية عرب 48 أهم من عرض الفيلم .. والزمن توقف فى فلسطين منذ الاحتلال الصهيونى


 هل من المعقول أن يعاقب إنسان رفض ترك بيته للص الذى جاء يحتله، هل من المعقول أن ترفض الشعوب العربية التعامل مع فلسطينيين رفضوا الرضوخ للاحتلال وترك حياتهم ومنازلهم حتى وإن تحول اسم بلدهم من فلسطين إلى إسرائيل بقرار ليس لهم يد ولا حيلة فى اتخاذه؟؟ إن الفنانين الذين يطلق عليهم عرب 48 ويتم معاملة أعمالهم وإنتاجهم الفنى والأدبى على أنها أعمال إسرائيلية لا يستحقون هذا النفور والنهر والرفض. فهم يصمدون فى وجه العدو ويقاومون بأفكارهم هذا الاحتلال ويستحقون كل التقدير والاحترام.
الفنانة الفلسطينية «نسرين فاعور» من المواجهين لهذه الاتهامات ومن الصامدين فى وجه كل الادعاءات، ومن الذين لا يسمحون لأحد أن يزايد على وطنيتهم وعشقهم لتراب فلسطين.. وبعد الضجة التى أثيرت حول أحدث أفلامها «فيلا توما» وبعد منعه من العرض فى مصر من خلال مهرجان الإسكندرية كان لابد أن نتوقف معها لتوضح أكثر تفاصيل هذا العمل المثير للجدل.
∎ حدثينا أكثر عن الشخصية التى تقدمينها فى فيلم «فيلا توما»؟
- جولييت الأخت الكبرى فى عائلة توما.. تبنت دور الأم لأختيها فيوليت وأنطونيت بعد رحيل الأم والأب، تبدو قاسية وجافة ولكنها مفعمة بالحب.. إحساسها بالمسئولية ومهمتها بالحفاظ على العائلة والتقاليد الاجتماعية جعل منها امرأة متسلطة بعيدة عن العواطف وإبداء المشاعر بشكل علنى.
∎ الصحافة الإسرائيلية شنت  حملة ضد مخرجة الفيلم لأنها قدمته على أنه فيلم فلسطينى وليس إسرائيليًا.. ما رأيك فى هذه الأزمة؟
- منذ أن قدمت المخرجة سهى عراف الفيلم كان واضحا ومتفقًا عليه بالعقد، ومعها كمنتجة العمل أن الفيلم فلسطينى الهوية. وعلى هذا الأساس وافقت على العمل كشرط أول. وبما أن المخرجة والجهة المنتجة وكاتبة السيناريو نفسها سهى عراف وأحداث القصة واللغة جميعها هو ما يحدد هوية الفيلم فلا يوجد أى شىء يمنع من ذلك، ولكن المعضلة تكمن بمحاولة طمس هوية الفلسطينيين فى داخل حدود 48 وهذا الصراع الدائم تجاه الهوية الفلسطينية داخل الخط الأخضر. فلا يحق وحسب القوانين الدولية لأى من الصناديق المانحة أن تحدد هوية الفيلم وبما أن مخرجة وكاتبة السيناريو فلسطينية لذلك فمفهوم ضمنا أن الفيلم فلسطينى.. 
∎ وصلت الأزمة إلى الدول العربية وتراجع مهرجان الإسكندرية السينمائى عن عرضه كما كان مقررا.. ما تعليقك؟
- مهرجان الإسكندرية تشبث لآخر لحظة كى يعرض الفيلم كما كان مقررا، ولكن عدم وصول نسخة الفيلم من الجمارك كما قيل لى هو ما منع عرضه. وأيضا عدم موافقة المخرجة بعرض النسخة التى بحوزة المهرجان وذلك لعدم صلاحيتها.. كنت أتمنى لو عرض الفيلم وشارك فى المسابقة الرسمية. ولكن بالنسبة لى أعتقد أن وجودى فى المهرجان وضع من قضية ذات أهمية كبرى نصب الإعلام والعالم العربى أجمع، تجاه العزلة الثقافية التى يقطن فيها فلسطينيو 48 وهذا ما حاولت تحقيقه من خلال تواجدى فى هذا المهرجان، حتى توصلت لطرح القضية الأكبر والأبعد حتى من مشاركة الفيلم. حيث تمت مناقشة موضوع التطبيع تجاه المبدع الفلسطينى داخل حدود .48 وكان الشرف الأكبر تصريح الفنان والمعلم الأستاذ نور الشريف فى حفل تكريمه لرفع الحصار والعزلة تجاه فلسطينيى 48 وحث النقابات والمثقف العربى لإعادة صياغة جديدة لكل المفاهيم التى رسخت بشكل خاطئ تجاه الفن الفلسطينى داخل حدود 48 وهذا بالنسبة لى إنجاز لا يقل أهمية عن عرض الفيلم فى المهرجان.
∎ هل من الممكن مناقشة الأحداث السياسية من خلال فيلم اجتماعى مثل «فيلا توما» ؟
- لا يمكن سلخ الوضع السياسى عن المجتمع والإنسان الفلسطينى. فيلم فيلا توما صحيح اجتماعى يطرح فكرة إنسانية بسيطة تتبع لطبقة معينة، ولكن الرمزية الموجودة فى الفيلم جميعها تروى حكاية فلسطين كما عائلة توما. توقف الزمن عند زمن الاحتلال. توقف التطور واستمرارية الوجود والكيان عند زمن الاحتلال.
∎ فى فيلمك السابق «أمريكا» كان الاندماج مع الآخر هو الحل.. فهل هذه وجهة نظرك أيضا وهل من الممكن أن يقدم الممثل أفكارا تتناقض مع قناعاته الشخصية؟
-  الاندماج لا يعنى الانسلاخ عما نحن.. هو فقط للمعرفة والتثقيف وليس من باب فقدان الذات.. هذا إيمانى بشكل خاص.
∎ فى العقد الأخير أصبحت للسينما الفلسطينية مكانة كبيرة فى العالم من خلال المشاركة فى المهرجانات الدولية وحتى التنافس على جوائز الأوسكار.. كيف من الممكن أن يستفيد الممثل من ذلك؟
-  هذا يشهد على الإصرار والعمل من أجل القضية الفلسطينية ولكن فى فلسطين الأوضاع ليست بالسهلة وسبل العيش مازالت قابعة تحت الاحتلال، شح موارد التمويل، إمكانيات وفرص عمل قليلة جدا، أيضا العزلة التى يعيشها الفنان الفلسطينى جغرافيا وأيضا الجدار والحواجز .. فكل الظروف تدفعنا للشتات والترحال مرة أخرى خارج حدود فلسطين. وهذا ما لا نريده كفنانين ملتزمين بخطنا السياسى والوطنى. فلسطين لا تحتاج لجوءًا آخر.
∎ أخبار أعمالك القادمة تتضمن فيلم «عرائس الطين» من إنتاج «أنجيلينا جولى».. ما هى تفاصيل هذا العمل وما هو الدور الذى سوف تقدمين من خلاله؟
- كان قد تقرر تصوير هذا الفيلم فى المغرب ولأسباب مادية توقف التصوير، لا يمكننى أن أتحدث أكثر غير أن أقول إن مخرج العمل هو يمنى الأصل. على أمل أن نعود للتصوير قريبا. وقد كانت لى مشاركة مؤخرا فى فيلم «عيون الحرامية» من إخراج نجوى نجار مع خالد أبو النجا وسعاد ماسى.