السبت 10 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

نكشف المؤامرة:إيران تخترق الأزهر بالفكر الشيعى

نكشف المؤامرة:إيران تخترق الأزهر بالفكر الشيعى
نكشف المؤامرة:إيران تخترق الأزهر بالفكر الشيعى


لم تنس إيران يوماً أن الفاطميين هم من بنوا الأزهر الشريف، ومن ثم فإنها ترى أن المد الشيعى فى مصر يبدأ من الأزهر، لم تكن هذه اتهامات يوجهها أنصار نظرية المؤامرة، بل إن الشواهد والأحداث الواقعية هى ما تؤكد هذه النظرية.. بداية من لعبة تقريب المذاهب مروراً بالوفود الأزهرية إلى إيران، ورفع الأذان الشيعى هناك من قبل بعض المقرئين الأزهريين، وإصرارها على استئناف مخططها فى جذب مشايخ الأزهر حتى بعد قرار وزارة الأوقاف بمنع سفر المقرئين إلى إيران وبعد فصل البعض من نقابة القراء المصريين.
 
∎ رغم المنع .. إيران تستضيف 9 مقرئين فى رمضان
 
بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على قطع العلاقات المصرية- الإيرانية بعد تحريض «الخمينى» على قتل الرئيس الراحل أنور السادات، بعد توقيعه اتفاقية «كامب ديفيد»، وتكريمها لخالد الإسلامبولى، واحتضانها لأبناء الجماعة الإسلامية بعد تنفيذ مخططهم الإجرامى، وجدت إيران الفرصة لبسط نفوذها فى مصر مجدداً بعد أحداث 25 يناير2011 وعادت بالطريقة نفسها وبأسلوب آخر عن طريق محاولات الاستقطاب التى تمارسها لجذب بعض التيارات ومن بينها رجال الأزهر وبالتحديد المشاهير منهم عن طريق الوفود والمسابقات الدينية التى تقام على أرضها.
 
ومن ثم فإن النظام الإيرانى لم يستطع استيعاب صدمة 30 يونيو التى أوقفت مخططاته فى اختراق الأمن القومى المصرى ونشر التشيع، لذا أطلقت عليها «انقلاباً عسكرياً» كما وصفها على خامنئى، قائد الثورة الإسلامية، وللسبب نفسه لم يقدم الرئيس الإيرانى حسن روحانى، تهنئة للرئيس عبدالفتاح السيسى، مثلما هنأ السورى بشار الأسد، وبالتالى فإن أملها الوحيد فى نجاح الموالين لها من المصريين للترويج لأفكارها بين العامة وصناعة قاعدة جماهيرية لايستطيع النظام المصرى بعد فترة مقاومتها.
 
ومن هذا المنطلق ضربت إيران قرارات وزارتى الأوقاف المصرية ونقابة المقرئين المصريين عرض الحائط، غير مبالية بفصل الأعضاء من النقابة ومنع أى أزهرى للسفر إلى أراضيها، حيث أعلنت وكالة الأنباء القرآنية الدولية الإيرانية (اكنا) أن منظمة الأوقاف والشئون الخيرية الإيرانية قامت بدعوة تسعة من مشاهير المقرئين المصريين للمشاركة فى تلاوة القرآن الكريم فى المناسبات الدينية التى تقيمها الجمهورية الإيرانية خلال شهر رمضان.
 
ولعل ما يؤكد إصرار إيران لتجاهل قرارات الجهات المصرية هى ما نشرته الوكالة حيث قالت إن هذه الدعوة جاءت لإفشال خطة أعداء الإسلام لتدمير العلاقات بين البلدين.. فكل عام يتم دعوة قراء مصريين إلى إيران ولكن هذا العام نظراً لنشاطات المجموعات التكفيرية الهادفة لخلق الفرقة بين المسلمين تم دعوة 9 فحسب.. وفقاً لما ورد فى الوكالة.
 
الخطير فى الموضوع هو وصف الوكالة التى يشرف عليها «خامنئى» المسئولين فى مصر بأنهم «أعداء الإسلام»، علماً بأن إيران تحدت السيادة المصرية بدعوتهم بل إنها خصصت لكل واحد منهم برنامجًا يبدأ من اليوم السابع إلى الرابع والعشرين من رمضان.
 
والمقرئون التسع هم: متولى عبدالعال، محمود شحات أنور، أحمد شحات أحمد لاشين، عادل الباز، على محمود الشميس، محمد قل التالى، عبدالناصر حرك، محمد شرف الدين، محمد المريجى.
 
∎استهدافها لمشاهير المقرئين
 
الغريب فى الأمر أن المقرئين الذين تمت دعوتهم للذهاب إلى إيران فى رمضان بعضهم تم فصله من النقابة مثل: أحمد شحات لاشين، والبعض الآخر لم يصدر بحقه قرارات بالفصل، وكلاهما تحدوا السيادة المصرية وقرارات النقابة بعد واقعة فصل زملائهم، وكان من أبرز المفصولين «د.أحمد نعينع، مقرئ الرئاسة، أحمد محمد بسيونى، عبد الوهاب طنطاوى، عبد الفتاح الطاروطى، طه محمد النعمانى، محمود محمد يوسف عقل، عبد العزيز أحمد عبدالقادر، عبدالعزيز عكاشة، أحمد شحات أحمد سيد، وفرج الله الشاذلى، صاحب الفيديو الشهير لرفع الأذان الشيعى، وغيرهم».
 
المفاجأة الحقيقة أن اختيار إيران لهؤلاء المقرئين لم يكن عشوائياً، فربما لايعرف الكثيرون هذه الأسماء، إلا أن عينيه اعتادت على رؤيتهم كمقرئين للقرآن الكريم ومؤذنين فى مساجد شهيرة تظهر دوماً فى صلاة الجمعة التى ينقلها التليفزيون المصرى، وهنا تكمن الخطورة.
 
∎ السيد متولى عبد العال
 
القارئ الشهير الذى يطل على المشاهدين المصريين خلال صلاة الجمعة من الأزهرالشريف ومسجد «الرحمة» بمدينة السادس من أكتوبر، والذى سافر إلى إيران عدة مرات وله لقاءات مع «خامنئى» وله العديد من التسجيلات التى تذاع فى إيران والتى خصص لها موقع وزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية مكتبة صوتية له، كما أنه على علاقة ببعض الملالى، وله العديد من الحوارات التى يفتخر فيها بزياراته لإيران ويقول إنها البلد الأقرب إلى قلبه.
 
لم تفتح إيران أبوابها له لصوته العذب فى القرآن، ولكن لرفعه الأذان الشيعى حتى إن معجبيه من الإيرانيين أصبحوا يتباهون بكونه «شيعيًا» ينتمى للأزهر الشريف.
 
∎ عبد الناصر حرك
 
لقب بـ«غلوش الصغير» وبـ«دكتور المدرسة الغلوشية» نظراً لأستاذه مصطفى غلوش، أحد أشهر مقرئى الإذاعة المصرية ومسجد الحسين، وواحد من أبرز الذين أثاروا جدلاً بعد رفعه للأذان الشيعى فى إيران، فيبدو أن «حرك» سار على نهج أستاذه فى كل شىء حتى فى علاقته بإيران، ففى 2009تم اعتماده بالإذاعة المصرية كى يسجل نصف ساعة، كما إنه تم اختياره من قبل وزارة الأوقاف المصرية كى يؤذن فى أكبر مساجد القاهرة «الأزهر الشريف- والحسين».
 
المفارقة أنه يظهر أيضاً على شاشة قناة «الكوثر» الإيرانية الشيعية كقارئ للقرآن الكريم.
 
فكما تأثر «حرك» بأستاذه تكمن الخطورة فى نشره لهذه الأفكار الشيعية فى مريديه أو أحبابه كما يطلق عليهم وكما جاء عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، والذى نشر خلاله أرقام تليفوناته لسهولة التواصل معه، كما نشر صوره فى إيران كنوع من التباهى بهذه العلاقة، حتى أن العديد من الإيرانيين تواصلوا معه عبر صفحته معربين عن فرحهم بافتخاره بكونه مصريًا يفخر بعلاقته بإيران.
 
∎ محمود شحات محمد أنور
 
هو نجل الشيخ الكبير الشحات محمد أنور، الملقب بـ«أمير النغم»، وصاحب المدرسة «الشحاتية» فى القرآن الكريم، والأخ الأصغر لعميد قراء الإذاعة والتليفزيون القارئ أنور محمد أنور.
 
وورث «محمود» عن والده عشقه لإيران وعلاقته بالنظام الإيرانى، فوالده كان صديقاً للشيخ مصطفى غلوش، وسافر معه فى شبابه إلى إيران وله العديد من التسجيلات القرآنية التى تذاع له هناك، ولشهرته فمجرد كتابة اسمه بالفارسية فى محرك البحث جوجل سيظهر صفحة فى موسوعة ''ويكيبديا'' التى تسرد للإيرانيين تاريخ حياته كأحد المشايخ التى ارتبطوا بها.
 
كما أن «خامنئى» التقى بابنه «محمود» أثناء تواجده فى المسابقة الدولية للقرآن الكريم، وله العديد من الصور التى التقطت لهما.
 
وللمدرسة الشحاتية العديد من المريدين فى المحافظات وهو ما يشكل خطورة فى انتقال عدوى المد الشيعى إليهم فدائماً ما يتأثر التلميذ بأستاذه، وللأسف فهناك العديد من التسجيلات الصوتية للكثير من المقرئين المصريين الذين رفعوا الأذان الشيعى وهو ما يؤكد تشيعهم، إلا أنهم استغلوا جهل المصريين به واستخدموا مبدأ (التقية)، أى إخفاء العقيدة بهدف عدم تعرضهم لأذى ومساعدتهم على نشر فكرة تقريب المذاهب بحجة أنه لافرق بين سنة وشيعة فى حين أن إيران أرادت بهذا القضاء على المذهب السنى، واستعادة إمبراطوريتها الفارسية من خلال المد الشيعى الذى يضمن ولاء أنصاره إلى إيران مهما كانت جنسيتهم.
 
∎ خدعة تقريب المذاهب
 
هناك مساع عديدة للتقريب بين السنة والشيعة على مدار سنوات طويلة بداية من التى قام بها الشيخ محمود شلتوت، فى الخمسينيات والذى كان له علاقات وطيدة بإيران، ولكن هل حقاً إيران تهدف إلى هذا التقارب أم أنها مجرد لعبة؟
 
فالفتوى التى أصدرها «خامنئى» بمنع سب الصحابة السيدة عائشة ورموز السنة، فى أعقاب أزمة تصريحات ياسر الحبيب، والتى استخدمها المسئولون فى إيران لطمأنة المواطنين المصريين بأن التقارب معهم لايهدف إلى المد الشيعى، ما هى إلا خدعة حيث انتقد الكثير من الإيرانيين هذه الفتوى معتبرين أنها نوع من التهاون فى عقيدتهم الشيعية مستندين إلى حديث زيارة «عاشوراء» اللعن المئوى والسلام المئوى، وحديث الإمام الصادق بأن النبى (ص) مات مسموماً على يد كل من السيدة «عائشة وحفصة».
 
من ناحية أخرى فإن إيران باتت تستخدم حيلة ماكرة فى تناول قضية التقارب، لاسيما بعد موقف د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر ود.حسن الشافعى، مستشار الأزهر حيث أعرب كل منهما أثناء لقائهما بالرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، فى مصر عن رفض الأزهر للمد الشيعى، الأمر الذى أغضب «نجاد» فى المؤتمر وألغى بسببه المؤتمر الصحفى الذى كان من المقرر أن يعقده مع الصحفيين.
 
فتلك الحيلة تقوم على استضافة بعض مشايخ الأزهر بحجة التقارب بين المذاهب، بينما هم فى الأساس يعتنقون المذهب الشيعى.
 
فعلى سبيل المثال لا الحصر الشيخ تاج الدين الهلالى، مفتى عام استراليا وعضو المجلس العالمى للدعوة الإسلامية ورئيس المجلس الشرعى لمسلمى استراليا، والذى يسافر دوماً لإيران بحجة تقريب المذاهب بين السنة والشيعة ، والذى تتم استضافته باعتباره واحداً من كبار علماء الأزهر الشريف، حيث التقى بالمرجع الشيعى البارز محمد جواد علوى بروجردى، وانتقد خلال لقاءاته المملكة السعودية متهماً إياها باستقطاب السلفيين لمحاربة الشيعة فى مصر، وهو نفس الأمر الذى تسعى وكالات الأنباء المقربة من النظام الإيرانى فى نشره وترويجه كذباً، حيث نشر الموقع الرسمى للمرجع الشيعى محمد جواد الفاضل النكرانى، صوراً للقاءات «الهلالى» فى إيران والذى يظهر فيها بصحبة بعض الملالى وهو يصلى وراء «النكرانى» على التربة الحسينية فى أحد المساحد الإيرانية فى مدينة «قم»، وهى إحدى المدن المقدسة لدى الشيعة..
 
لم يقتصر الأمر عند هذا الحد فإن نقل أفكار فى نشر التشيع تحت مسمى التقريب، الذى يظهر بعض الموالين لهم على أنهم ممثلون لأهل السنة مستغلين جهل البسطاء بحقيقة موقفهم ، بل وأيضاً محاولة نشرهم لأفكار النظام الإيرانى الذى أراد أن تسير مصر فى نفس النفق المظلم الذى شقه «الخمينى» عام ,1979 ففى حملة الإطاحة بالأنظمة العربية صرح «الهلالى» لوكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية بأن: «الصحوة الإسلامية منبثقة عن الثورة الإسلامية التى قادها الخمينى»، علماً بأن مصطلح «الصحوة الإسلامية» أطلقه «خامنئى» والنظام على هذه الثورات باعتبارها امتداداً له، فكما جاء على لسان «خامنئى»: إن الثورة الإيرانية ألهمت الدول العربية وأن «الخمينى» هو الأب الروحى للثورات العربية.
 
∎ سر العلم الإيرانى
 
المتأمل للصور والفيديوهات التى يشارك فيها المقرئون المصريون فى إيران فى المسابقات الدولية لن يجد أى وجود لأى علم سوى العلم الإيرانى فحسب، وصورة كل من «الخمينى» و«خامنئى» واللذان يمثلان ''الولى الفقيه'' أى خليفة الله على الأرض والذى لايمكن أن يخالف أحد كلمته وإلا فإنه يخسر بذلك آخرته ودنيته، فذلك وفقاً لرؤية «الخمينى» الذى أفتى بأن الولى الفقيه إذا قال بهدم مسجد ما فلايمكن أن يخالفه أحد لأى سبب من الأسباب لأنه يرى فى الأمر مصلحة للمسلمين..
 
ففى المناسبات الرسمية التى تضم جنسيات مختلفة بما فيها المصرية لن تجد أى علم مرفوع سوى العلم الإيرانى فحسب، والذى يوضع بجانب وأمام كل متسابق وكأن إيران تنشد عودة إمبراطوريتها الفارسية التى تبتلع بها بلدان العالم من جديد، وكأنه لاوجود لشخصية دولة أخرى مهما كانت قيمتها فى ظل حضورها..
 
والمؤسف أن العديد من الشخصيات المصرية البارزة ارتضت لنفسها ولبلادها أن تجلس على الأرض فى حضور المرشد الإيرانى «خامنئى» الذى جلس على الكرسى فى زهو وهو محاط بكبار الشخصيات الشهيرة فى مصر وصاحبة صيت واسع أمثال د.أحمد نعينع، الذى قال الشيخ محمود الطبلاوى، بأنه تقدم لطلب للرئاسة وقت دعوة المستشار عدلى منصور، لمنعه من حضور مراسم التنصيب، إلا أن أحمد المسلمانى، بصفته أحد مستشارى «عدلى» تدخل وأصر على تواجده، وفقاً لما ورد على لسان «الطبلاوى».
 
وكانت وكالة أنباء «تسنيم» نشرت تصريحات تؤكد تشيع «نعينع» الذى قال إن عدد لقاءاته بـ«خامنئى» لا تعد ولا تحصى، وأن الأخير أهداه عباءة وشالاً أخضر من عنده عندما أخبره بأنه «شيعى» ومن نسل «حسن مجتبى» ابن الإمام على ابن أبى طالب.
 
وأشار إلى أنه صلى وراءه كثيراً وكان يستمتع بتلاوته للقرآن، كما أنه صرح له فى أحد لقاءاته : بلقائى بك بلغت عنان السماء.
 
من ناحية أخرى فإن إصرار إيران على استهداف المشاهير من الأزهريين يؤكد إدراكها لمدى تأثيرهم على البسطاء وبالتحديد المواطنين فى المحافظات مستغلين حبهم للروحانيات وذهابهم إلى مدارس ومساجد هؤلاء المقرئين نظراً لشهرتهم وإجادتهم للقرآن الكريم، فوفقاً لما ورد على لسان الشيخ الطبلاوى، فإن الشيخ محمد الطاروطى، بنى مجمعًا إسلاميًا كبيرًا فى بلدته فى محافظة الشرقية وله العديد من المريدين.
 
فإيران لاتزال تقف وراء دعم هؤلاء حتى بعد اتخاذ قرارات ضدهم، كذلك فهم لايخشون أية عواقب وكأنهم لن يرتضوا لإيران بديلاً، غير مكترثين بالأمن القومى المصرى الذى حاولت إيران العبث به طيلة الثلاث سنوات الماضية.