30 عامًا.. لا يزال العشق مستمرًا

منذ صيف 1995 وعلى مدى ثلاثة عقود، ارتبطت حياتى المهنية والفكرية بمجلة روزاليوسف، تلك المدرسة الصحفية العريقة التى لم تكن مجرد صفحات بل  فضاءً رحباً لتشكيل الوعى وإشعال الأسئلة الكبرى.

منذ أول عدد وقعت عليه عينى أدركت أننى أمام منبر استثنائى يحتضن الجرأة والعمق، بين الانتماء للوطن والانفتاح على آفاق الإبداع والتجديد. 

كانت تجربة متراكمة من الوفاء والشغف وفى صفحات روزاليوسف عشنا تحولات مصر كلها من الحزب الوطنى إلى المرحلة الانتقالية ، ثم تجربة ظلام الإخوان حتى إعادة بناء الوطن فى أصعب الظروف، ومن حسن الطالع أننا آخر جيل فى مدرسة الزمن الجميل مع الأستاذ عادل حمودة وكتيبة العمالقة الذين شاركوا فى التجربة.

وفى بداية عملى الصحفى  وأثناء حوارى مع الشاعر الكبير الراحل عفيفى مطر نصحنى بالعمل فى روزاليوسف وطلب منى الذهاب إلى أ.هناء فتحى وكل الشكر لها وأ.عمرو خفاجي ،ثم  بدأت رحلة البحث عن مكان فى مدرسة الكبار.

ولا أنسى سعادتى عندما استقبلت مقال الراحل فتحى غانم  وتفريغ حوار  عادل حمودة مع وزير الدفاع السورى مصطفى طلاس، وكان مجرد نشر خبر فى بورصة الأخبار هو إنجاز كبير وما أروع أن ترى اسمك لأول مرة  منشورًا بروزاليوسف، ثم تُشارك  فى موضوعات أثرت فى الرأى العام، مثل فضيحة على النيل والحباك  ومنى الشافعى  وبعدها كانت لى معارك صحفية خاصة منها معركة الوزير والمحافظ كمال الشاذلى وعدلى حسين والحرب القذرة فى المنوفية واختفاء سيدة البورصة وحوار محامية, صدام حسين وأزمة رواية وليمة لأعشاب البحر فى جامعة الأزهر، والنصب باسم المستشار السياسى لرئيس الجمهورية  والتشكيلات العائلية لحقوق الإنسان،ومع متابعة النقابات المهنية والإخوان ومواجهة عدة قضايا أمام المحاكم. 

وتعلمنا أن الكلمة مسئولية، وأن لا خوف من الحقيقة وضرورة نشر الوعى وسيظل العشق مستمرًا.