رسائل الرئيس خلال استقباله نظيره الأوغاندى
مصر لن تتخلى عن حصتها من مياه النيل

روزاليوسف
على الصعيد الدولى، استقبل الرئيس السيسى بقصر الاتحادية، رئيس جمهورية أوغندا يويرى كاجوتا موسيفينى، حيث عُقدت مراسم الاستقبال الرسمية، وتم عزف السلام الوطنى لكل من جمهورية مصر العربية وجمهورية أوغندا.
الرئيسان عقدا اجتماعًا مغلقًا، أعقبه جلسة مباحثات موسعة شارك فيها وفدا البلدين، حيث بحث الجانبان سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية التاريخية بين مصر وأوغندا، واتفقا على مواصلة تعزيزها خاصة فيما يتعلق بالجوانب السياسية، والتجارية، والاستثمارية، وبما يحقق المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين.
مذكرات تفاهم مشتركة
الرئيسان شهدا التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم فى مجال التعاون الفنى فى قطاع إدارة الموارد المائية، وفى مجال التعاون الزراعى والغذائى، وفى مجال الاستثمار، وفى مجال الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحاملى جوازات السفر الرسمية، وفى مجال التعاون الدبلوماسى لدعم إنشاء معهد دبلوماسى أوغندى.
وعقد الرئيسان مؤتمرًا صحفيًا عقب الانتهاء من المباحثات، حيث استعرضا نتائج المباحثات بين الجانبين.
مؤتمر صحفى مشترك
عقد الرئيسان مؤتمرًا صحفيًا عقب الانتهاء من المباحثات، حيث استعرضا نتائج المباحثات بين الجانبين،، حيث قال الرئيس السيسى إن الزيارة تأتى فى إطار العلاقات التاريخية التى تجمع بلدينا وشعبينا الشقيقين، المرتبطين برباط نهر النيل الأزلى، ويجمعهما عقود من التضامن والتعاون فى مختلف المحافل والمجالات.
وتطرقت كلمة الرئيس السيسى إلى الرؤى حول نهر النيل باعتباره شريان الحياة وقال: وجدت فى النقاش مع الرئيس الأوغندى وجهة نظر يجب أن أذكرها لكم.. حيث تساءل الرئيس إن كنا جميعًا معًا.. فذكرتُ أننا جميعًا معًا بالطبع.. وأنه لا يوجد خلاف على ذلك.. وذكر الرئيس موسيفينى أن حجم المياه الذى يسقط على الحوض، سواء كان النيل الأزرق أو النيل الأبيض، بالأسس العلمية يصل إلى 1600 مليار متر مكعب من المياه سنويًا.. وأنه يتم تقسيم هذه المياه على جزء إلى الغابات والمستنقعات، وجزء يُستخدم فى الزراعة، وجزء يتبخر، وجزء إلى المياه الجوفية، والجزء اليسير هو الذى يصل إلى النيل الأبيض والأزرق.. وهو تقريبًا 85 مليار متر مكعب من المياه الذى نتحدث عنها.. بما يمثل نحو 4 ٪ من الـ 1600 مليار متر مكعب.
وحينما نطلب أن هذا الحجم من المياه يصل إلى مصر والسودان من أجل العيش به حيث إن ليس لدينا مصدر آخر بخلافه، هل يعنى ذلك رفض التنمية فى دول الحوض أو رفض الاستفادة من المياه المتاحة لديهم سواء كان فى الزراعة أو فى إنتاج الكهرباء؟ لا بالطبع.. وأؤكد ذلك هنا.. أمام فخامة الرئيس وأمامكم.. وأقول للمصريين أن موقفنا منذ البداية أننا لسنا ضد التنمية، ولم نتحدث حتى عن الاقتسام العادل للمياه، حيث إن ذلك سيعنى التحدث عن الـ 1600 مليار متر مكعب من المياه... وإنما نتحدث عن المتبقى وهو لا يزيد على 4 ٪ أو 5 ٪.. وذلك أمر مهم جدًا.. فنحن لا نردد «نحن وهم».. بل نحن جميعًا.. فلا أقول مصر والسودان فقط وهم.. وإنما أقول أننا جميعًا معًا.. نعيش جميعًا، وننمو جميعًا، ونتعاون جميعًا من أجل ازدهار واستقرار بلادنا.
ومن أجل ذلك، أؤكد مرة أخرى فيما يتصل بموضوع المياه بالنسبة لمصر أن ليس هناك سبيل آخر لنا.. وقد ذكر لى فخامة الرئيس أن مصر تعنى «الحديقة» فى أوغندا.. وهذه الحديقة لا يوجد لها مصدر آخر من المياه سوى النيل، فلا يوجد أمطار.. وبالتالى فلا أحد يمكن له التصور أن مصر ستتخلى عنها، فالتخلى عن أى جزء منها يعنى التخلى عن حياتنا.. وذلك أمر لن يحدث.
وددتُ ذكر هذه النقطة، ونعول كثيرًا على اللجنة السباعية بقيادة أوغندا لأن تصل بنا إلى توافق لاستفادة الجميع والتعاون لدول الحوض.. وهناك دول كثيرة لديها موضوعات مماثلة وقد وصلت إلى تفاهمات واتفاقيات للكل.. ونحن نريد أن نصل إلى هذا الأمر.
وأضاف الرئيس: اتصالًا بهذه النقطة أود التوضيح أن من تتساقط لديه الأمطار لا يشعر أبدًا بإحساس من ليس لديه أمطار.. فمصر لا تشهد أمطارًا.. والشعب المصرى لديه حذر شديد وقلق شديد من موضوع المياه.. وأقول للمصريين إننى أقدر ذلك الأمر، وإننى مسئول مع أشقائى والحكماء مثل الرئيس موسيفينى على إيجاد حل لا يؤثر أبدًا على حياة المصريين.
تقابل مصر ضغوطًا كثيرة فى هذا الموضوع، وقد تكون المياه جزءًا من جملة هذه الضغوط لتحقيق أهداف أخرى، ونحن مدركون لذلك. وأؤكد مرة أخرى أننا دائمًا ضد التدخل فى شئون الآخرين، وضد التآمر على الآخرين، وضد الهدم والتدمير. فنحن مع البناء، والتعاون، والتنمية، حيث إن بلداننا فى أفريقيا قد كفاها سنوات طويلة من الاقتتال والصراع.
أطمئن المصريين مرة أخرى.. إن شاء الله فى هذا الأمر.. فلن نسمح أبدًا أن يتم المساس بالمياه التى يعيش عليها 105 ملايين، و10 ملايين تقريبًا من الضيوف.. فلا نُسميهم باللاجئين.
هنا، أؤكد وأكرر أن وعى المصريين وصلابتهم.. تعد الركيزة الأساسية التى أعول عليها فى مجابهة أى تحد أو أى تهديد محتمل.
منتدى رجال الأعمال المصرى الأوغندى
كما افتتح الرئيس السيسى جلسة منتدى رجال الأعمال المصرى الأوغندى، وذلك بمشاركة رئيس جمهورية أوغندا يويرى موسيفينى فى إطار زيارته إلى مصر.
وصرح المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيسين شهدا بدء أعمال الجلسة الافتتاحية للمنتدى حيث ألقى المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، ومويبيسا فرانسيس، وزير التجارة والصناعة والتعاونيات الأوغندى كلمات افتتاحية.ش كما تم عرض فيلم تسجيلى عن العلاقات الثنائية التاريخية بين مصر وأوغندا.
كما ألقى الرئيس كلمة خلال جلسة منتدى الأعمال أكد فيها تعاظم الفرص الواعدة لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين الشقيقين.
وقال الرئيس فى كلمته : إن مصر ترى فى أوغندا شريكًا أساسيًا فى منطقة حوض النيل الجنوبى، ونسعى لأن تكون أوغندا أحد المستفيدين من الآليات المصرية المخصصة لدعم التنمية فى دول حوض النيل.
كما نتطلع إلى الارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادى وزيادة حجم التبادل التجارى، الذى بلغ نحو 133 مليون دولار فى عام 2024، ونتطلع إلى مضاعفته بما يعكس إمكاناتنا المشتركة.
وفى هذا الإطار، نؤكد على أهمية الإسراع بتشكيل مجلس الأعمال المصرى – الأوغندى المشترك، وتكثيف تبادل وفود رجال الأعمال، وتشجيع الشركات فى البلدين على مضاعفة صادراتها، خاصة فى قطاعات الزراعة، والصناعات الدوائية، ومواد البناء، والأجهزة الكهربائية، وغيرها من المنتجات التى تلبى احتياجات أسواقنا.
وخلال كلمة الرئيس السيسى مع نظيره الأوغندى بقصر الاتحادية خلال المؤتمر الصحفى المشترك وجه الرئيس عددًا من الرسائل المهمة حول نهر النيل نستعرض أبرزها فى الإنفوجراف التالى.
أبرز رسائل الرئيس السيسي حول نهر النيل
1
رفض مصر الكامل للإجراءات الأحادية فى حوض النيل الشرقى الذى نسعى أن يكون مَصدرًا للتعاون لا للصراع
2
وعى المصريين وصلابتهم.. تعد الركيزة الأساسية التى أعول عليها فى مجابهة أى تحدى أو أى تهديد محتمل
3
سنظل متابعين وسنتخذ كافة التدابير المكفولة بموجب القانون الدولى للحفاظ على مقدرات شعبنا الوجودية
4
لا نرفض أبدًا تنمية شركائنا وأشقائنا فى دول حوض النيل دون التأثير على حجم أو حصة المياه التى تصل إلى مصر
5
لا أحد يمكن له التصور أن مصر ستتخلى عن مياه النيل، فالتخلى عن أى جزء منها يعنى التخلى عن حياتنا
6
الشعب المصرى لديه حذر شديد وقلق شديد من موضوع المياه، وأقول للمصريين إننى أقدر ذلك الأمر
7
مصر تقابل ضغوطًا كثيرة وقد تكون المياه جزءًا من حملة هذه الضغوط لتحقيق أهداف أخرى
8
أطمئن المصريين.. لن نسمح أبدًا أن يتم المساس بالمياه التى يعيش عليها 105 ملايين، و10 ملايين تقريبًا من الضيوف