كوثر مصطفى: كتبت (زفة شهيد) بسبب تأثرى بما قرأته عن تضحيات رجال الشرطة

هبة محمد على
من بين كل أغانى مسلسل (الاختيار) تظل أغنية (زفة شهيد) التى غناها الكينج «محمد منير» وكتبتها الشاعرة المبدعة «كوثر مصطفى» واحدة من أجمل أغنيات المسلسل التى حققت تفاعلا كبيرا مع الجمهور، ولا سيما أنها عرضت بعد مشهد استشهاد المقدم «محمد مبروك» ومع لقطات حقيقية من جنازته.
الأغنية التى تقول كلماتها (وسلام عظيم لشهيد رايح على الجنة، والدم حنى البدن والدم مش حنة، يوم ما ناديتى يا مصر كان أول الطالعين، يفدى بروحه ترابك وهو من الراضيين، ما يهمهوش لو مات فى سبيلك ألف مرة كل اللى يهمه أنك تعيشى يا مصر حرة).. كانت من أجمل الأغنيات التى عبرت بصدق عن قيمة الشهيد وما بذله من تضحيات.
وعن هذه الأغنية تقول الشاعرة «كوثر مصطفى»: «طوال حياتى وأنا مشغولة بمتابعة فكر هذه الجماعة، وما تعانيه تصرفاتهم من تناقض، فى ديوانى الأول (موسم زرع البنات) الذى نشرته قبل سنوات طويلة كتبت عنهم (من ورا باب الشيخ كرباج متعلق) وكنت أراهم مجموعة من المدعين الأفاقين، وتدرج وعيى فى فهمهم حتى حكموا البلاد فتيقنت أنهم أخطر علينا من الصهاينة، وقبل كتابتى لأغنية (زفة شهيد) طلب منى كتابة أغنية عن تضحيات ضباط الشرطة لتقديمها فى إحدى الحفلات الوطنية، فطلبت أن أقرأ ملفاتهم واكتشفت مدى التضحية التى قدموها فى سبيل الوطن، وخاصة الضباط الذين واجهوا الإرهاب فى سيناء، فجميعهم وضعوا أرواحهم على كفوفهم، وذهبوا إلى عملهم واحتمال الموت وعدم العودة إلى أسرهم قائم بداخلهم، وقد تأثرت كثيرا بما قرأته فى الملفات، وكتبت أغنية بعنوان (أنا الشرطى) يقول مطلعها ( وكل الناس فيكى نيام أنا صاحى أنا سهران أنا الواقف كما الددبان على أبوابك أحميكى ويسيل دمى وروحى تهون وما يهونش عليا فى يوم أشوف الخوف وأشوف الكسرة فى عنيكي..أنا الشرطى).
وبعدها بفترة قصيرة طلب منى كتابة أغنية لمسلسل (الاختيار) لعرضها على مشاهد استشهاد وجنازة الشهيد «محمد مبروك» صاحب الدور العظيم فى قضية التخابر الكبرى، التى تورط فيها «محمد مرسى العياط»، وقيادات آخرين وعناصر من الجماعة الإرهابية، والذى لم يثنه وضعه على قائمة الاغتيالات عن القيام بدوره فى فضح مخططهم والشهادة ضدهم، ودفع حياته ثمنا لذلك.
والحقيقة أننى كنت وقتها مازلت مشحونة بكل ما قرأته عن بطولات هؤلاء العظماء، وعندما علمت أن الأغنية ستصاحب مشهد الجنازة، قلت هذه ليست جنازة، بل زفة عريس، وهؤلاء الأبرار لا يموتون بل يظلون أحياء فى قلوبنا أبد الدهر، ومن هنا جاءت فكرة الأغنية.
وعن أول رد فعل على كلمات الأغنية تقول: جاءنى رد الفعل الأول من «محمد منير» الذى أرسلت له الكلمات عبر (واتس آب) فأعجب بها، واتصل بى يهنئنى عليها، وسمعت شخصا بجواره لا أعلم هويته يقول (كوثر مصطفى جابت من الآخر) فسعدت كثيرا أن كلماتى وصلت للقلوب بهذه السرعة، ومع ذلك لا يزال لدى الكثير لأكتبه فى هذا الموضوع، فدائما بداخلى صوت يقول أن هذا الموضوع لم ينته، وأنه يستحق الكتابة عنه أكثر وأكثر، ولا سيما قضية التطرف نفسها، وهو ما دفعنى إلى كتابة أغنية على لسان أم إرهابى توجهها لابنها تقول له فيها: (أنا زرعتك شجرة لأجل تضلل عليا وحلمت أشوف فى عيونك بكرة اللى ماله زى صحيت لقيتك عاصفة وبتقلع كل شيء إديك فى إيدين عدوى واقف جنبه تقول لى أنا الجحيم اللى جاى) وأتمنى أن ترى هذه الأغنية النور قريبا، فالقضية متشابكة ومليئة بالعوالم التى تستحق المناقشة، ولا سيما أن جذور الإرهاب لا تزال باقية ولم يتم القضاء عليها.