الجمعة 12 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
هكذا كانت الثورة

هكذا كانت الثورة

حينما قرّر المصريون النزول إلى الشوارع والميادين يوم 30 يونيه، استهانت جماعة حسن البنا ومندوبها فى الاتحادية بالقرار.



الاستهانة جاءت من تصور بعضهم أنه سوف يكون يومًا عاديًا، ينزل المتظاهرون إلى الشارع ويتجمعون فى ميدان أو أكثر، ثم يصيبهم المَلل بعد عدة أيام ويعودون ثانية، على غرار ما جرى فى ميدان تقسيم فى اسطنبول فى الفترة نفسها.

وكان هناك تيار آخر فى الجماعة على استعداد لتكرار تجربة البلطجية وميليشيا الإرهاب، كما جرى مع المتظاهرين حول الاتحادية فى أوائل ديسمبر 2012، إحراق المخيمات، سحل البعض وقتل البعض إذا اقتضى الأمر، كما فعلوا مع زميلنا الراحل الحسينى أبوضيف، وهكذا اطمأنت الجماعة؛ خصوصًا أن كان لديهم دعم كبير من إدارة أوباما، فضلاً عن الدعم البريطانى التقليدى للجماعة ودعم بعض الأطراف فى الإقليم.

استبقت الجماعة يوم 30 يونيو بحشد جحافلهم فى ميدان رابعة، قريبًا من قصر الاتحادية، وأمام جامعة القاهرة، عن تصوُّر أنهم بذلك أحاطوا بالعاصمة ويمكنهم ترويع المدنيين فى القاهرة كلها.

لكن الشعب المصرى لم يكن وحيدًا، المؤسّسة العسكرية وعلى رأسها القائد العام للقوات المسلحة، وقتها الفريق أول عبدالفتاح السيسي قررت أنه ليس مسموحًا لأى طرف المساس بالمواطنين المصريين، واجب القوات المسلحة حماية أرض الوطن وبنفس القدر حماية جموع المصريين.

هذا الموقف الوطنى الصلب للقوات المسلحة، كان خطا أحمر حال دون الجماعة ومحاولة ترويع المواطنين وترهيبهم.

فى الوقت نفسه قدمت القيادة العامة للقوات المسلحة للرئيس محمد مرسى، تقدير موقف بخطورة الوضع وضرورة اتخاذ بعض الإجراءات لتهدئة الشارع وطمأنة المواطنين، بالإضافة إلى كبح جماح جماعة العنف التى جاء منها، لكنه كان أسير الجماعة، وكان مدينًا بالسمع والطاعة للمرشد ونائب المرشد وغيرهما.

مَرّ اليوم وراحت الجماعة تكابر وتشكك فى أعداد من نزلوا، فيما بدا أنه محاولة لكسب الوقت واعتبار أنها مجرد مظاهرة عبرت.

 اجتماع يوم 3 يوليو،الذى دعت إليه القيادة العامة وحضره أطيافٌ الأمة المصرية؛ شيخ الأزهر وبطريرك الأقباط، قادة الأحزاب، حتى حزب الجماعة وجّهت إليه دعوة واعتذروا فى اللحظة الأخيرة، دُعِى أيضًا ممثلو التيارات المختلفة، وقادة حركة تمرُّد، انتهى الاجتماع إلى وضع خارطة طريق، وهكذا كانت الثورة.

مع الثورة وخارطة الطريق دخل الشعب المصرى مرحلة جديدة؛ لبناء الدولة الوطنية/ المدنية الحديثة.