الأحد 22 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الرابحون والخاسرون 5 سيناريوهات للصراع الإسرائيلى - الإيرانى

 على مدار الأيام الماضية تبادل الطرفان الإسرائيلى والإيرانى هجمات واسعة وتصاعدت التهديدات يومًا بعد يوم، بينما توعد النظام الإيرانى بـ«رد مدمر»، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلى «نتنياهو» إيران بدفع ثمن باهظ جدًا. الحرب فى بدايتها والطرفان يسعيان إلى التصعيد ولا تظهر أى بوادر للتهدئة وهنا كان لابد أن نرصد أسوأ سيناريوهات الصراع الدائر حاليًا وتحديد الرابحين والخاسرين فى كل منها.  



 

 1-  تمسك إيران بطموحها النووى

نبدأ بـ«إيران» والسؤال هنا: هل كان للعقوبات الدولية أو الضربات الإسرائيلية السابقة تأثير يُذكر على الطموح النووى الإيرانى خلال العقد الماضى؟ والإجابة بالطبع..لا. قد يكون التضييق على «طهران» قد أخر تقدم برنامجها النووى، لكنه لم يثنها عن مواصلة حلم امتلاك هذا السلاح والانضمام إلى النادى النووى. ويعتقد بعض المحللين أن الهجمات الحالية على «إيران» قد لا تؤتى ثمارها أيضًا حتى إن البعض منهم يذهب إلى أنه إذا كانت «إسرائيل» قد نجحت فى قتل عدد من العلماء وتدمير الكثير من المنشآت النووية فإن هذا لا يعنى القضاء على الخبرات الإيرانية أو إنهاء قدراتها النووية تمامًا. بل إن الأمر قد يدفع النظام فى «طهران» إلى التمسك بطموحه النووى بشكل أكبر لضمان أمنه فى ظل ما يتعرض له من تهديدات متصاعدة. وإذا لم يتحقق الهدف الرئيسى من الهجمات الإسرائيلية ستكون «تل أبيب» هى الخاسر فى هذا السيناريو وسيواجه «نتنياهو» انتقادات داخلية حادة وسيكون هذا اخفاقًا جديدًا يُضاف إلى ملف إخفاقاته.

2- سقوط النظام الإيرانى 

ولكن هل القضاء على البرنامج النووى الإيرانى هو الهدف الحقيقى أو الوحيد من الهجمات الإسرائيلية الأخيرة خاصة مع ورود تقارير تؤكد أن «إيران» لم تصل إلى تصنيع قنبلة نووية بعد؟ الإجابة ظهرت جلية فى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى الذى وجه حديثه إلى الشعب الإيرانى مشيرًا إلى أنه يمهد لهم الطريق للحصول على حريتهم. كما صرح «نتنياهو» أن الحرب سوف تستمر.. حتى يزول الخطر، لكنه لم يحدد ما يقصده بـ«الخطر»..هل هو البرنامج النووى أم النظام الإيرانى؟ 

يعد سقوط النظام الإيرانى أحد أسوأ السيناريوهات المطروحة حال استمرار الحرب حيث سيخلق ذلك فراغًا أمنيًا وسياسيًا كبيرًا فى ظل انقسامات فكرية داخلية قد تؤدى إلى حرب أهلية أو صعود تيارات متطرفة وميليشيات مسلحة قد ينضم إليها بعض خبراء البرنامج النووى فيخرج الأمر عن السيطرة وتصبح المنطقة بأكملها و«إسرائيل» بشكل خاص فى خطر داهم. أما الخاسر هنا فسيكون أولًا وأخيرًا طرفى الصراع. فالانتصار سيكون مؤقتًاً والاستقرار مستحيل. بينما ستكون «الولايات المتحدة الأمريكية» هى أكبر الرابحين بعد أن يتحقق حلمها الذى طال انتظاره.

ويجدر الإشارة إلى أن «الصين» أيضًا ستكون من أكبر الخاسرين حال سقوط النظام الإيرانى الذى يعد وكيلها الوحيد فى المنطقة حيث تنفذ «إيران» السياسات الصينية فى المنطقة مقابل التمويل والدعم العسكرى الذى تقدمه «بكين». فهل ستصمت «بكين» وتتقبل هذه الخسارة الجيوسياسية التى يصعب تعويضها أم سنرى تحركات صينية ومحاولات للتهدئة ودعمًا بطرق مختلفة لوكيلها فى الشرق الأوسط. 

3- دخول أمريكا الحرب 

كان وزير الدفاع الإيرانى «عزيز نصير زاده» قد أعلن أن بلاده سوف تستهدف جميع القواعد العسكرية الأمريكية فى المنطقة إذا فرضت عليها الحرب. وهذا تحديدًا هو السيناريو السيئ هنا حيث ستتسع رقعة الحرب وتتوسع لتشمل العديد من دول المنطقة. فاذا أصيب جندى أمريكى جراء قصف إيرانى سيجد الرئيس الأمريكى نفسه مضطرًا للدخول فى حرب كان قد وعد مؤيديه ألا يدخلها. وكان «ترامب» قد صرح بالفعل، فى حوار مع مجلة «تايم»،ردًا على اتهامات استدراج بلاده للحرب بأن «نتانياهو» لن يستدرج «الولايات المتحدة الأمريكية» إلى الحرب مع «إيران» رغمًا عنها لكنه أضاف أنه قد يدخل هذه الحرب بإرادته  إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع إيران. 

لكن التصاعد السريع للأحداث والتهديدات الإيرانية المستمرة تشير إلى أن «واشنطن» قد تُستدرج إلى الحرب رغمًا عنها وهو ما يؤكده المحللون وترصده التقارير الصحفية اذ اكد تقرير لشبكة «سى ان ان» أن نتنياهو يسعى لتوريط «ترامب» فى الحرب منذ توليه الرئاسة الأمريكية. وأشار التقرير إلى أن الرئيس الأمريكى رفض خطة إسرائيلية لاغتيال الزعيم الإيرانى «خامنئى» وفقاً لمصدرين لم تذكرهما. لكن مثل هذا الموقف لن يمنع «طهران» من الهجوم على القواعد الأمريكية فى الشرق الأوسط كوسيلة للتصعيد فى حال وجدت أنه ليس لديها ما تخسره.

وبالنسبة للخاسرين هنا فهم «ترامب» الذى سيكون مضطرًا للرد العسكرى بينما سيجد معارضة من مؤيديه قبل معارضيه.أما الرابحون فهم معارضو الإدارة الأمريكية الحالية والذين سيسعون بكل الطرق لمهاجمته واتهامه بالتخلى عن وعوده وتوريط البلاد فى حرب ترهقها اقتصاديًا.

يعد هذا السيناريو من أسوأ السيناريوهات وأقربها فى الوقت نفسه. وقد بدأت بوادره بالفعل بعد ارتفاع أسعار الوقود والذهب عالميًا.

4- إغلاق مضيق هرمز

لكن الأسوأ لم يأت بعد. فقد تفكر «إيران» فى إغلاق مضيق «هرمز» الذى يمر من خلاله أكثر من ربع صادرات النفط ومشتقاته العالمية، إذ يُعد أهم ممر ملاحى بحرى للطاقة فى العالم ويعبر من خلاله 16.5 مليون برميل من النفط يوميًا. وأكد «آمى دانيال» الرئيس التنفيذى لشركة الذكاء الاصطناعى «ويندوارد» فى تصريح لصحيفة «وول ستريت جورنال» أن حركة الملاحة فى مضيق «هرمز» قد تباطأت بالفعل بمعدل يزيد على ثلاثة أضعاف المعدل الطبيعى وذلك فى اليوم الثالث للهجمات الإسرائيلية-الإيرانية المتبادلة.

 5- دخول «الحوثيين» الحرب

وقد يدخل الحوثيون فى هذا الصراع فيعاودون ضرب سفن البضائع فى البحر الأحمر وقطع خطوط إمدادات الغذاء العالمية مما يؤدى إلى موجة غلاء جديدة قد تضرب العالم. 

الخاسر فى هذا السيناريو لن  يكون دولة أو نظامًا سياسيًا محددًا بل دول العالم. بينما سيكون «بوتين» هو الرابح الأكبر فى هذا السيناريو حيث سيستفيد من ارتفاع أسعار الوقود من خلال صادراته التى ستحقق عائدًا أكبر يدعم ميزانية بلاده وخاصة الإنفاق العسكرى.

وما زالت السيناريوهات مفتوحة والحرب تتصاعد وستكشف الأسابيع المقبلة أى السيناريوهات سيتحقق ومن ستسير السيناريوهات لصالحه ومن ستسير ضده وإن كان الخاسر الأكبر فى كل سيناريوهات الحرب هو الشعوب التى تخسر أمانها واستقرارها.