الإثنين 16 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

توافق بين القاهرة ومدريد لتليين موقف واشنطن من أجل الضغط على إسرائيل قيادى بالحزب الإسبانى الحاكم لـ«روز اليوسف»: التنسيق المستمر بين القاهرة ومدريد يعزز جهود وقف العدوان على غزة

 أكد القيادى فى الحزب الاشتراكى العمالى الحاكم فى إسبانيا، الحبيب شباط، أن هناك تنسيقًا وجهدًا على أعلى مستوى بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، لوقف العدوان الإسرائيلى على غزة.



وقال «شباط» الذى يشغل موقع الكاتب العام المحلى للحزب الحاكم فى جهة إشبيلية بإسبانيا، خلال حواره مع «روز اليوسف»: إن هناك توافقًا كبيرًا بين القاهرة ومدريد، لتليين موقف واشنطن بالضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على القطاع وإدخال المساعدات الإنسانية. 

 وأوضح «شباط» أن إسبانيا تعمل على دعم جهود مصر ذات الموقف القوى عبر علاقتها مع الفصائل الفلسطينية والأطراف الأخرى وكافة المستويات العربية والإقليمية والدولية، فى وقف العدوان الإسرائيلى على غزة، عبر دور مدريد الفاعل داخل الاتحاد الأوروبى.

  وبحسب «شباط» فإن إسبانيا وضعت الحكومات الأوروبية الموالية لإسرائيل فى موقف حرج للغاية، لافتا إلى أن فرض عقوبات أوروبية على تل أبيب مستحيل حيث يتطلب ذلك إجماع 27 دولة فى ظل علاقات أمنية «معقدة» تجمعهم. 

هل الموقف المتخذ من إسبانيا ضد العدوان الإسرائيلى على غزة بشكل خاص والقضية الفلسطينية بشكل عام، يرجع للحزب الحاكم ورئيس الوزراء بيدرو سانشيز أم هو موقف الإسبان بشكل عام؟

ـ الموقف الحازم تجاه إسرائيل خاصة المتعلق بالهجوم على قطاع غزة هو بشكل أساسى من حكومة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز والائتلاف الحاكم الذى يشمل الحزب الاشتراكى العمالى الإسبانى وحزب سومار اليسارى الذى كذلك يشمل بدوره على مجموعة من الأحزاب اليسارية الصغيرة، ويعكس أيضا تعاطفا داخل المجتمع الإسبانى ودعم القضية الفلسطينية لدى الإسبان دائما كان حاضرا. 

 هناك حركات اجتماعية مهمة كذلك النقابات والجامعات تعبر بشكل دائم عن دعمها للقضية الفلسطينية، وتعتبرها قضية عادلة، لكن الشيء الأكيد أن الحكومة الحالية بزعامة سانشيز الذى هو فى نفس الوقت زعيم الأممية الاشتراكية فى العالم، كانت أكثر صرامة وجرأة تجاه القضية الفلسطينية من الحكومات السابقة.

 اليمين الإسبانى يعارض ما ذهبت إليه حكومة «سانشيز» فى سياستها تجاه إسرائيل لكن يبقى الموقف الإسبانى متقدمًا وأقرب إلى الانحياز للعدالة الإنسانية والقانون الدولى وهو أكثر جرأة كما قلت ويتماشى مع وجدان الشعب الإسبانى.

 هل تتعرض إسبانيا بسبب موقفها إلى ضغوط تقف وراءها إسرائيل وبالتالى أمريكا؟

 - السياسة الخارجية ترتكز على المصالح وليس فيها مشاعر، الدول تستعمل أوراقها سواء كانت خفية أو ظاهرة، الضغوطات دائما موجودة من إسرائيل التى لديها حلفاء أقوياء وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، لكن تل أبيب أبدت علانية انزعاجها واستنكارها من تصريحات المسؤولين الإسبان سواء داخل البرلمان أو خارجه فى ظل اتهامهم لها بالقيام بجرائم حرب وكذلك انزعجت من خطوات حكومة سانشيز مثل قرارها بالاعتراف بدولة فلسطين كحل سياسى وعادل يسمح للفلسطينيين والإسرائيليين بسلام، لكن رغم كل هذا فإن إسبانيا حتى الآن لم تتراجع عن مواقفها، بل أوقفت تعاونها مع اسرائيل، والغت صفقات مواد ومعدات عسكرية، وأغلقت موانئها تجاه التجارة العسكرية الموجهة لإسرائيل.

كيف أثر الموقف الإسبانى فى الوصول إلى الرفض الأوروبى السائد حاليا ضد العدوان الإسرائيلى؟

- مدريد لعبت وما زالت دورا محوريا ورئيسا وتتزعم الرفض الأوروبى تجاه سياسة نتنياهو وما يفعله من جرائم فى قطاع غزة، وانضمام ايرلندا والنرويج للصف الإسبانى واعترافهما ايضا بالدولة الفلسطينية، كسر حاجزا كبيرا فى السياسة الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية. 

إسبانيا الآن تحاول أن تؤثر فى مواقف بعض الدول الأوروبية، على الرغم من أنها ليست بلدًا لديه أدوات توجيه السياسة الخارجية الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا، لكنها استطاعت أن تدفع بالنقاش الأوروبى وتذهب به على الأقل نحو مقاربة أكثر إنسانية وكذلك استطاعت أن تنزل على الطاولة وأن تبعد سياسيين عن ازدواجية الخطاب، حيث لا يستقيم أن يستنكر ساسة أوروبيون ما تقوم به روسيا فى أوكرانيا ويصمتون عن ما يقع فى غزة، إسبانيا وضعت الحكومات الأوروبية الموالية لإسرائيل فى موقف حرج للغاية.

هل الموقف الصادر مؤخرا من دول مثل ألمانيا وبريطانيا بالتهديد بمواقف تجاه إسرائيل هو ظاهرى لحماية أمنهم الداخلى من أى رد فعل من المتعاطفين مع الفلسطينيين والعرب فى أوروبا أم هو حقيقي؟

 - الدول الصديقة لإسرائيل داخل أوروبا هى جد محرجة من سياسة نتنياهو تجاه ما يفعله فى قطاع غزة، لا يوجد عاقل داخل أوروبا يؤيد تجويع الأطفال والسياسة اللإنسانية التى تقوم بها تل أبيب الآن تجاه الفلسطينيين، لذلك فإن ما يقع فى هذه الدول مزيج بين كونه مظهرًا لحماية أمنهم من مواقف عواصم أوروبية تجاه إسرائيل وأيضا هناك نوع من التعاطف، لأن هناك قلقًا متزايدًا داخل هذه الدول مما يؤدى إلى احتجاجات وضغوطات اجتماعية خصوصا من الجاليات المسلمة وكذلك الهيئات اليسارية التى تنشط فى تلك البلدان، وفى ظل العمل على احتواء هذا الغضب الداخلى الشعبى لكن ايضا بدأنا نرى أن هناك تحولًا تدريجيًّا فى مواقف بعض الدول لأن ما تقوم به إسرائيل مكلف إنسانيا وهناك ضغط شعبى كبير وكذلك ضغوطات دولية متزايدة ونرى هذا جليا مؤخرا فى تصريحات مسؤولى بريطانيا وألمانيا وفرنسا أنهم بدأوا ينتقدون بشكل مباشر نتنياهو فيما يفعله فى تجاه الغزاويين.

 هل تستطيع دول أوروبا فرض عقوبات بالفعل على إسرائيل ونتنياهو؟

 - التحدث عن العقوبات هو أمر جد صعب للغاية، للوصول إلى ذلك للحصول على هذه العقوبات داخل الاتحاد الأوروبى، يجب أن يكون هناك إجماع جميع الدول الـ27 وهذا أمر مستحيل، ولا ننسى أن العلاقات الأمنية التى تجمع إسرائيل بالدول الأوروبية هى عميقة للغاية ومتشابكة يصعب تفكيكها لكن بعض الدول بشكل انفرادى يمكن أن تذهب اتجاه فرض بعض العقوبات لكنها ستبقى بدون تأثير على إسرائيل.

هناك تفاعل واضح وتنسيق بين حكومة سانشيز والرئيس السيسى.. كيف ترى ذلك وأبعاده؟

 - مصر بلد محورى وأساسى فى الملف الفلسطينى، وإسبانيا تدعم جهود مصر وتشاركها المقاربة التى تهدف بالأساس إلى تحقيق وقف إطلاق النار بشكل فورى، مصر بموقفها وموقعها وعلاقتها مع الفصائل الفلسطينية والأطراف الأخرى وكافة المستويات العربية والإقليمية والدولية، وإسبانيا بدورها الفاعل داخل الاتحاد الأوروبى، تنسيقهم يعزز جهودهم فى هذا الملف على الساحة الدولية وأن يشكل ورقة ضغط على الولايات المتحدة الأمريكية الراعية لإسرائيل من أجل أن تلين موقفها وتضغط بشكل أكبر على إسرائيل لوقف هذا العدوان على قطاع غزة.

إلى أى مدى يدعم سانشيز الموقف المصرى فى وقف العدوان والوصول إلى وقف إطلاق النار؟

 - رئيس الحكومة الإسبانية سانشيز عبّر بشكل واضح عن دعمه الموقف المصرى المتمثل فى الرئيس السيسى لوقف فورى لإطلاق النار وإنهاء العدوان الإسرائيلى والسماح بدخول المعونات الإنسانية لإنقاذ سكان غزة من المجاعة التى أصبحت حقيقة فى الواقع، وكذلك يؤيدون تنظيم مؤتمر دولى للسلام للاعتراف بالدولة الفلسطينية. 

 الاجتماع الأخير فى مدريد وزراء خارجية الدول العربية المؤثرة فى القضية الفلسطينية يتماشى ويسير فى هذا الاتجاه، فكل هذا ليس فقط مجرد مبادرات إعلامية بل هى مواقف سياسية بالتنسيق بين الرئيس السيسى ورئيس وزراء إسبانيا سانشيز، قد تعزز الجهود التى تبذلها مصر للوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية وإنشاء دولة فلسطينية.