تكـفين 6 إبـريــل
هاجر عثمان
يجب أن يتم إجراء تحقيق موسع فى التاريخ الأسود
لـ 6 إبريل، ومن المنطقى أن تكون ذكراها السادسة مناسبة مواتية لذلك، حتى يعرف الجميع حقيقتها بما فيهم من لايزالوا مخدوعين فيها، لكن يجب ألا يشكك ذلك فى كل الحركات الشبابية التى ندعو لزيادتها وتعزيز مكانتها شعبيا!
كان من المهم أن تفتح «روزاليوسف» ملف 6 إبريل وقراءته.. الحركة ما لها وما عليها وما الذى قدمته للحركات الشبابية وكيف أضرتهم أيضا.
أحمد بلال ــ أمين عام اتحاد الشباب الاشتراكى قال: يجب أن يكون الاحتفال فى 6 إبريل على مرور ست سنوات من دعوة عمال المحلة للإضراب عام 2008 للمطالبة بحقوقهم وتحسين أوضاعهم ومحاسبة الفاسدين، ولكن أى حديث آخر عن أن حركة 6 إبريل كانت وراء هذه الدعوة وأول من أطلق الشرارة، فهذا كلام غير صحيح خاصة أن ترتيبات العمال يوم الخامس من إبريل شاهدها الجميع ولم يكن هناك تنظيم إلا لأنفسهم والمحلة لوحدها هى التى أضربت ودفعت الثمن من النظام، ولم يكن لـ6 إبريل أى فضل على المحلة وعمالها.
وأكد بلال أن ذلك لا ينفى أن الحركة انضم لها مجموعة من الشباب الوطنى المتحمس الذى لم يكن متورطا فيما تورط فيه عدد من قيادات الحركة.
بالإضافة إلى أنها حركة رفضت الأفكار السياسية المنظمة، وسممت عقول الشباب الذى بدأ يعتقد أن «الانتماء» فى ذاته لفكرة أو رؤية أو حزب جريمة، ومن ثم أصبحنا أمام ثورة بدون تنظيم فكرى.
شدد بلال على أن المستقبل لن يكون إلا للحركات والأحزاب ذات الرؤية الفكرية الواضحة، ليبرالى أو اشتراكى أو غيره، لأن الحركات التى ليس لها رؤية واضحة ستشهد مزيدا من الانقسامات إلى أن تتلاشى حيث يبحث كل فرد فيها عن أيديولوجية يؤمن بها ليسير عليها لأن المرحلة القادمة تحتاج الدولة فيها إلى تفاصيل كالبرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ويتفق معه الدكتور أيمن سيد عبدالوهاب- رئيس وحدة المجتمع المدنى بمركز الأهرام للدراسات والسياسة والاستراتيجية- قائلا: 6 أبريل جاء بداية دورها فى إطار الحركات الاحتجاجية التى شهدتها البلاد قبل ثورة يناير، وكانت تسير فى السياق الضاغط على الحكومة للإصلاح مثل «كفاية»، ولكنها وقعت فى كثير من الأخطاء وأدت الانشقاقات والخلافات الداخلية لها إلى إبراز دور التمويل الخارجى فى عمل الحركة.
أضاف عبدالواهب أنه من السقطات الكبرى لـ6 أبريل أنها اعتمدت على تدريب خارجى لبعض عناصرها وتمويل لاستمرارها، وهو ما ساعد على ضرب فكرة الحركات الاحتجاجية خاصة لدى قطاع من الشباب يعتمد على الحماس أكثر من العمل الثورى الحقيقى، ليس لديه خبرة كافية فى العمل السياسى، بل لا يفهم فكرة الدولة من الأساس.
أكد عبدالوهاب أن 6 إبريل سعت فى كثير من الأحيان إلى إسقاط الدولة المصرية مثل حركات أخرى تسمى نفسها بالثورية0
فيما قال أحمد بهاء الدين شعبان- المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير- إن الحركات الاحتجاجية لعبت دورا كبير منذ منتصف 2005وكان سبب نشأتها انسداد أفق التغيير السياسى نتيجة للقهر والاستبداد وإغلاق المجال العام أمام الأحزاب السياسية الجادة، ومن ثم برزت الحركات الاحتجاجية وتميزت بمرونة وتجديد عن الأحزاب التى نشأت فى حضن السلطة وكسرت الحركات حاجز الخوف واستخدمت آليات جديدة للعمل فى الشارع.
شعبان قال: إن 6 إبريل بدأت بتجمع شبابى وطنى وكانت جزءا من الحراك الواسع الذى ميز مصر قبل ثورة يناير مع غيرها من الحركات كـ«كفاية» والجمعية الوطنية لتغيير وكلها حركات رفعت وعى الجماهير، ولكن «كفاية» استمرت محافظة على خطها الوطنى ولها موقف حاد من التدخل الأجنبى والاستعمار وسطوة الأمريكان، ولكن 6 إبريل بدأت بداية وطنية ثم مزقتها عناصر التمويل بين قطاعات وطنية وأخرى أكثر ارتباطا بمصادر التمويل الخاص.
وأشار إلى أنه يرى أن جناح 6 إبريل جبهة أحمد ماهر جزء ملحق بجماعة الإخوان الإرهابية، حيث دافعت عن مخططات الإرهابيين فى هدم الدولة والجيش، وخرجت عن الصف الوطنى من أجل تحقيق مصالحها.
وأوضح أن 6 إبريل وغيرها من الحركات الشبابية انحازت للإرهاب والعنف فى تصور خاطئ منها أنها بذلك تحارب من أجل استمرار الثورة، بالرغم من أن ما يفعلونه يضرب فكرة الثورة فى الصميم، لأن الثورة فى حد ذاتها عمل وطنى يرفض العنف والإرهاب، والتغيير الذى يرفض التبعية الإمبريالية الأمريكية.
بينما قال الدكتور نبيل زكى- المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع- إن نهاية الحركة محت بدايتها، بمعنى أن 6 إبريل بدأت بمناصرة المظلومين من العمال وانتهت بتأييدها للإرهاب وتيار الإخوان المتطرف، بل وتبرير ما يحدث من عمليات إرهابية علاوة على الاتهامات الموجهة لها من التمويل أجنبى الذى تلقته صرح به بعض أعضائها وقياداتها.
أضاف زكى: تعلم أن أمريكا تعتمد على بعض المنظمات فى عدة دول حيث تتولى تمويلات لتتبنى أفكارها فى المنطقة، وهذا ما تفعله حركة 6 إبريل، حيث تبنت أفكار قوى معادية ضد استقرار البلد، وترفع شعارات الآن تدافع بها عن الجماعة الإرهابية، معربا عن أنه غير صحيح أن حركة 6 إبريل هى التى قادت ثورة يناير، بل تيارات ثورية ووطنية أخرى من أحزاب سياسية معارضة، وقوى سياسية شبابية لا تنتمى لأى تنظيم.
أكد زكى أننا أمام مخطط لتدمير الدولة وتقسيم جيشها كما حدث فى العراق وسوريا، مشيرا إلى أن الإخوان و6 إبريل والأمريكان يريدون هدم الجيش المصرى، وتنفيذ مخطط تقسيم الشرق الأوسط.
محمد كمال- المتحدث الرسمى باسم حركة 6 إبريل جبهة أحمد ماهر ــ يختلف مع الآراء السابقة ويؤكد أن 6 إبريل ليست حركة احتجاجية ولكنها كانت أول حركة ضغط سياسى فى العالم العربى، ولم تكن تعرف المنطقة العربية هذا النوع من المعارضة من قبل تاريخ تأسيسها فى 2008وكانت تسعى لمراقبة أداء السلطة، إذا أحسنت أعانتها، وإذا فشل.. قومتها، وإذا استعصى ذلك فالثورة هى الحل، واستطاعت بالفعل الحركة أن تمر بهذه المراحل مع نظام مبارك، إلى أن كانت المسمار الأخير فى نعشه.
وبسؤاله عن الاتهامات التى تلاحق الحركة وتورط قيادتها فى التمويلات الخارجية وعدم ثقة الشارع بهم، بل وملاحقتهم شعبيا، قال: الشارع يتأثر سلبا وإيجابا بوسائل الإعلام المصرية عند إبرازه قضية ما، وأصبح الإعلام يأخذ مسارا واحدا بعد 30 يونيو للهجوم على كل من قاموا بثورة يناير وتشويه شبابها وكل ما تم صناعته من تمويلات فهو كلام كاذب، والحركة لا تتلقى أى تمويل خارجى، معربا عن أن الحركة تلاقى استجابة واسعة فى الشارع عند تنظيم الفاعليات الاقتصادية والسياسية وهو ما لا يظهره الإعلام.
أعرب كمال عن استيائه من حملات التشويه الإعلامى التى تلاحق الحركة واتهامتها بالخيانة والعمالة لأنها صوت المعارضة الحر فى البلد، لأنها لا تبرر القتل المجانى الذى يحدث مع النظام الحالى، وترفض حملة الاعتقالات الواسعة لكل ثوار يناير، وتعارض المجلس القومى لحقوق الإنسان الذى أثبت فشله واستمراريته فى خدمة النظام، وأنها ترفض أن تلخص الدولة كل مشكلاتها فى الأمن وتنسى الاقتصاد والسياسة والتنمية، ولاتفرق بين المعارضة الوطنية والإرهابية.
أحمد سامر- المنسق العام لحركة «علمانيون»- قال: إن الحركة ليس هناك هدف من وجودها الآن، فهى أسقطت النظام فى ثورة يناير، فضلا عن أنها كشفت نفسها عندما دعمت التيار الإسلامى وجماعة الإخوان الإرهابية، وكان مواقفها من ثورة الشعب فى 30 يونيو يثير الشك، حيث تلاقت موقفها مع التدخل السافر للأمريكان والاتحاد الأوروبى فى شئون مصر وهجومها على النظام الحالى.
بينما قال عامر الوكيل- المنسق العام والمتحدث باسم تحالف ثوار مصر: أبرز الأخطاء التى وقعت فيها 6 إبريل أنها لم تحتضن كل شباب الثورة، وحدث بداخلها انشقاقات مما أدى إلى شق الصف الثورى فى أكثر من جهة، بالإضافة إلى إحساسهم بالأنا والنرجسية وهو ما أدى إلى ابتعادهم عن الحركات الثورية الأخرى.
أضاف الوكيل: إن 6 إبريل كانت فى طليعة الثورة ولكن ضمت بعد ذلك أعضاء انتهازيين، وهذا من الوارد أن يحدث فى كل مجال، ولكن الإعلام الآن يشوه كل من انتمى لـ25 يناير، معربا عن أن تلقى الحركة لدعم وتدريب عن الديمقراطية أو تمويل من دول أجنبية ليس عيبا، فالدولة نفسها تعقد برتوكولات تعاون مع دول أخرى فى المجال السياسى والاقتصادى، وطالما الحركة لم تتعاون مع مخابرات حربية أو جيش معاد للدولة، فليس من حق أحد أن يسوق ضدها الاتهامات بالخيانة والعمالة.
أكد الوكيل أن الدعاوى بأن الحركات الاحتجاجية لم يعد لها دور فى المرحلة المقبلة وعليها الانخراط فى العمل السياسى الحزبى، هى دعوات أمنية تريد أن تعيد مصر إلى عصر الأحزاب الكرتونية والمعارضة المستأنسة.