
أحمد الطاهري
هذه هى القضية هذه هى فلسطين
الآن سيدى القارئ نقدم لك العدد التذكارى الثانى بمناسبة مئوية «روزاليوسف»، المجلة التى كانت ولا تزال تشكل حالة خاصة فى وجدان الوعى المصرى والعربى، ولا أبالغ عندما أقول إن مَن يطالع أوراق هذه المجلة على مدار مائة عام يتأكد أنها نبضٌ حُرٌّ يَحيا وسط ضمير عالمى جبان.
المجلة التى تُعَد أول منتج إنسانى مصرى بديع بعد دستور 1923 رصد الحياة والناس وكل ما يدور فى مصر وما يدور من حولها.
وإذا كنا نعيش فى عالم اليوم ونحيا ونحن نشاهد «حرب إبادة» تَعرَّض لها أهلنا فى فلسطين على يد الاحتلال الإسرائيلى؛ فإننا لا نملك إلا سلاح (الكلمة) والضمير الحُر لتبقى الكلمة شاهدة علينا مثلما شهدت الكلمة لأجيال من العظماء شكلوا معنى الصحافة فى «روزاليوسف»، وهو ما سعيتُ أنا وزملائى وأبناء جيلى من الصحفيين وأساتذتى ممن علمونا فى «روزاليوسف» وشباب المتدربين الذين فتحت لهم «روزاليوسف» أبوابها ليحجزوا مكانًا «تحت الشمس» فى بلاط صاحبة الجلالة.
فى هذا العدد نقدم القضية الفلسطينية وثيقة للزمن من أوراق مجلة «روزاليوسف»، هذه هى فلسطين كما عايشها كُتَّاب وصحفيو «روزاليوسف» على مدار 100 عام من قَبل قرار التقسيم.. هذا ما وثقه العظيم إحسان عبدالقدوس وما تركه الكبير أحمد بهاء الدين.. شرف الكلمة كما سطرها الملهم عبدالرحمن الشرقاوى.. المَعارك التى أعلنها «الأسطى» صلاح حافظ ومن بَعدهم أجيال تركت كلمتها لتحيا القضية الفلسطينية.