الأربعاء 4 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

155 عاما على افتتاح أيقونة التجارة الدولية قناة السويس رمز النفوذ الجيوسياسى والاقتصادى لمصر

تطل علينا الذكرى 155 على افتتاح قناة السويس، والتى بدأ حفرها يدوياً وبالمجاديف فى عشر سنوات، بمشاركة مليون مصرى، وفى عام 1869 تم افتتاح قناة المصريين.



ولا يوجد بيت مصرى إلا وشارك أحد أبنائه فى حفر القناة التى ربطت البحر الأحمر بالبحر المتوسط، وقصرت المسافة بين الشرق والغرب، بدلا من الدوران حول قارة إفريقيا فى ما يسمى طريق رأس الرجاء الصالح.

تمثل قناة السويس أحد أكثر الممرات البحرية حيوية في العالم، وهى علامة فارقة في التجارة العالمية والتاريخ الجيوسياسي، وتمتد على مسافة 193 كيلومترًا، وتقلل المسافة بين أوروبا وآسيا بما يصل إلى 7000 كيلومتر. 

ولم يشكل بناء قناة السويس وتشغيلها المستمر، الاقتصاد العالمي فحسب، بل شكل أيضًا لحظات حرجة في التاريخ، ما يجعلها أكثر من مجرد ممر مائي – إنها رمز للتجارة الدولية والصراع والتعاون.

إن فكرة إنشاء قناة عبر برزخ السويس ليست فكرة حديثة، وتشير الأدلة التاريخية إلى أن طريقًا تجاريًا عبر المنطقة كان موجودًا منذ عهد الفرعون سنوسرت الثالث في الألفية الثانية قبل الميلاد، ولكن القناة الحديثة التي نعترف بها اليوم كانت نتاجًا لطموحات استعمارية أوروبية خلال القرن التاسع عشر.

في عام 1799، حاول نابليون بونابرت إنشاء قناة لكنه أحبط بسبب القياسات غير الدقيقة، وظهرت الرؤية الحقيقية لقناة السويس مع الدبلوماسي والمهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس، الذي حصل على الدعم المصري تحت حكم نائب الملك سعيد باشا.

في عام 1858، تأسست شركة قناة السويس العالمية، وبعد أكثر من عقد من البناء المكثف، تم افتتاح القناة أخيرًا في عام 1869.

أهمية اقتصادية

منذ افتتاحها، أصبحت قناة السويس لا غنى عنها للتجارة العالمية، حيث تتعامل مع ما يقرب من %12 من تجارة العالم. يعمل هذا الممر المائي الحيوي كاختصار بين المحيط الهندي والمحيط الأطلسى، ما يسهل حركة البضائع والنفط عبر القارات.

كانت القناة حيوية بشكل خاص لسوق النفط العالمية، حيث يمر نحو %7 من نفط العالم عبر مياهها. على أساس يومى، تعبر القناة أكثر من 20 ألف سفينة، مما يجعلها واحدة من أكثر الممرات البحرية ازدحامًا.

تم تسليط الضوء على الأهمية الاقتصادية لقناة السويس بشكل صارخ في مارس 2021، عندما علقت سفينة الحاويات الضخمة إيفر جيفن في القناة لمدة ستة أيام. أدى الانسداد إلى شل التجارة العالمية، ما أدى إلى تأخير شحنات تقدر قيمتها بنحو 400 مليون دولار كل ساعة.

أشاد بها الصحفي الإسكتلندي ألكسندر راسل باعتبارها “أعظم خدمة للتجارة في العالم منذ اكتشاف أمريكا”، مؤكدًا على إمكاناتها في ربط الشرق والغرب ليس فقط في التجارة ولكن في الأفكار والثقافة.

كما أشار المؤرخ البحري سال ميركوجليانو في وكالة أسوشيتد برس: “كل يوم تُغلق القناة.. لا تقوم سفن الحاويات وناقلات النفط بتسليم الطعام والوقود والسلع المصنعة إلى أوروبا، ولا يتم تصدير البضائع من أوروبا إلى الشرق الأقصى”.

أبرز هذا الاضطراب مدى تشابك الاقتصادات العالمية، حيث ترسل حتى الانقطاعات القصيرة الأجل في عمليات القناة موجات صدمة عبر الأسواق الدولية.

توترات جيوسياسية

إن التاريخ السياسي لقناة السويس معقد بقدر تعقيد تاريخها الاقتصادى. ففي معظم أوائل القرن العشرين، سيطر المستثمرون الفرنسيون والبريطانيون على القناة، واستخدموها للحفاظ على مصالحهم الاستعمارية في آسيا وإفريقيا.

في عام 1956، أصبحت القناة نقطة اشتعال لواحدة من أكثر المواجهات الجيوسياسية أهمية في الحرب الباردة – أزمة السويس. قام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتأميم القناة، معلناً أن العائدات الناتجة عنها ستمول بناء سد أسوان.

أثارت هذه الخطوة غضب بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، التي شنت تدخلاً عسكرياً في مصر. فشل التدخل العسكري انتهى بهزيمة دبلوماسية للقوى الأوروبية، وأُجبرت على الانسحاب تحت ضغط دولى، ما أدى إلى انتصار كبير لناصر وصعود القومية المصرية.

وقد تجلت الأهمية الاستراتيجية للقناة بشكل أكبر في عام 1967 عندما أغلقتها مصر بعد احتلال إسرائيل لسيناء، وهو الإغلاق الذي استمر ثماني سنوات وسلط الضوء بشكل أكبر على دور القناة كنقطة محورية في الصراعات في الشرق الأوسط. في الآونة الأخيرة، في عام 2021، تم إغلاق القناة مؤقتًا بسبب حادث شحن ضخم يتعلق بالسفينة إيفر جيفن، ما يسلط الضوء مرة أخرى على نقاط ضعفها في مواجهة التعطيل.

محطات سياسية

وبعد مرور 155 عاما، شهدت القناة محطات سياسية وعسكرية واقتصادية، خاصة بعد إعلان الرئيس المصري جمال عبد الناصر تأميم القناة في 26 يوليو 1956، وما تبعها من عدوان ثلاثي وحرب 1967 وحرب أكتوبر1973.

وأجمع المؤرخون على أن فرعون مصر سنوسرت الثالث كان أول من فكر فى شق قناة تربط البحرين الأحمر والمتوسط، ولكن التاريخ الفعلي لقناة السويس يبدأ من فرمان الامتياز الأول، وما تلاه من فرمانات وصولا إلى عملية الحفر التي بدأت في 25 أبريل 1859، حيث ضُربت الفأس الأولى في أعمال قناة السويس في مدينة «فرما» (موقع بورسعيد حاليا) بمشاركة نحو 20 ألفًا من العمال المصريين الذين أدوا واجبهم في ظروف إنسانية بالغة القسوة، بحسب موقع هيئة قناة السويس.

ومنذ افتتاحها في 17 نوفمبر 1869، مرت القناة بمراحل تاريخية وشهدت تطورات وأحداثا كبرى كان من أبرزها قرار التأميم، وتعرضها للإغلاق بعد حرب عام 1967، ثم افتتاحها فى يونيو1975.

تراث عريق

بالنسبة للأشياء القديمة والأثرية الموجودة لدى القناة، هناك متحف في القناة يظهر بقدر كبير الهوية المصرية التي رافقت القناة منذ الشهور الأولى لحفرها، هذا المتحف موجود في محافظة الإسماعيلية ومتاح للزيارة لمن يرغب.

علاوة على أن الهيئة لا تحافظ على المقتنيات الأثرية فقط، لكن هناك تصوير كبير جدا لما يدور بالقناة، فالذي يزور الإسماعيلية ويذهب إلى أحد مباني الهيئة، يجد هناك نموذج (المحاكي) لكل ما يمكن أن يواجه القبطان الذي يقود السفينة أثناء عبور القناة والمرشد الملاحي في وسط أجواء متعددة ومتنوعة من الطقس الذي يمكن أن يتصادف مع مرور السفن وكيفية التعامل مع الوضع، وبالتالي القناة لديها منظومة حديثة ومقتنيات أثرية غالية، وبجولة سريعة يمكنك التعرف على تاريخ القناة، وكيف كانت تُدار منذ نشأتها حتى اليوم.

أما الورش التاريخية الخاصة بقناة السويس فهى من الأشياء الغالية جدا، وخلافا للورش التاريخية نجد أن هناك ورشا متطورة جدا، وأماكن وجودها في أماكن تُعد على أصابع اليد في العالم، القناة منظومة يجب أن نفخر بها وهي منظومة جيدة جدا تُدر الربح بشكل مستمر، كما أن بها عقولا اقتصادية جيدة جدا، وللعلم عمليات دفع الرسوم في القناة يتم بوحدة مالية وليس بالدولار، بل تتم الدفع بسلة العملات الدولية وكل عملة لها وزن، تحسبا لعدم تأثر إيراد القناة بالانخفاض في سعر الدولار دوليا، وتم إدخال اليوان الصيني في سلة العملات منذ حوالي 7 سنوات نظرا لما يمثله المارد الصيني في التجارة العالمية.

أهمية عسكرية

ترتبط قناة السويس على العموم بالموقف العسكري في مصر والمنطقة، وكل الأمر يرتبط بسيناء والتي كانت إسرائيل تعمل عليها، فقد تأثرت القناة بالهجوم على مصر إبان العدوان الثلاثي 1956 وأيضا بحرب يونيو 1967 وأغلقت القناة وقتها، وأعيد افتتاحها وتأهيلها للملاحة بعد حرب أكتوبر 1973، واليوم القناة تتأثر بما يجري من أعمال عسكرية في البحر الأحمر واستهداف الحوثيين (أنصار الله) للسفن جعلها تغير وجهتها.

ووفقا لمحللين، كل المواقف التي مرت على القناة خلال العقود الحديثة كانت مواقف سياسية انقلبت إلى مواقف عسكرية، والقناة لها دور كبير ليس على مصر وحدها، بل على الساحة العالمية بشكل عام نظرا لأهميتها السياسية والعسكرية والاقتصادية في المقام الأول، لأنها تُقصر الطريق بين الشرق والغرب، وبالتالي تؤثر على مدد التبادل التجاري بين دول العالم، وكذلك على مستويات الأسعار للسلع في العالم، لأن السير عبر طريق رأس الرجاء الصالح مكلف جدا في الوقت والتكاليف، لذلك يرى الغالبية العظمى في العالم أن القناة تمثل شريان الحياة.

وحول ما يجري الحديث عنه في السنوات الماضية من مشاريع لإيجاد بديل لقناة السويس في المنطقة، يقول المحللون إن الأمر ليس بجديد وطرحت تلك الأفكار من جانب بعض الدول، لكن كانت النتائج تحذر من ارتفاع تكاليف أي عملية نقل تتم خارج القناة سواء تمت بحرا أم برا، وما يحدث في المنطقة اليوم يهدد العالم بشكل كبير خاصة ما يتعلق بالتجارة الدولية وسوف تستمر في المستقبل، وقد تطورت القناة بشكل كبير خاصة بعد ازدواجية القناة وتسهيل عبور السفن.

إيرادات ضخمة

خلال ما يزيد على قرن ونصف القرن من الزمان، تمكنت قناة السويس منذ افتتاحها في القرن التاسع عشر الميلادى، من أن تكون واحدة من أهم موارد النقد الأجنبي للخزانة العامة للدولة المصرية، ونجحت حسب الإحصاءات الرسمية في تحقيق إيرادات ضخمة بلغت حوالي 155.4 مليار دولار، حتى نوفمبر 2022، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها القناة ضمن منظومة حركة التجارة العالمية، فهي ممر عالمي متميز، ومن أهم القنوات الملاحية في العالم.

وقد سجلت القناة منذ التأميم في 26 يوليو 1956 وحتى يوليو 2023، عبور قرابة مليون و71 ألف سفينة، بإجمالي حمولات صافية تصل إلى 31 مليارا و599 مليون طن، لتعكس الأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها القناة ضمن منظومة حركة التجارة العالمية.

طوال الأعوام السابقة تمكنت قناة السويس من تحقيق إيرادات ضخمة، لكن إيراداتها تراجعت خلال العام المالي 2023 – 2024، نتيجة تأثرها الشديد من تداعيات الصراع بالشرق الأوسط والتوترات الجيوسياسية وتهديدات الملاحة بالبحر الأحمر، عقب العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا، محققة إيرادات قدرها 7.2 مليار دولار، وعبور 20148 سفينة بإجمالى حمولات صافية قدرها مليار طن، مقابل عبور 25911 سفينة خلال العام المالي 2022 - 2023 بإجمالي حمولات صافية 1.5 مليار طن، محققة إيرادات قدرها 9.4 مليار دولار.

استراتيجية التطوير

تحرص مصر على مواصلة استراتيجية تطوير القناة، والتي تمضي بخطوات متسارعة ولم تتوقف رغم التحديات المختلفة بهدف تعزيز قدرات القناة ورفع كفاءتها وزيادة تنافسيتها وتأكيد ريادتها للطرق الملاحية العالمية، حيث يمر بها 12 في المئة من حجم التجارة العالمية، و25 في المئة من تجارة الحاويات العالمية، حيث وفرت مسارا للسفن من أجل الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط ونقل البضائع إلى أوروبا دون عبور طريق رأس الرجاء الصالح الذي ينطوي على كثير من المخاطر، وتتميز القناة بموقع جغرافي متميز يجعلها أقصر الطرق البحرية التي تربط بين الشرق والغرب، وهي قناة ملاحية عالمية مهمة تصل بين البحر المتوسط والبحر الأحمر وتختصر مسافة الرحلة وزمنها ما يترتب عليها من توفير في تكاليف تشغيل السفن وزيادة الرحلات السنوية للسفن.

 

 

 

ساهمت القناة على مدى أكثر من قرن ونصف القرن في تطوير حركة التجارة المنقولة بحرا، حيث يعد النقل البحري أرخص وسائل النقل، ولذا يتم نقل ما يزيد على 80 في المئة من حجم التجارة العالمية عبر الطرق والقنوات البحرية، وخلال العقود الثلاثة الأخيرة احتلت قناة السويس مكانة متميزة على خريطة موارد النقد الأجنبي للاحتياطي الأجنبي بالبنك المركزي المصرى، حيث ظلت تمثل المورد الثالث من حيث القيمة، بعد تحويلات المصريين بالخارج والصادرات.

أحدث التقنيات

قناة السويس مزودة بنظام إدارة حركة السفن «في تي إم إس»، وهو نظام قائم على استخدام أحدث شبكات الرادار والكمبيوتر، ليكشف ويتابع حركة السفن على طول القناة، ويتيح بذلك إمكانية التدخل في أوقات الطوارئ، بالإضافة إلى استيعاب القناة عبور السفن بحمولة مخففة، لحاملات النفط الخام الكبيرة جدا، وكل السفن الفارغة مهما كانت حمولتها، وهي تقدم حزمة من الخدمات الملاحية والبحرية، التي تلائم احتياجات السفن العابرة في الظروف الاعتيادية والظروف الطارئة، التي تمتد لتشمل خدمات التزود بالوقود وخدمة الإسعاف البحرى، فضلا عن خدمات الإنقاذ البحري ومكافحة التلوث وخدمات الإصلاح وصيانة السفن بترسانات الهيئة وغيرها.

وتستهدف خطة هيئة القناة إنشاء مركز الذكاء الاصطناعى لدعم اتخاذ القرار بهيئة قناة السويس بهدف زيادة وتفعيل التقنيات المتطورة فى تحديث وميكنة العمل فى هيئة قناة السويس فى جميع التخصصات، ما يسهم فى تسريع التحول الرقمى وتطبيق منظومة الشبكة الموحدة، وفى الارتقاء بالأداء وزيادة الكفاءة فى ربط هيئة قناة السويس بالوسط الملاحى العالمى، والذى يؤدى بدوره إلى تحسين تصنيف الهيئة عالميا، ويأتى ذلك إلى جانب تطوير وتحديث وهيكلة الشركات التابعة لهيئة قناة السويس، وذلك من خلال منظومة متكاملة للإصلاح وإدارة الأصول والمشروعات وتطوير الأعمال، وخاصة فى ظل أهمية تلك الشركات فى تقديم الدعم الفنى وصيانة الوحدات البحرية.

كما تستهدف الهيئة، تحديث مركز الأبحاث لمشروعات التطوير بقناة السويس والموانئ المصرية، وذلك من خلال توريد أنظمة رقمية حديثة، تساعد على دعم منافسة القناة أمام الممرات الملاحية الأخرى، فضلا عن زيادة الربط مع مكاتب التمثيل التجارى المصرية فى الدول المختلفة وإطلاعها على أهم التطورات والمزايا والخدمات التى تقدمها القناة من أجل نقل الصورة كاملة إلى هذه الدول.

ويعطي موقع مصر الاستراتيجي ميزة تنافسية لقناة السويس حيث يربط بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، فضلا عن تسهيل عملية الانتقال من خلال قناة السويس بعد افتتاح القناة الجديدة في إطار سعي مصر للارتباط بمحيطها الإقليمي من خلال طريق القاهرة كيب تاون، وهو الطريق الذي سيربط مصر بشمال أفريقيا حتى المحيط والمغرب، وطريق ربط مصر بتشاد.

وبالنظر إلى المستقبل، تظل قناة السويس أصلًا بالغ الأهمية للتجارة العالمية، لكنها تواجه العديد من التحديات. ومع تزايد ترابط اقتصادات العالم، فإن أي تعطيل في عمليات القناة يمكن أن يكون له عواقب بعيدة المدى. وقد أظهر الحادث مع إيفر جيفن هشاشة القناة، خاصة بالنظر إلى دورها الحاسم في سلاسل التوريد العالمية.

وعلى الرغم من هذه المخاطر، تظل قناة السويس رمزًا للنفوذ الجيوسياسي والاقتصادي لمصر. وقد استثمرت الحكومة المصرية بكثافة في تحديث البنية الأساسية للقناة، بهدف زيادة قدرتها وتعزيز مكانتها كمركز مركزي للتجارة الدولية. ويشير الخبراء إلى أن مثل هذه الاستثمارات ضرورية، خاصة وأن أحجام التجارة العالمية من المتوقع أن تستمر في النمو.>