طارق مرسي
«غزة» عروس افتتاح «القاهرة السينمائى»
قبل ساعات من افتتاح الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى تعددت دعوات مقاطعة المهرجان والعزوف عن حضور فعالياته، الغريب أن قرار المقاطعة صدر من أهل البيت وهم أعضاء نقابة السينمائيين وقيادات وطلاب المعهد العالى للسينما، أما الأغرب فكان من بعض نقاد وكتاب كبار بسبب تجاهلهم.
إدارة المهرجان رغم الجهود الكبيرة التى قاموا بها لمشاركة 72 دولة و194 فيلمًا وهى فى المجمل أفلام مهمة وحاصل جمع عامين متتاليين بعد إلغاء نسخة العام الماضى تضامنًا مع أهالينا فى غزة؛ لم يفلحوا فى إخماد غضب صنَّاع السينما لرعونة بعض العناصر داخل إدارته التى اتسمت أفعالهم بالمراهقة المتأخرة وعدم التمييز.
هذا العام كسب المهرجان مديره الفنى الناقد عصام زكريا الذى بذل جهودًا كبيرة خلال 6 شهور متتالية وهى مدة التى تلت قرار تعيينه مديرًا فنيًا للمهرجان ونجح فى الحفاظ على شخصيته وفى انتقاء أفلام تحمل رسائل سينمائية متقدمة وموضوعات وقضايا بعضها يعرض لأول مرة، ويبلغ عددها 37 فيلمًا وهو عدد غير مسبوق فى تاريخ المهرجان إلى جانب تنوع الأقسام وارتفاع عدد الأفلام الفلسطينية والتى ستمثل مظاهرة فى حب هذا الوطن وبلغ عددها 32 فيلمًا روائية وقصيرة وتسجيلية منها أفلام تم تصويرها بهواتف محمولة وثقت الاعتداءات الغاشمة وتعد وثائق سينمائية تاريخية حية. بدأت مراسم الافتتاح بفاصل استعراضى لفرقة وطن الفنون وجميعهم من غزة الحبيبة «أنا أصلى فلسطينى» وكان جميلاً أن يلقوا تحية خاصة من رئيس المهرجان حسين فهمى ليؤكد رسالة دورة هذا العام للعالم وترجمة الموقف الرسمى والشعبى التاريخى المصرى الممتد أمس واليوم وغدًا، بينما شدد وزير الثقاقة د.أحمد هنو على عراقة المهرجان وقيمته وأن مصر ملتقى الثقافات وقبلة المبدعين.
من أجمل لقطات الافتتاح لمسة الوفاء العظيم للفنانين والمبدعين الراحلين هذا العام «أشرف عبدالغفور وصلاح السعدنى وعصام الشماع وناهد فريد شوقى ومصطفى فهمى وحسن يوسف والسيناريست عاطف بشاى» وحرص رئيس المهرجان على الإشارة لقائمة الأفلام المرممة بأيادٍ مصرية وتمثل كلاسيكيات السينما المصرية مثل: «شىء من الخوف والمستحيل وبين القصرين وقصر الشوق والقاهرة 30 والزوجة الثانية وبداية ونهاية والسمان والخريف وسواق الأوتوبيس»، وهذه الأفلام تقدم ملامح من التحولات الاجتماعية والسياسية فى مصر، وتعرض تجارب إنسانية منوعة من الخمسينيات إلى التسعينيات، ما يعكس تاريخ السينما المصرية وعراقته وتواصل الأجيال.
من المشاهد التى لم نألفها من قبل حضور وزيرة الثقاقة السابقة د.نيفين الكيلانى وجلوسها بجوار وزير الثقافة الحالى د.أحمد هنو وهى ثانى مناسبة فنية تحضرها وزيرة الثقافة بعد مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية مما يعكس تكامل الرؤية والهدف الثقافى والإبداعى وكلمات المخرج يسرى نصر الله واعتزازه بدور السينما بعد حصوله على جائزة إنجاز العمر، وإهداء أحمد عز جائزة فاتن حمامة لنجم النجوم عادل إمام، فقط نحن فى حاجة إلى تنظيم إدارى يليق بقيمة وتاريخ مهرجان ووجوه محترفة .