أكد أن مستقبل المنطقة والعالم أصبح فى مفترق طرق.. رسائل الرئيس السيسي خلال القمة «العربية - الإسلامية» بالرياض
شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى القمة العربية - الإسلامية غير العادية والتى عقدت بالرياض؛ حيث ألقى الرئيس كلمة مصر أمام القمة، التى تضمنت ثوابت الموقف المصرى والجهود المكثفة التى تبذلها مصر للتوصل لوقف إطلاق النار بغزة ولبنان، ومنع انجراف المنطقة لصراع إقليمى واسع النطاق، فضلاً عن الحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى الشقيق فى إقامة دولته المستقلة على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كلمة الرئيس السيسى
وقال الرئيس السيسى: أتوجه بداية، بخالص الشكر والتقدير، للمملكة العربية السعودية الشقيقة، على استضافة هذه القمة غير العادية، فى ظل ظرف إقليمى شديد التعقيد، وعدوان مستمر لأكثر من عام، على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسط صمت مخجل وعجز فادح من المجتمع الدولى، عن القيام بالحد الأدنى من واجباته، فى مواجهة هذا التهديد الخطير، للسلم والأمن الدوليين.
وأضاف الرئيس: إن المواطنين فى دولنا العربية والإسلامية، بل وجميع أصحاب الضمائر الحرة عبر العالم، يسألون؛ ولهم كل الحق، عن جدوى أى حديث عن العدالة والإنصاف، فى ظل ما يشاهدونه، من إراقة يومية لدماء الأطفال والنساء والشيوخ .. ونقولها بمنتهى الصراحة: إن مستقبل المنطقة والعالم، أصبح على مفترق طرق، وما يحدث من عدوان غير مقبول على الأراضى الفلسطينية واللبنانية، يضع النظام الدولى بأسره على المحك.
وتابع الرئيس: تدين مصر بشكل قاطع، حملة القتل الممنهج، التى تمارس بحق المدنيين فى قطاع غزة .. وباسم مصر، أعلنها صراحة: إننا سنقف ضد جميع المخططات، التى تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، سواء عبر تهجير السكان المحليين المدنيين، أو نقلهم قسريًا، أو تحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة .. وهو أمر؛ لن نقبل به تحت أى ظرف من الظروف.
ونكرر: إن الشرط الضرورى لتحقيق الأمن والاستقرار، والانتقال من نظام إقليمى، جوهره الصراع والعداء.. إلى آخر؛ يقوم على السلام والتنمية.. هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها «القدس الشرقية».
وأردف الرئيس: إن مصر ملتزمة بشكل كامل، بتقديم العون للأشقاء فى لبنان، دعمًا لصمود مؤسسات الدولة اللبنانية، وفى مقدمتها الجيش اللبنانى.. وسعيًا لوقف العدوان والتدمير، الذى يتعرض له الشعب اللبنانى الشقيق.. وتكثيفًا للجهود الرامية للوقف الفورى لإطلاق النار، والتنفيذ الكامل وغير الانتقائى، لقرار مجلس الأمن رقم «1701».
وفى ختام كلمته قال الرئيس: أوجه حديثى ليس فقط للشعوب العربية والإسلامية، وإنما لزعماء وشعوب العالم أجمع، فأقول لهم:
«إن مصر، التى تحملت مسئولية إطلاق مسار السلام فى المنطقة منذ عقود، وحافظت عليه رغم التحديات العديدة.. ما زالت متمسكة بالسلام، كخيار استراتيجى، ووحيد لمنطقتنا.. وهو السلام القائم على العدل، واستعادة الحقوق المشروعة، والالتزام الكامل بقواعـــد القــانون الــــدولى .. ورغم قسوة المشهد الحالى، فإننا متمسكون بالأمل، وواثقون من أن الفرصة ما زالت ممكنة، لإنقاذ منطقتنا والعالم من ممارسات عصور الظلام، والانتقال لبناء مستقبل، تستحقه الأجيال القادمة، عنوانه الحرية والكرامة والاستقرار والرخاء».
العاهل الأردنى
كما التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى مع العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، على هامش أعمال القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة بالرياض فى المملكة العربية السعودية.
وصرح السفير أحمد فهمى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن اللقاء استعرض تطورات الأوضاع بالمنطقة وجهود مصر والأردن للتهدئة ووقف إطلاق النار فى غزة ولبنان، حيث حذر الجانبان من خطورة السياسات التصعيدية التى تدفع المنطقة نحو حافة الهاوية.
كما أكد الرئيس والعاهل الأردنى تطابق موقفى مصر والأردن بشأن رفض التهجير القسرى وتصفية القضية الفلسطينية، مشددين على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولى خطوات جادة نحو إنهاء الحرب بالمنطقة وتدشين مسار للسلام على أساس حل الدولتين.
رئيس الوزراء اللبناني
كما التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى مع رئيس الوزراء اللبنانى نجيب ميقاتى، على هامش أعمال القمة العربية - الإسلامية غير العادية المنعقدة بالرياض فى المملكة العربية السعودية.
وذكر المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن اللقاء استعرض تطورات الاتصالات الجارية مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية للدفع نحو الوقف الفورى لإطلاق النار بلبنان، والتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701، وقد أكد الرئيس فى هذا الصدد موقف مصر الداعم للبنان وسيادته وسلامة أراضيه، ورفض وإدانة العدوان الإسرائيلى سواء فى الأراضى الفلسطينية أو لبنان، مشددًا على أهمية دور المجتمع الدولى فى وقف التصعيد بالمنطقة، ومنع الانزلاق نحو حرب إقليمية ذات تداعيات كارثية على حاضر ومستقبل شعوبها.
كما أكد الرئيس مواصلة مصر تقديم جميع صور الدعم للبنان وشعبه الشقيق، حيث ثمن رئيس الوزراء اللبنانى المساندة المصرية الثابتة والراسخة للبنان، وأكد دعم جهود مصر الرامية لتحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة.