الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
فى حرب غزة..   متى يأتى اليوم التالى؟!

فى حرب غزة.. متى يأتى اليوم التالى؟!

قاربت حرب غزة بين دولة الكيان وحركة حماس على دخول شهرها الثانى عشر، دون أى مؤشرات إلى تراجع حدة القصف والغارات الإسرائيلية الدامية على شعبنا الفلسطينى، أو حتى احتمال التوصل إلى هدنة سريعة والإفراج عن رهائن. طالما هناك مجرم يدعى نتنياهو، يعلم علم اليقين أنه بمجرد انتهائها سيكون مصيره الإقالة، وسيعقبها بالطبع السجن ليس فقط لمجرد كونه مجرم حرب، أو لمجرد إدانته فى قضايا فساد، ولكن لكونه أخفق هو وحكومته المتطرفة بشكل كامل فى منع أحداث 7 أكتوبر الماضى (حسب ما يقول الإسرائيليون أنفسهم)، لهذا يعمل بكامل طاقته (أقصد إجرامه) على إطالة أمد الحرب كى يفلت من العقاب، فهو لا يهمه سوى ضمان عتق رقبته ومصلحته الخاصة، ولهذا لا يشعر بالمسئولية عن إطلاق سراح الرهائن اليهود الذين يتظاهرون ضده سواء أمام مقر الحكومة أو منزله.. لذا يعد هذا المجرم هو العائق الوحيد لأى اتفاق أو وساطات لحل هذه الأزمة، رافضا السماع لصوت العقل ومصلحة مواطنيه، ويساعده فى ذلك وزيران أعمتهما سهام الحقد والتطرف، وزيادة فى غيه وتطرفه يصر على بقاء جنود جيشه على الشريط الحدودى المعروف بمحور (فيلادلفيا) وهو الأمر الذى نرفضه كمصريين جملة وتفصيلا، لأنه يخالف اتفاقية (كامب ديفيد) الموقعة بين مصر وإسرائيل. كما ترفضه حركة حماس، مما يؤدى إلى تأزيم الموقف بأكثر مما هو متأزم أصلا. ناهيك عن أكاذيبه ومزاعمه التى يروج لها هو وباقى أفراد عصابته المتطرفة التى يرددها بين الوقت والآخر، بشأن تهريب السلاح للمقاومة الفلسطينية عبر الحدود المصرية، فى محاولة منه لتشتيت انتباه الرأى العام فى المنطقة والتهرب من التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار، لكى يستمر فى حرب الإبادة التى يشنها ضد الشعب الفلسطينى الشقيق، كذبه تهريب السلاح عبر حدود مصر نفاها قادة ورئيس أركان جيشه بأنفسهم، مؤكدين أن حصول حماس على الأسلحة يتم من داخل حدود دولته، ولذا يظل الحديث عن جهود الوساطة أمرا غير قابل للتنفيذ، حتى ولو كانت هناك بعض المناوشات المسرحية لإنهاء الحرب التى تتم بينه وبين وزير دفاعه، التى تأتى ضمن استراتيجية خداع ثابتة تسعى إلى تحقيقها جميع الحكومات التى تعاقبت على دولة الكيان. وهى ذات الاستراتيجية التى تعتمد على الكذب والمراوغة، التى تهدف فى النهاية إلى عدم منح الشعب الفلسطينى الحق فى إقامة دولته، وللأسف يساعد فى انتهاج هذه الاستراتيجية وسيط أمريكى غير محايد بالمرة، تعهد علانية بعدم التخلى عن هذا الكيان العنصرى، مؤكدا دعمه بجميع السبل، رغم تأكيد موظفى خارجية هذا الوسيط من أن تحقيق النصر الشامل على المقاومة الفلسطينية لن يتحقق فى ظل هذه الإبادة، ولذلك لم يكن بمستغرب أن تتجرأ العصابة التى تدير الأمور فى دولة الكيان على من يرعاها ويدعمها ورفض تنفيذ ما يملى عليه سواء منه أو من الوسطاء، أو من منظمات المجتمع الدولى التى رفضت مثل هذا العدوان، لشعور هذه العصابة بأنهم فوق الجميع، ضعف الوسيط الأمريكى وقلة حيلته خصوصا فى فترة ما قبل الانتخابات جعلته يلقى بسهام فشله على حركة حماس متهما إياها بأنها السبب فى عدم نجاح جهود الوساطة، علما بأن قرار حل الدولتين هو من طرحه الأمريكان وطالبوا بتنفيذه، وهو الحل المرفوض من قبل دولة الكيان المجرمة.



ومن أجل جميع هذه الأسباب وغيرها سواء المعلن أو غير المعلن، يظل الحديث عن اليوم التالى وإرساء السلام فى علم الغيب، طالما لم يحقق هذا المجرم أهدافه من الحرب، والتى يأتى فى مقدمتها القضاء على حركة حماس (وهو ما لن يحدث)، وتدعيم أركان حكومته المتطرفة، وتهجير الفلسطينيين من وطنهم، ثم من الممكن عقب ذلك النظر فى أمر إطلاق سراح رهائنه، والحديث عن إدخال المساعدات والتمسك بقواعد الإنسانية والأخلاق، التى أهدرها بتعمد وقصد مثل هذا المجرم.