الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
قوانا الناعمة.. من مهرجان العلمين إلى المنع والتكفير!!

قوانا الناعمة.. من مهرجان العلمين إلى المنع والتكفير!!

رغم الجو الحار الذى تشهده البلاد، فإن الحراك الثقافى والفنى والرياضى والترفيهى فى أوج نشاطه، وهذا ما نلاحظه فى أكثر من تظاهرة منها مثلا، مهرجان العلمين الجديدة، الذى حرصت من خلاله الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، على تقديم عروض تناسب مختلف اهتمامات الزوار، وتستقطب سياحا من مختلف الجنسيات، ويشهد مهرجان العلمين أكثر من 20 فعالية متنوعة، ما بين عروض مسرحية فنية من إنتاج أشهر المنتجين وببطولة ألمع النجوم الكبار والفنانين الشباب، كما يشهد المهرجان مباريات لأساطير ونجوم كرة القدم والسلة والطائرة والبادل تنس، وكذلك مسابقة للألعاب الرقمية، ويشهد أيضا تنظيم فعالية لأفضل الطهاة فى مصر، بما يسهم فى دعم سياحة الطعام لأول مرة فى الساحل.



وتحت مظلة مهرجان العلمين أيضا انطلقت فعاليات مهرجان نبتة للأطفال، الذى يتضمن مسابقة مخصصة للمحتوى العائلى والخاص بالأطفال، تهدف فى المقام الأول إلى دعم وتشجيع الإبداع فى المحتوى الموجه للطفل والأسرة، من خلال توفير منصة للشركات وصانعى المحتوى الموهوبين لعرض أعمالهم الفريدة والمتميزة، مسابقة تسعى لاكتشاف وتعزيز الأعمال الإبداعية المتميزة فى مختلف الفئات الإبداعية، فى الكتابة الإبداعية سواء كتب الأطفال، كتابة السيناريو، الشعر للأطفال وفى مجال الأفلام، أفلام متحركة «ثنائية أو ثلاثية الأبعاد»، أفلام حية للأطفال سواء قصيرة أو طويلة، وفى مجال الدراما سواء مسلسلات تليفزيونية أو رقمية للأطفال، متحركة أو حية، بالإضافة إلى الأغانى المخصصة للأطفال ومعالجته وتصميم الشخصيات.

وبالتزامن مع مهرجان العلمين، تدور أحداث مهرجان القلعة الغنائى فى دورته الـ32 الذى يتضمن عددا كبيرا من الحفلات الموسيقية، ومن قبله كان هناك المهرجان القومى للمسرح.

مهرجانات وعروض فنية تعتمد فى فعالياتها على قوى مصر الناعمة التى تعد بمثابة القاطرة التى تعزز دور مصر ومكانتها على الساحة العربية والإقليمية والدولية لمواجهة جميع التحديات التى يمر بها العالم، بما يمكنها من طرح ورعاية المبادرات الهادفة إلى تحقيق الأمن والسلام والاستقرار فى المنطقة، فضلًا عن العمل على تحقيق التقارب مع الشعوب من مختلف الثقافات، بجانب الاستثمار فى رأس المال البشرى، واستغلال الإرث الثقافى والتاريخى والثقل الإنسانى والحضارى للترويج للثقافة والحضارة المصرية، الأمر الذى ينعكس إيجابًا على تدعيم مكانة مصر على خريطة الاستثمار والسياحة ويضعها فى موقعها الصحيح كقوة مؤثرة فى محيطها الإقليمى بل والعالمى، وهو ما دفع إلى احتلال مصر مواقع متقدمة فى مؤشرات التصنيف الدولية، باعتبارها نموذجًا متميزًا فى القوة الناعمة، ولذلك التحية واجبة لجل من شارك أو ساهم فى هذه الفعاليات، ويأتى فى مقدمتهم وزارة الثقافة والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.

ورغم جل هذا الزخم الثقافى والفنى والرياضى والترفيهى وغيره كثير، أستغرب بل واستنكر خروج البعض علينا مطالبا بمنع فيلم أو أغنية أو عمل مسرحى أو إبداعى بوجه عام، لأن مصر الحضارة والتاريخ، لم ولن (يهزها) قط عمل فنى يتربص به بعض دعاة الفتنة والتعصب دون أن يشاهدوه، لدرجة يصل معها الأمر إلى المطالبة بتكفير من قدم هذا العمل أو غيره من الأعمال (تطبيقا لنظرية المنع التى ابتدعها فى الشأن المصرى دعاة التكفير السلفى)، الذين وصل بهم الأمر إلى المطالبة بإعدام وحرق من يقدمون مثل هذه الأعمال، (بالمناسبة سبق أن خرج علينا من قبل ممثل لشعب مصر فى برلمان سابق لا داعى لذكر اسمه مطالبا بتكفير أديبنا الراحل نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل لأن أعماله الأدبية خادشة للحياء) مما كان يستلزم معه معاقبته أثناء حياته لخدشه الحياء العام. بالمناسبة أيضا سبق أن تم تكفير أديبنا الراحل من قبل بعض المغالين بسبب رواية (أولاد حارتنا) التى بسببها حصل على جائزة نوبل فى الأدب.

عموما انا متأكد أن أغلب من يتصدرون لتأييد ثقافة المنع لم يقرؤوا فى حياتهم أدبًا، أو حتى شاهدوا فيلما أو مسرحية، لأنهم فى النهاية ثقافتهم هامشية أو تكاد تكون أقرب إلى سمعية، وأغلبهم إن لم يكن جميعهم يسعون خلف الشهرة (طبقا لمنهج خالف تعرف) ولكن للأسف هناك من يقتنع بكلام أصحاب المنع والحجب والتحريض والمحاكمة، مثل الشاب الذى طعن أديبنا الراحل بسكين فى رقبته، وكاد يقضى عليه، وعندما سأل فى النيابة بعد القبض عليه عن سبب طعنته لمحفوظ، قال: لأنه كافر يجسد الله والملائكة والرسل فى روايته أولاد حارتنا، التى لم يقرأ منها أصلا ولو سطر واحد.

هكذا يتعامل دعاة التكفير الجدد وأصحاب نظرية المنع والتحريض مع قوانا الناعمة، التى تحتاج إلى آلاف المهرجانات الثقافية والفنية والرياضية، حتى نضمن أن يتغلب شبابنا على أصحاب هذا المنهج التحريضى والأجندات الخاصة الذين يستغلون الدين لتحقيق أهدافهم الخبيثة.. بعيدا عن منع فيلم أو رواية.