الخميس 12 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى.. ضحايا الثانوية العامة

أنا وقـلمى.. ضحايا الثانوية العامة

 يقول علماء الطب النفسى إن فئة الشباب والمراهقين من أكثر الفئات التى تصاب باكتئاب وتتجه نحو فكرة الانتحار دون تفكير، لأنهم عندما يتعرضون لضغط من الأسرة أو من المجتمع فى هذه المرحلة السنية، نتوقع فورًا أن ترتفع نسب الانتحار، ودليل صحة هذا الكلام العلمى هو أن زيادة نسب الانتحار والاكتئاب أصبحت أعلى بكثير من المرحلة العمرية من «15» إلى «29» سنة، وأن الاكتئاب تضاعف منذ عام «2005» حوالى «5» مرات فى هذه السن - فئة المراهقين والشباب - مع الوضع فى الاعتبار الدور الذى لعبته وسائل التواصل الاجتماعى فى زيادة نسب انتحار والاكتئاب خاصة فى أوساط طلبة الثانوية العامة، فمع ظهور النتيجة شهدت محافظات جمهورية مصر العربية عددا من حوادث انتحار مؤسفة بعد وقبل ظهور نتيجة الثانوية العامة والتى ظهرت منذ أيام قليلة، حيث عانى المنتحرون من سوء درجاتهم، والضغوط التى يمارسها أولياء أمورهم عليهم، ودفع الخوف من النتائج بعض الطلاب إلى إنهاء حياتهم، فى محاولة للهروب من تلك الضغوط التى يصعب عليهم تحملها فى هذه المرحلة العمرية الحساسة، وبعد ظهور نتيجة الثانوية العامة للعام الدراسى الحالى «2024»، شهدنا العديد من حاﻻت الانتحار ومحاوﻻت إنهاء حياة بعضهم حتى قبل إعلان النتيجة، حيث كان أول ضحايا الثانوية العامة لهذا العام إقدام طالب فى منطقة الخصوص بمحافظة القليوبية على إنهاء حياته بعد مشادة مع والده، حيث قام بالقفز من الطابق السادس فى العقار الذى يقيم به.. كما حاولت طالبة أخرى الانتحار بسبب خوفها من نتيجة الثانوية العامة رغم نجاحها وحصولها على مجموع «86 %».. كما أقدمت طالبة أخرى على إلقاء نفسها من الطابق الأول بالعقار الذى تقيم فيه بمنطقة المريوطية وذلك بعد الإعلان عن نتيجة الثانوية العامة مباشرة، لتفارق الحياة تاركة وراءها الحزن بين أهلها، وبنفس الطريقة قامت طالبة أخرى فى كفر الشيخ بإلقاء نفسها من الطابق السادس عقب سماع نتيجتها.. وبطريقة أخرى أقدمت طالبتان الأولى بمحافظة سوهاج والثانية بالغربية على إنهاء حياتهما عن طريق تناولهما «حبة الغلة السامة»، وذلك بعد إعلان رسوبهما فى الثانوية العامة.. كل ذلك حدث نتيجة الضغط غير الطبيعى الذى تمارسه الأسرة والمجتمع على الطلاب، بالإضافة إلى المقارنات المستمرة بين درجات الأبناء وأقاربهم، مما يخلق شعورًا بالخوف لدى الطلاب، ناهيك عن أن تعامل الأهل مع أبنائهم بندية يؤثر سلبًا على نفسيتهم، حيث يؤدى استخدام عبارات التهديد والوعيد للأبناء إلى تعزيز الإحساس بالإحباط، ويشعر الطالب نتيجة سماعه هذه العبارات بالتقليل من نفسه واحتقارًا لشخصيته وتعزيزًا للضغوط النفسية، مما يدفعه للتفكير فى الانتحار، وينبغى علينا أﻻ ننسى الحاﻻت المفزعة بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة فى العام الماضى، حيث سُجِلت «13» حالة وفاة بسبب الأزمة النفسية والاجتماعية التى يعانى منها الكثير من الشباب، لذا نحن فى حاجة شديدة إلى توفير طريقة من جانب الحكومة والمتخصصين، لتوعية الأسرة بأساليب التربية السليمة لدعم أبنائهم فى هذه المرحلة العمرية الحرجة، ويجب التأكيد من خلال وسائل الإعلام المختلفة والندوات والمؤتمرات على أن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة فى حق النفس والشرع، وكذلك عدم إيجاد مبررات له، وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما يجب التعامل معه على أنه مرض نفسى يمكن علاجه من خلال المتخصصين.. والأهم من ذلك الإسراع فى تطوير منظومة الثانوية العامة، والتقليل من هيبتها وآثارها السيئة على نفسية الطلاب من جهة، وعلى الأسرة والمجتمع المصرى من جهة أخرى، والتعامل مع هذه الشهادة على أنها ليست «بعبع»، وأنها سنة عادية مثلها مثل أى سنة دراسية عادية.. وتحيا مصر.