«نرفزة» ملعب و«خنقة» فرح

فى الواقعة المشينة باعتداء «حسين الشحات» لاعب النادى الأهلى على اللاعب المغربى «الشيبى» بالسب والقذف المقذع والصفع بعد انتهاء المباراة التى تمت بين «الأهلى» و«بيراميدز» كان ما أثار استيائى الشخصى أكثر من الحادث نفسه تلك التبريرات المتهافتة التى التمس فيها أصحابها الأعذار لسلوك المعتدى. 

والمدهش أكثر ذلك التشابه المتردى فى الواقعة الأحدث التى اعتدى فيها المطرب الملقب «بالهضبة» بالصفع لشاب صعيدى حاول بإلحاح التصوير معه فى حفل زفاف ابنة منتج معروف.. ذلك مع اختلاف الموقف والمناسبة.. فى الحادث الأول كان التبرير المخجل أن الواقعة لا تمثل إلا مجرد نرفزة ملعب.. انتهت بالتصالح واعتذار الشحات.. والدافع فى الاعتداء تم بسبب استفزاز الشحات من الآخر. 

وفى الحادث الثانى كان التبرير أن الشاب بإصراره السخيف وتطفله الرذيل على التصوير مع النجم جذبه من الجاكت الذى يرتديه. التشابه الثانى بين الواقعتين أن التبريرات فى حالة اللاعب ومنافسه كان أكثرها للأسف صادرة من معلقين رياضيين فى البرامج الرياضية بالفضائيات وفى الصحف.. والتبريرات الخاصة باعتداء «الهضبة» بالصفع على وجه الشاب صدرت من أهل الفن فنانين وفنانات أكدت إحداهن أن الازدحام والتكالب والجو الخانق والسلوك الممجوج من الشاب هى المسئولة عن عدم قدرة النجم الخلوق على السيطرة على أعصابه المرهفة. 

لكن الحقيقة المؤلمة أن المسئول عن الواقعتين هو اختلال وتداعى معايير السلم القيمى ودعائم وركائز الأخلاق الحميدة والفضائل المرعية وآداب السلوك الاجتماعى الراقى.. وليس «نرفزة ملعب.. وخنقة فرح».