الأحد 8 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

خبراء أكدوا أن له أهدافًا أخرى غير المعلنة الرصيف العائم مؤامرة أمريكية أم مساعدة إنسانية؟!

بدأت الولايات المتحدة بناء الرصيف العائم فى أواخر أبريل بتكلفة 320 مليون دولار بمساعدة نحو 1000 جندى وبحار أمريكى، وقالت الولايات المتحدة إنه مجرد إجراء مؤقت «ذو طبيعة إنسانية بالكامل».



يتكون الرصيف من جزأين: بارجة عائمة فى عرض البحر كنقطة وصول أولى لتسليم المساعدات وممر بطول 550 مترًا (1800 قدم) مثبت بالشاطئ.

يتم تجميع المساعدات وتفتيشها فى ميناء لارنكا بقبرص بحضور مسئولين إسرائيليين، وبالتالى لا تتطلب مزيدًا من التفتيش عند الوصول، ثم تُنقل بواسطة سفينة شحن إلى الرصيف.

بعد رحلة تستغرق حوالى 15 ساعة، تُفرغ المساعدات على الرصيف العائم ثم تُحمّل على شاحنات يقودها عمال الإغاثة الذين يستقلون قوارب صغيرة تابعة للجيش الأمريكى لنقلها إلى شاطئ غزة.

تم تحميل قطع الرصيف على متن السفن على الساحل الشرقى للولايات المتحدة ومن ثم «نقلها مسافة 6000 ميل عبر المحيط»، وفقًا لما ذكره كوبر من القيادة المركزية الأمريكية. وتم تجميع القطع قبالة سواحل غزة، على أن يتم التجميع النهائى فى ميناء أشدود الإسرائيلى.

وبحسب الجيش الأمريكى، عندما تصل العملية إلى طاقتها الكاملة، من المتوقع أن تدخل 150 شاحنة إلى غزة يوميًا.

مع ذلك، فإن هذا العدد من الشاحنات أقل مما تطمح إليه منظمات الإغاثة فى غزة، حيث تقول المنظمات الدولية للإغاثة إن هناك حاجة لحد أدنى من 500 شاحنة يوميًا.

وقالت الولايات المتحدة إن الرصيف ليس المقصود منه أن يحل محل المساعدات التى تدخل عبر المعابر البرية، والتى قال عمال الإغاثة إنها أسرع وأسهل طريقة لتوصيل الإغاثة إلى المنطقة.

 مزاعم أمريكية

تزعم الإدارة الأمريكية بأن هذا الرصيف البحرى، سيكون مخصصًا لنقل المساعدات الإنسانية من المواد الغذائية عبر ميناء قبرص فى شرق المتوسط إلى غزة عبر هذا اللسان البحرى، وستكون جزيرة قبرص الواقعة شرق المتوسط نقطة المساعدات، وهى أقرب دولة فى الاتحاد الأوروبى إلى غزة الواقع على بعد حوالى 370 كيلومترًا، أى أن تصبح جزيرة قبرص مركزًا لنقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذى يشهد عدوانًا إسرائيليًا منذ 7 أكتوبر الماضى.

وكشف المكتب الإعلامى الحكومى، أن الرصيف المائى العائم قبالة سواحل غزة لا يُغطى حاجة شعبنا الفلسطينى من الغذاء، مطالبًا بفتح المعابر البرية وإدخال المساعدات والبضائع منها بشكل فورى وعاجل.

وتابع: «نشكك فى نوايا الإدارة الأمريكية التى تعمل على إدارة حرب الإبادة الجماعية واستمرارها، وتُشكِّل جدار حماية وإسناد للاحتلال «الإسرائيلى»، وتواصل دعمه بشكل مطلق للاستمرار فى حربه ضد المدنيين.

ويرى خبراء عسكريون ومحللون سياسيون، أن الرصيف البحرى العائم الذى أعلنت عنه الولايات المتحدة، له أهداف أخرى غير تلك المعلنة، لإدخال المساعدات الإنسانية، ذلك غطاء لأهداف خفية، ولعل ترحيب سلطات الاحتلال بإقامة لسان بحرى، أثار الشكوك بإنشاء الميناء المؤقت وتفعيل الممر البحرى، وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أنه صاحب فكرة الرصيف العائم.

وفى الوقت الذى تغلق فيه إسرائيل معابرها البرية مع القطاع، وتعرقل دخول المساعدات عبر معبر رفح البرى. فإنه من المتوقع أن يكون لواشنطن وإسرائيل معًا أهدافًا أخرى منه، لا تتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية لأهالى القطاع، مما يؤكد التنسيق الكامل بين الجانب الأمريكى وسلطات الاحتلال فى مراحل بنائه، حيث يقوم الاحتلال بتأمين تلك العملية.

ويرجح هؤلاء المحللون أن يكون إنشاء الرصيف، تحت غطاء المساعدات الإنسانية، بينما هو فى حقيقة الأمر، لأغراض عسكرية، لايجاد منفذ لتهجير الفلسطينيين، من رفح، ومن قطاع غزة بشكل عام تجاه قبرص، ومن ثم إلى السواحل الأفريقية، أو بلدان أخرى.

وعلى ذات السياق يلفت خبراء اقتصاد، إلى أن ما هو معلوم من وجود حقول للغاز فى تلك المنطقة، يدفع إلى ربط إقامة الرصيف بذلك، مما يثير تساؤلات كثيرة حول الأغراض الحقيقية للولايات المتحدة من وراء إنشاء هذا الرصيف.

الهدف المعلن، هو إيصال المساعدات التى كانت تصل قبل الهجوم الإسرائيلى من خلال المعابر البرية شبه المغلقة، إلا أن الأقرب للحقيقة هو أن الرصيف، رصيف بحرى تقوم من خلاله السفن التجارية، بإيصال المساعدات الرمزية، لكن الهدف الرئيسى هو تهجير سكان القطاع تحت مسمى الهجرة الطوعية، وأيضًا استغلال حقول الغاز فى المنطقة، ولا يستبعد إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية فى شرق المتوسط توازى القاعدة الروسية فى طرطوس السورية، لا سيما وأن هناك بوارج أمريكية بالقرب من هذا الرصيف.

وكانت قد تحدثت تقارير عن دخول القوات لتحرير عملية الرهائن فى غطاء إنسانى عبر سيارات مساعدات إلى المخيم قادمة من الرصيف البحرى العائم.

وفى بيان لها، قالت سنتكوم إنه لم يتم استخدام الرصيف الإنسانى العائم بما فى ذلك معداته وأفراده وأصوله فى عملية إنقاذ الرهائن فى غزة.

وأضاف البيان: «استخدم الإسرائيليون المنطقة الواقعة جنوب الرصيف لإعادة الرهائن بأمان إلى إسرائيل».

ولفتت سنتكوم إلى أن أى ادعاء من هذا القبيل بخلاف ذلك فهو باطل.

 لا جدوى

حسب مؤسسة الدراسات الفلسطينية لا يتمتع مشروع الرصيف العائم فى غزة بجدوى كبيرة فى حين يحتاج السكان فى أراضى قطاع غزة إلى مساعدات فورية للتعامل خلال الوقت الراهن، كما أنه يفتقر إلى تكلفة باهظة لتوفير البنية التحتية التى يتطلبها.

إلى جانب الوقت الطويل الذى يحتاجه الرصيف العائم فى غزة والتكاليف الباهظة التى يتطلبها؛ لن يتمكن هذا الرصيف من حل مشكلة عدم قدرة الشاحنات على إيصال المساعدات إلى السكان، وذلك بسبب استمرار القصف العنيف من قبل الاحتلال الإسرائيلى على أراضى قطاع غزة، ولا بد من توقف القصف لوصول المساعدات على النحو المطلوب.