السبت 17 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

الأوقاف تنتصر للسنة النبوية إطلاق أول مؤتمر لنصرة السنة النبوية بمشاركة 50 عالما

تتعرض السنة النبوية من وقت لآخر إلى الهجوم تحت دعوى اتباع القرآن الكريم فقط، وترك السنة النبوية، إضافة إلى التشكيك المستمر فى كتب الأحاديث النبوية التى اتفق العلماء على صحتها، الأمر الذى دفع وزارة الأوقاف لعقد أول مؤتمر للسنة النبوية يستهدف توضيح خطورة الطعن على السنة النبوية، ويضع خطة عمل لحماية السنة، حيث عقد المؤتمر تحت عنوان: (السنة النبوية بين الرواية والدراية والفهم المقاصدى) بمشاركة أكثر من 50 محدثًا وفقيهًا أصوليًّا.



فيما أشاد الحضور بالجهود التى تبذلها وزارة الأوقاف فى خدمة السنة، سواء بالمجالس الحديثية التى يتم عقدها فى المساجد الكبرى، أو من خلال طبع الكتب التعريفية بأهمية السنة والتعامل معها، والتى منها نشر كتاب (الفهم المقاصدى للسنة النبوى)، وإطلاق «مشروع الموسوعة المصرية فى خدمة السنة النبوية», مشددين على أن الأدب مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتضى الأدب مع سنته صلى الله عليه وسلم.، وضرورة التمكن من الضوابط والقواعد الدقيقة التى اعتمد عليها العلماء فى رواية السنة النبوية وشرحها وتجلية ما فيها من فوائد وأحكام وآداب.

وأكد المشاركون بالمؤتمر على أن الفهم المقاصدى للسنة النبوية أمر ضرورى، وأن الوقوف على ظواهر النصوص دون فهم مقاصدها قد يؤدى إلى الجمود والانغلاق فى فهم كثير من القضايا، وعلى أهمية المجالس الحديثية التى قامت وتقوم بها وزارة الأوقاف والدعوة إلى التوسع فيها، ونشرها لتعظيم الاستفادة منها.

من جهته أكد د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن من ينكر السنة ينكر المذاهب الفقهية والقياس والإجماع والقياس، فالطعن على السنة هو طعن فى كل ثوابت الدين، وأنه لا يحق من لا يعرف سنة النبى أن يتحدث عنها بسوء, لافتا إلى أن وزارة الأوقاف تواجه كل شطط وتطرف فكرى بالفكر والسماحة.

وأوضح أن مصر الأزهر حصن الإسلام والمسلمين فعلًا وليس قولًا فحسب. كما أكد أنه لا خوف على الدين بإذن الله ومصر حارسة له بعلمائها وأئمتها وواعظاتها وأزهرها الشريف، وأرونى بلدًا يملأ علماؤه وأئمته الدنيا علمًا وفقهًا وقرآنًا: قراءة وإقراءً وتعليمًا لسنة نبينا وبيانًا لصحيح الدين كما يقوم بذلك علماء مصر وأئمتها وقراؤها، لافتا إلى أن زارة الأوقاف بدأت فى توسيع قراءة السنة، فبدأنا بقراءة كتاب الموطأ وقراءة الاربعين فى المساجد، كما تم التوسع فى المجالس الحديثية.

أضاف: إن إجماع علماء الأمة وفقهائها وأصولييها اتفق على أن السنة النبوية هى المصدر الثانى للتشريع والأدب مع سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقتضى الأدب مع سنته (صلى الله عليه وسلم).

وشدد على أن ثبوت حجية السنة النبوية المشرفة واستقلالها بتشريع بعض الأحكام مما لا يمارى فيه أحد ممن يعتد برأيه من أهل العلم، فقد جاءت السنة النبوية المشرفة شارحة ومفصلة ومبينة لبعض ما أجمل أو ورد من أحكام فى القرآن الكريم، كما استقلت ببيان بعض أمور ديننا الحنيف، وقد أجمع علماء الأمة وفقهاؤها وأصوليوها أن السنة النبوية هى المصدر الثانى للتشريع.

ولفت إلى أن حب سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جزء لا يتجزأ من الإيمان به وهو شرط صحة له، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ»، كما أن الأدب مع سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقتضى الأدب مع سنته (صلى الله عليه وسلم)، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: «فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ»، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «كُلُّ أُمَّتى يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: مَن أَطَاعَنِى دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِى فقَدْ أَبَى»، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «يوشِكُ أنْ يقعُدَ الرجلُ مُتَّكِئًا على أَرِيكَتِهِ، يُحَدَّثُ بحديثٍ مِنْ حديثى، فيقولُ: بينَنَا وبينَكُمْ كتابُ اللهِ، فما وجدْنا فيه مِنْ حلالٍ اسْتَحْلَلْناهُ، وما وجدَنا فيه مِنْ حرامٍ حرَّمْناهُ، ألَا وإِنَّ ما حرَّمَ رسولُ اللهِ مثلَ ما حرَّمَ اللهُ». 

ولفت إلى بعض شهادات المنصفين من غير المسلمين لنبينا (صلى الله عليه وسلم)، حيث يقول جوستاف لوبون الطبيب والمؤرخ الفرنسى: «محمد هو أعظم الرجال الذين عرفهم التاريخ»، ويقول شويل ديو رانت المؤرخ والفيلسوف الأمريكى صاحب موسوعة الحضارة: «محمد أعظم عظماء التاريخ»، ويقول الأديب الألمانى فولفجانج فون غوته: «لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد، وسوف لا يتقدم عليه أحد»، ويقول: «لقد بحثت عبر التاريخ عن مثل أعلى للإنسانية واستنتجت أنه محمد». 

وشدد أن الله (عز وجل) مظهر هذا الدين العظيم بوعده المحقق، حيث يقول الحق سبحانه: «هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا»، ويقول سبحانه: «بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ»، ويقول سبحانه: «وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا ‌وَأَنْتُمُ ‌الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ».

> السنة والقرآن 

من جانبه قال د.أحمد معبد عضو هيئة كبار العلماء، ومن كبار علماء الحديث إن السنة النبوية جاءت بالسند، والرواية، ولولا تلك الراويات لما وصلت إلينا السنة، وأن الدراية بالسنة كان من أصول التحقق من صحة ما تم روياته، فجاءت السنة بالراوية المتصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وصلم، لافتا إلى أن فهم السنة بمقاصدها يحقق الاتباع لسنة رسول الله.

من جهته قال الدكتور سامى الشريف الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية: إن هذا المؤتمر يأتى حلقة فى سلسلة من الأنشطة والفعاليات التى أقامتها وزارة الأوقاف دفاعا عن السنة النبوية المشرفة فى إطار مساعيها نحو تجديد الخطاب الدينى، مضيفا أن الشبهات التى يثيرها منكرو السنة والمتطاولون عليها ليست بجديدة بل إنها بدأت منذ زمن بعيد،ولم تتغير تلك الشبهات أو تتبدل، لكن الذى أسهم فى انتشارها وخطورتها اليوم هو انتشار (الأمية الدينية) بين قطاعات كبيرة من شباب أمتنا، فضلا عن تراجع المؤسسات التربوية والتعليمية والتثقيفية عن الاضطلاع بمسئولياتها، إضافة إلى التطورات الهائلة التى أحدثتها ثورتا الاتصال والمعلومات، حيث كان لتأثيرهما على سرعة انتشار الأخبار والمعلومات والشائعات تأثيرا كبيرا على المجتمع.

ودعا د.سامى الشريف كافة المؤسسات الدينية والثقافية والتعليمية والإعلامية إلى التعاون والتنسيق بينها بهدف تبيان حقيقة السنة النبوية والأحاديث النبوية الشريفة، وجعلها ثقافة مجتمعية وأسلوب حياة بوصفها المصدر الثانى للتشريع بعد القرآن الكريم، إذ لا يمكن للدين أن يكتمل ولا للشريعة أن تتم إلا بأخذ السنة النبوية المشرفة جنبًا إلى جنب مع القرآن، فهما صنوان متلاصقان لا ينفصلان ولا يختلفان.

فيما أكد د.أبوبكر يحيى عبد الصمد أستاذ أصول الفقه ووكيل كلية الشريعة والقانون بالقاهرة، أن القرآن أحوج إلى السنة النبوية، كونها المبينة للقرآن الكريم، والموضحة لكافة العبادات، كما انها مفصلة لكثير من الأحكام، ولذلك فإن السنة هى المصدر الثانى للتشريع بلا خلاف؟ 

> استقلالية السنة 

فى السياق ذاته طالب مؤتمر السنة النبوية بعدد من التوصيات أهمها التأكيد على ما أجمع عليه علماء الأمة وفقهاؤها وأصوليوها من أن السنة النبوية هى المصدر الثانى للتشريع.، والتأكيد على ثبوت حجية السنة النبوية المشرفة واستقلالها بتشريع بعض الأحكام، لا يخالف فى ذلك أحد ممن يعتد برأيه من أهل العلم، وونأ أن السنة النبوية جاءت شارحة ومفصلة ومبينة لبعض ما أجمل أو ورد من أحكام فى القرآن الكريم، كما استقلت ببيان بعض أمور ديننا الحنيف.

وطالب بتكثيف عقد البرامج التدريبية المتخصصة فى علوم السنة لتأهيل الأئمة والواعظات والباحثين وإكسابهم الخبرات اللازمة لخدمة السنة النبوية، وتصحيح المفاهيم المغلوطة المثارة حولها، بالإضافة إلى التوسع فى نشر الإصدارات الخاصة برد الشبهات التى يثيرها المغرضون حول السنة النبوية، وتحويل ذلك إلى برامج تدريبية وتثقيفية للأئمة والواعظات والباحثين وغيرهم من المعنيين بالعلم الشرعى لتزويدهم بما يمكنهم من دحض هذه الشبهات.