السبت 17 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

الاحتلال يستهدف منع عودة النازحين ويجوع أهالى القطاع الأزهر: الكيان الصهيونى يعمل على تغيير جغرافية قطاع غزة

قال الأزهر الشريف فى أحدث تقرير له أنه بعد مرور نحو ثمانية أشهر على بداية حرب الإبادة الجماعية التى يرتكبها الاحتلال الصهيونى فى قطاع غزة، بدت فى الأفق الخطط طويلة المدى التى اضطلع جيش الاحتلال فى تنفيذها؛ من أجل تغيير جغرافية القطاع المحاصر، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية بالإضافة إلى شهادة بعض الأشخاص على أرض الواقع أن جيش الاحتلال يقوم بتدمير المبانى على طول الشريط الشرقى للقطاع لإقامة منطقة عازلة بعرض كيلومتر واحد بين المناطق المأهولة بالسكان فى غزة والأراضى المحتلة، والتى ستغطى ما يقرب من %16 من أراضى القطاع، الأمر الذى يترتب عليه تهجير الآلاف من سكانه بشكل دائم من منازلهم، بالإضافة إلى تعرض القطاع الزراعى - المحدود بالفعل- إلى أضرار بالغة تتمثل فى تقلص الرقعة الزراعية.



وأوضح مرصد الأزهر فى تقريرله أن هذا ليس هو السبيل الوحيد لتغيير جغرافية غزة، فقد تم توسيع ممر «نتساريم» الذى كان يديره جيش الاحتلال قبل تنفيذ خطة «فك الارتباط» عن غزة عام 2005، إلى طريق طوله حوالى 6.5 كيلو متر يعبر القطاع، ويفصل شمالى القطاع عن وسطه وجنوبه، يمتد من الحدود الشرقية لغزة مع الأراضى المحتلة وصولًا إلى شاطئ البحر المتوسط، بالإضافة إلى البناء المكثف للوحدات الاستيطانية وأبراج الاتصالات وغيرها من البنى التحتية التى ستمكن جيش الاحتلال من تسهيل عودة الاستيطان لقطاع غزة، والسيطرة على حركة المدنيين شمالًا وجنوبًا، ومنع عودة النازحين لشمال القطاع، وتسهيل تقدم الآليات العسكرية شمال القطاع وجنوبه.

 

 

 

من جانبه، حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من مغبة هذه الأعمال التى تهدف إلى مواصلة ارتكابهم حرب الإبادة الجماعية، وإعادة الاستيطان داخل قطاع غزة، وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، كما يجدد مناشدته المجتمع الدولى بضرورة التدخل لوقف هذه الإجراءات بخطوات فعلية وإجراءات عملية على الأرض تكبح جماح الطغيان الصهيونى غير المسبوق.

>تجويع غزة 

فى السياق ذاته قال مرصد الأزهر فى تقرير أعدته وحدة اللغة العبرية أن الاحتلال الصهيونى جعل معظم سكان غزة -قبل فترة طويلة من الإبادة الجماعية التى يتعرضون لها حاليًا- معدمين يعانون من حالات نقص حاد فى التغذية، وهو الأمر الذى يتضح من خلال المقارنة بين نصيب الفرد من الناتج المحلى بين المواطن الفلسطينى فى غزة، والمستوطن داخل الكيان الصهيونى، حيث بلغ نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى فى غزة حوالى 1,050 دولار، مقارنةً بـ 52,130 دولارًا فى الكيان الصهيونى، وذلك وفق بيانات «أونكتاد» عام 2021م. كما أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئى فلسطين الأنروا فى 2022، أنها قدمت الغذاء لأكثر من 1,139,000 لاجئ فى غزة – أى أكثر بــ 14 مرة مما كانت عليه فى عام 2000.

وفى ديسمبر من ذلك العام، أفادت (الأونروا) كذلك أن 81% من لاجئى غزة يعيشون تحت خط الفقر. ولوحظ أيضا أن 85% من الأسر اشترت بقايا طعام من السوق وطلبت 59% المساعدة أو اضطرت إلى استعارة الطعام من الأقارب. أكثر من ثلاثة أرباع الأسر خفضت عدد الوجبات التى تتناولها كل يوم وكمية الطعام فى كل وجبة.

ولفت أنه منذ أكتوبر من العام الماضى، تعيش قطاعات كبيرة من سكان غزة فى مدارس الأونروا وعياداتها ومبانيها الأخرى، ولم تعد تعتمد على الوكالة لكسب لقمة العيش فقط، بل للحصول على الغذاء والمأوى للبقاء على قيد الحياة. وقال الاتحاد الأوروبى مؤخرًا: إنه لم يتلق أدلة ملموسة من الكيان الصهيونى لدعم مزاعمها ضد موظفى الأونروا، لكن الولايات المتحدة قررت وقف تمويل الوكالة حتى العام المقبل على الأقل. 

ويحذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من نوايا الاحتلال جراء هذه السياسة التى تعد –جريمة حرب- وذلك وفقًا لنص المادة الثامنة من نظام المحكمة الجنائية الدولية والتى تقول: (إن تجويع المدنيين عمدًا بحرمانهم من المواد الضرورية التى لا غنى عنها لبقائهم بما فى ذلك تعمد عرقلة الإمدادات الإغاثية الإنسانية يعد جريمة حرب)، وهذا بند من عدة بنود تجرم منع السكان العزل من الغذاء سواء فى الحرب أو السلم، حيث تحولت هذه السياسة محاولة السيطرة على سكان غزة إلى كسر إرادتهم ودفعهم قسرًا إلى الهجرة خارج أراضيهم التاريخية، وتصفية القضية الفلسطينية. 

كما يجدد المرصد مناشدته المحكمة الجنائية الدولية وكافة الجهات المعنية بإنفاذ القانون تجاه هذا الكيان الغاصب ومعاقبة المجرمين انتصارًا للإنسانية وإعلاءً للعدالة التى باتت شعارًا يتردد فقط بعيدًا عن التطبيق الفعلى لها على أرض الواقع. 

>اقتحام صهيونى للأقصى 

من جهة أخرى دعت حركات ومنظمات الهيكل المزعوم (وعلى رأسها منظمة «بأيدينا من أجل جبل الهيكل») عبر مواقعها المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعى، لاقتحام المسجد الأقصى بالآلاف الأربعاء المقبل، فى خلال مسيرة الأعلام الصـهيـونية.

و«مسيرة الأعلام» أو ما يسمونه بـ«يوم القدس»، هى احتفالات بدأت مع إتمام احتـلال الكيان الصـهيـونى لشرقى مدينة القدس فى أعقاب حرب يونيو 1967. ويشارك فى هذه المسيرة آلاف الصـهـاينة بالتوافد على مدينة القدس بغرض اقتحام البلدة القديمة، والسير فى شوارعها وأزقتها، لإحياء ذكرى احتــلال الجزء الشرقى منها ووقوع المدينة بأكملها تحت السيطرة الصـهيـونية، مرددين هتافات معادية للفلسطينيين والعرب، منها «المـوت للعرب» .

 

 

 

ويواكب ذلك فرض الشرطة الصـهيـونية إجراءات أمنية مشددة يشارك فيها الآلاف من رجال الأمن وعناصر الجيش فى القدس والضفة الغربية تحسبًا لوقوع أعمال عنف بين المستوطنين والفلسطينيين. 

يأتى هذا الحدث السنوى فى ظل العدوان الصـهيـونى الغاشم على قطاع غــزة، الذى أدى إلى ارتقاء عشرات الآلاف من الشـهداء، فضلًا عن الجرحَى والمفقودين.

ومع اقتراب موعد «مسيرة الأعلام» الصـهيـونية فى القدس المحتلة، تساءلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «هل ستمُر المسيرة فى مسارها المعتاد حتّى فى زمن الحرب؟ « وأجابت الصحيفة: «مسيرة الأعلام التقليدية يتوقع أن تجرى كما فى كلّ عام فى يوم القدس الذى يحين منتصف الأسبوع، لكن المسار المحدد لها ما يزال غامضًا حتّى الآن، باستثناء المعلومات عن نقطتى البداية والنهاية؛ فمعظم التفاصيل عن المسيرة لم تُشِر إلى خط سيرها الدقيق، لكن أوساط وزير «الأمن القومي» إيتمار بن جفير صرّحت أن مخطّط المسيرة سيبقى كما هو، ويفترض أن تَمُرّ عبر باب العامود الذى يربط بين الأحياء الشرقية للقدس والمدينة القديمة».

ومع متابعة الأوضاع الحالية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، فإن مرصد الأزهر يحذر من تفجر الأوضاع فيها، خصوصًا مع وجود بوادر تقود لهذا الوضع فى الضفة الغربية والقدس من حيث تكرار اعتداءات المستوطنين على المقدسات الدينية ومصادرة الأراضى لبناء المستوطنات والتضييق المستمر على الفلسطينيين واعتقال المئات منهم منذ السابع من أكتوبر 2023 ومن الآلاف من قبل ذلك، علاوة على استمرار العدوان الصهيونى على قطاع غزة وسقوط آلاف الشـهـداء بما يشكل ضغطًا نفسيًا على الفلسطينيين فى باقى الأراضى المحتلة قد يقودهم للانتفاض فى أية لحظة فى ظل ما يواجهونه من تضييق وبطش وعصف بكل مقومات الحياة.>