بعد تكريمها من السيدة انتصار السيسى مسعودة عبدالهادى: مشاهد الأمهات والأطفال المصابين صعبة ومؤثرة

نعمات مجدى
لا تزال المشاهد الصادمة والمبكية التى خلفتها حرب غزة الدامية على الشعب الفلسطينى الأعزل تلقى بظلالها على السيدة مسعودة عبدالهادى، مديرة تمريض مستشفى العريش العام والتى كانت بمثابة ملاك الرحمة لمرضى ومصابى الحرب على غزة.. حاولنا أن نقترب أكثر من مسعودة عبدالهادى التى كانت فى قلب الحدث وشاهدة على الصور الدامية التى تنقلها لنا وسائل الإعلام، وهى تحاول إسعاف آلاف المصابين الذين كانوا يأتون إلى مستشفى العريش العام.
شاركت مسعودة عبدالهادى فى العديد من الأحداث، ولكن ستظل الحرب على غزة من أكثر المواقف المؤثرة فى حياتها، ولن يفارق ذاكرتها مصابو السابع من أكتوبر 2023.
تفاصيل أكثر روتها لنا السيدة مسعودة عبدالهادى، مديرة تمريض مستشفى العريش العام فى حوار خاص لـ«روزاليوسف» خاصة أنها إحدى النماذج الملهمة التى كرمتها السيدة انتصار السيسى قرينة رئيس الجمهورية فى احتفالية «أيقونة المرأة المصرية» وتعمل فى مستشفى العريش العام منذ 1995 وحتى الآن.
فى بداية حوارنا حكت لنا مسعودة عبدالهادى، وهى حزينة وتكاد الدموع تنفطر من عينيها وهى تتذكر مشاهد الأمهات والأطفال المصابين فتقول فى بداية قدومهم إلى المستشفى يكونون فى حالة صعبة جدا، ومؤثرة، ولكن طاقم التمريض يظل بجانبهم حتى يتعافوا بدنيا ونفسيا، «بنحاول نخفف عنهم الوجع اللى شافوه فى الحرب، وربنا يعلم إننا نسعى إلى التعامل مع أشقائنا المصابين من فلسطين بحرفية عالية وبإنسانية شديدة لأننا نعلم حجم الضغوط النفسية التى يمرون بها بعد أن فقدوا ذويهم وكل ما يمتلكون فى الحياة، فعمليات وصول الجرحى تتزايد لحظة بعد أخرى عندما يتوافر لهم المرور الآمن من قطاع غزة إلى الأراضى المصرية، فى ظل إنهاك المنظومة الصحية فى الأراضى الفلسطينية، وبالتالى يكون الملاذ لهؤلاء المصابين يعتبر فى المستشفيات المصرية ولا سيما مستشفيات شمال سيناء».
وأضافت: إننا نسعى طول الوقت لخدمة المصابين من غزة وندعم بكامل طاقتنا وجهودنا أشقاءنا من فلسطين ومصر تدعم القضية الفلسطينية، ولن نتخلى عنهم ودورنا كممرضين فى انتظار أى مصابين من غزة ونحن على استعداد تام بدوام 24 ساعة لخدمتهم. وقالت إنه يوجد اهتمام كبير من الدكاترة والتمريض فى مستشفى العريش العام لاستقبال المصابين من غزة تحت رعاية شاملة وسط أطقم طبية مميزة، وعلى دراية تامة مع كيفية التعامل مع هذه الحالات ودعم كامل من وزارة الصحة المصرية.
أما الحالات الطارئة، فجرى التعامل معها على الفور فى المستشفى الميدانى، فيما تم تحويل عدد من الحالات إلى مستشفيى العريش والشيخ زويد لتلقى العلاج اللازم.
المصابون عندما يأتون المستشفى يكونون فى حالة نفسية صعبة، كيف كنتم تتعاملون معهم؟
- بالتاكيد يأتون فى حالة صدمة ربما تستمر فترات طويلة، لذلك بنحاول نكون سبب فى إزالة وجعهم وآلامهم، لقد رأيت اللى فقدوا أولادهم، وأطفال فقدوا بصرهم وبترت رجليهم، وطفل بيغنى لفلسطين وبيدعى تكون حرة. قلبى بيتقطع عليهم. أنا أم وعشت كل اللحظات الصعبة دى.
فالأمهات وأطفالهن الرضع يدفعون ثمن الحرب مرتين، الأولى باعتبارهم ضمن ضحايا القصف، والأخرى كضحايا انهيار المنظومة الصحية، فالمشاهد التى رأيناها فى مستشفى العريش العام كثيرة جدا، فهناك العديد من الأطفال التى تم جلبهم بمفردهم، وفى حالة صدمة، مصابين بحروق أو جروح شظايا أو إصابات خطيرة، بسبب السحق تحت الأنقاض.
كلمينا عن أصعب الحالات التى ما زالت متواجدة فى المستشفى حتى الآن؟
- فى حالات كتير صعبة مرت علينا وعلى طاقم التمريض، ففى أطفال كثيرة كانت تأتى من غير أمهاتهم بياخدوا رضعات، والحمد لله خرجوا راحوا مستشفيات، وكان هناك أمهات تأتى بإيد أو رجل مبتورة، وكانت العمليات الجراحية بتستمر لمدة 24 ساعة متواصلة، وبيدخل فيها تخصصات كتير مثل العظام ومخ واعصاب وأوعية ودموية.
ولن أنسى إحدى المصابات المتواجدة بالمستشفى منذ 13 ديسمبر الماضى التى جاءت إلى العناية المركزة فى حالة مرضية صعبة ومع مرور الوقت تحسنت حالتها الصحية، لقيتها كل شوية بتطلب تشوفنى.. ولو نايمة وسمعت صوتى بتصحى وتنادى عليا وتقولى يا خالتو.
وكيف تثمنين جهود مصر تجاه أشقائنا فى غزة وتقديم المساعدات لهم وأنتِ فى الميدان؟
- مصر بذلت جهودا كبيرة من أجل دعم أشقائنا فى فلسطين، فمصر هى الركيزة الأساسية التى تسمح بوجود الأمل على الجانب الآخر من الحدود.
ماذا كان شعورك حين تم تكريمك مع عدد من النماذج الملهمة من السيدة انتصار السيسى قرينة رئيس الجمهورية فى احتفالية المرأة المصرية أيقونة النجاح؟
- أنا فخورة جدًا وفرحانة بتكريم سيدة مصر الأولى ليا السيدة انتصار السيسى، وإن التكريم من رئاسة الجمهورية، وإن دا يتم فى وسط كوكبة من الحضور ما بين سفراء ووزراء وإعلاميين وفنانين، مؤكدة: مصر بخير دائمًا، فهو شعور لا يوصف، والدولة بتطبطب عليا احساس كله فرحة وتوتر هى ودودة، وهى لحظات من أجل لحظات حياتى، ومصر مليئة بالعظيمات التى لهن دور كبير.
وأهدى التكريم لزوجى لأنه هو سبب نجاحى ودائمًا ما يدعمنى فى كل المواقف الصعبة اللى بمر بها وفى الأوقات اللى بكون بعيدة فيها عن البيت، ثم أهدى التكريم لكل ممرض وممرضة فى مستشفى العريش العام، ولأى حد مخلص فى عمله، ولكل ست مصرية جدعة ومخلصة ومجتهدة فى شغلها.
ووجهت مسعودة عبدالهادى رسالة لسيدات مصر، وقالت: الست المصرية دائمًا قوية ومجتهدة وصبورة.. هى أساس نجاح كل شىء، البيت بينجح فى وجود الست المخلصة، المهنة بتنجح فى وجود الست المجتهدة، لذلك الست المصرية هى أعظم كائن على الأرض.