الأحد 8 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

خريطة دينية للارتقاء بحياة المواطن أساسها المودة والرحمة تفصيل للحقوق المشتركة بين الزوجين "3"

فى ضوء مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، للارتقاء بجودة حياة المواطن والأسرة بشكل عام من خلال ضبط معدلات النمو المتسارعة، والارتقاء بخصائص السكان، واتساقًا مع واجبها الوطنى تجاه المجتمع، صدر بالشراكة بين كل من المجلس القومى للسكان والأزهر الشريف والكنيسة المصرية دليل دينى لإلقاء الضوء على قضايا السكان فى المجتمع، وتصحيح المفاهيم، وبعد اتفاق كامل نصت عليه الأديان السماوية وأظهرت أن الإنسان نعمة وأن تنميته هى أهم رسالة ولا خلاف عليها.



 

يتضمن الجزء الثالث من الدليل الدينى للتوعية الأسرية الذى صدر بالشراكة بين كل من المجلس القومى للسكان والأزهر الشريف والكنيسة المصرية، العديد من قضايا الأسرة والسكان من منظور دينى بهدف نقل رسائل قوية وفعالة لزيادة الوعى والتشجيع على التغيير الإيجابى.

ويعدد الدليل الدينى للتوعية الأسرية الحقوق المشتركة للزوجين كالتالى:

الحقوق المشتركة بين الزوجين

إذا كان للزوج حقوق على زوجته، ولها عليه حقوق، فهناك حقوق مشتركة بينهما، ومن هذه الحقوق المشتركة: إحسان المعاملة، وثبوت نسب الأولاد إليهما، وكذلك التوارث، والمعاشرة الزوجية بحقوقها وآدابها التى فى طليعتها ما يأتى:

وجوب الاستتار عند ممارستها، استحباب التسمية قبلها، وجوب تلبية رغبة الزوج إذا دعاها وليس ثمة مانع شرعى أو طبى، عدم إفشاء أسرار المعاشرة الجنسية بينهما، عدم الممارسة فى أثناء وجود مانع شرعى أو طبى، تحريم إتيان الزوجة فى غير ما أحل الله، عدم العزل عنها إلا بإذنها.

ويؤكد الكتاب المقدس هذا المعنى: «ليوف الرجل المرأة حقها الواجب، وكذلك المرأة أيضا الرجل ليس للمرأة تسلط على جسدها، بل للرجل، وكذلك الرجل أيضا ليس له تسلط على جسده، بل للمرأة».. وهذه تفصيل أهم النقاط: 

عدم إفشاء أسرار الحياة الزوجية

وصف الله تعالى علاقة الزوج بزوجته بوصف دقيق فقال تعالى: «هن لباس لكم وأنتم لباس لهن»، وفى هذا المعنى من الستر والحشمة ما لا يخفى.. وقد عد النبى صلى الله عليه وسلم إفشاء أسرار هذه العلاقة بأنها أعظم الخيانة، فقال: «إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضى إلى امرأته وتفضى إليه، ثم ينشر سرها».

فما بين الزوج وزوجته لا يطلع عليه أحد، فقد كانت أَسماء بِنت يزيد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده، فقال: «لعل رجلا يقول ما يفعل بأهله، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها فأرم القوم، فقالت: إى والله يا رسول الله، إنهن ليقلن وإنهم ليفعلون، قال: فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك الشيطان لقى شيطانة فى طريق فغشيها والناس ينظرون».

المعاشرة بالمعروف

يتوجب على الزوجين المعاشرة بالمعروف، والمعروف يظهر فى مواطن عديدة، ومنها: أن ينادى كل منهما الآخر بأحب الأسماء إليه، وأن يستمع كل منهما لحوار الآخر، فلا ينشغل عنه، وأن يظهر المعروف عند الخلاف، وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأم المؤمنين عائشة: «إنى لأعلم إذا كنت عنى راضية، وإذا كنت على غضبى، فقلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال: أما إذا كنت عنى راضية، فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت على غضبى قلت: لا ورب إبراهيم، قلت: أجل، والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك».. والحديث الشريف يبين جمال الحوار الدائر بين الزوجين، وحسن تفقد الزوج الموضع رضا زوجته وغضبها، وعلامة معرفته ذلك، وما رجل أكثر أعباء منه، ثم يظهر حب الزوجة فى قولها لها «ما أهجر إلا اسمك». 

المودة والرحمة 

بين الله فى القرآن الكريم أن الزواج آية من آياته، وذكر علته، فقال: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون».

والمودة والرحمة الدعامتان الروحيتان اللتان يقوم عليهما البيت، وتنشأ فى ظلهما الأسرة نشأة هادئة مطمئنة، فالزوج العائد إلى بيته بعد عمله مهموما، لا يزيح عنه ألم هذا الهم إلا ابتسامة زوجة، أو مداعبة ولد، وكل هذا لا يكون إلا فى سكن روحى متسم بالمودة، وقد رحم بعضه بعضا، وأزاح عنه ما يعانيه من مشقة وأعمال، ولذا فإن الله تفضل على الرجال فخلق لهم من أنفسهم أزواجا، فقال تعالى: «هو الذى خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها».

 

غض الطرف عن بعض الحقوق رعاية لمصلحة الأسرة

عادة ما تعانى الأسرة كثيرا من المشاكل التى لا يخلو منها بيت، ولذا فالله تعالى قد أرشدنا إلى طريقة فى التعامل تساعدنا على حل كثير من هذه المشاكل، فقد قال الله تعالى: «ولا تنسوا الفضل بينكم».. وعدم نسيان الفضل واستدعاء العطاء بينهما من شأنه أن يبعث على الاستمرار فى الحياة الزوجية، وفى تعاهده عون كبير على الألفة والتحابب، كما أن على الزوجين أن يزيلا أسباب الخلاف بينهما رافعين مصلحة الأسرة فوق كل اعتبار، وفى ذلك رفع للشقاق، وبعد عن الطلاق، وطرد للفراق، قال الله تعالى: «وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما».