الثلاثاء 11 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أول موسيقى مصرى يشارك بعملين فى دورة واحدة من مهرجان كان: أحمد الصاوى: موسيقيون عالميون بحثوا عنى فى المهرجان لتحيتى على موسيقى الفيلمين

انتهت فعاليات النسخة الـ77 من مهرجان «كان» السينمائى الدولى التى تضمنت عرض فيلمين مصريين، الفيلم الأول هو (شرق 12) للمخرجة «هالة القوصى» والذى عرض فى فعالية نصف شهر المخرجين، والفيلم الثانى هو الوثائقى (رفعت عينى للسما) من إخراج «أيمن الأمير وندى رياض» الذى شارك فى المسابقة الرسمية لأسبوع النقاد ويحكى عن مجموعة فتيات صعيديات قررن تأسيس فرقة مسرحية فى المنيا، وبعيدا عن المشاركة المصرية المشرفة فى هذه الدورة من المهرجان. هناك أمر آخر يستحق الاحتفاء أيضا، وهو أن الملحن والمؤلف الموسيقى «أحمد الصاوى» هو الذى أعد الموسيقى التصويرية للفيلمين ليصبح بذلك أول موسيقى مصرى يُعرض له عملان داخل دورة واحدة لمهرجان كان السينمائى، وفى حوارنا معه كشف عن كواليس مشاركته فى الفيلمين، وعن رد فعل الجمهور الفرنسى بعد عرضهما، كما أخبرنا عن مشروعاته وخططه المستقبلية. وإلى نص الحوار..



 بدأت مشوارك فى عالم الموسيقى التصويرية قبل 8 سنوات بفيلم (على معزة وإبراهيم) ومع ذلك كانت خطواتك قليلة ومتأنية فى خلال تلك السنوات، حدثنا عن تلك الخطوات، وعن الأسباب التى جعلتك تقتحم عالم الموسيقى التصويرية؟

- بدايتى مع الموسيقى بدأت مبكرا، حيث مارست العزف على الآلات الموسيقية منذ طفولتى، ثم التحقت بالمعهد العالى للموسيقى العربية قسم تأليف موسيقى، ثم سافرت لأدرس فى مدرسة الموسيقى بسويسرا، كما درست فى ألمانيا تكنولوجيا الموسيقى، ثم لعبت موسيقى مع فرق عديدة فى سويسرا والسويد وألمانيا، وقدمت حفلات عديدة فى مصر والعالم، لكننى أصبحت مؤخرا مقلا فى تقديمها بسبب انشغالى بوضع الموسيقى التصويرية للأفلام، بالإضافة إلى أننى عزفت على المسرح الملكى البريطانى الذى وقف عليه شكسبير، فى عرض (ألف ليلة وليلة) وحصلت على جائزة إنجل أوورد من مهرجان أدنبرة للمسرح، وبخلاف ذلك فإنى أقوم بتدريس الارتجال الموسيقى من خلال المقامات العربية فى العديد من الدول الأوروبية منها (سويسرا، والسويد، وألمانيا) كما خضت تجارب موسيقية مختلفة مثل تجربة عملى مع الفرقة الموسيقية الخاصة بمستشفى الأمراض النفسية بإيطاليا، وإنتاجى قبل سنوات ألبوم (باب اللوق) موسيقيا وماديا للفنان «مصطفى رزق» لكننى قررت عدم تكرار التجربة عربيا مرة أخرى.

 وما سبب هذا القرار؟

- الخسائر المادية الكبيرة التى لحقت بى، فى حين أننى أنتجت فى الخارج 3 ألبومات حتى الآن يتم إعادة طباعتهم.

 وكيف إذن بدأت خطواتك الأولى فى عالم الموسيقى التصويرية للأعمال الفنية؟

- درست موسيقى الدراما فى بداياتى، وفى تاريخى ما يزيد على 300 فيلم قصير، و500 فيلم وثائقى وضعت لهم الموسيقى التصويرية، وحصلت على جائزة أفضل شريط صوت من مهرجان ساوباولو عن فيلم (حنة ورد) كما شاركت فى وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام الأجنبية، لذلك لم يكن غريبا أن أقتحم مجال الموسيقى التصويرية للأفلام المصرية، وقدمت بعد (على معزة وإبراهيم) العديد من الأعمال منها فيلم (زهرة الصبار) ومسلسل (علامة استفهام) وغيرهما.

 حدثنا عن مشاركتك فى (شرق 12، ورفعت عينى للسما) كيف حدثت؟ وهل توقعت مشاركة الفيلمين فى مهرجان كان فى دورة واحدة؟

- لم أكن متوقعا بالطبع، وما حدث هو توفيق من الله، والحقيقة أن انضمامى لفيلم (رفعت عينى للسما) كان متأخرا، فقد عمل صناعه على إنجازه فى خلال 4 سنوات، وقد انضممت لهم فى الشهر الأخير، ووضعت الموسيقى التصويرية للفيلم، ورغم أن الفيلم يتحدث عن فرقة مسرحية أفرادها فتيات من المنيا قررن تحدى قيود المجتمع، إلا أن مزيكا الفيلم كانت بعيدة كل البعد عن المتوقع والمألوف، حيث قرر مخرجى العمل «أيمن الأمير، وندى رياض» ألا تكون موسيقى العمل صعيدية، لذلك وضعت موسيقى إنسانية حية تعبر عن حال هؤلاء الفتيات.

أما (شرق 12) فقد بدأت العمل به منذ 2018، أى ما يزيد على ست سنوات، ولأن الفيلم يتحدث عن عالم فانتازى مختلف، فقد أرادت مخرجته «هالة القوصى» أن تكون موسيقاه غير تقليدية، لهذا السبب صنعت الآلات مخصوصة لموسيقى الفيلم استخدمت فيها (صناديق حديد، وخلفية ثلاجة قديمة، وأجراس) وقد استغرق الأمر وقتا طويلا.

 لكن هناك لغة تفاهم مشتركة بينك وبين هالة القوصى، والدليل اشتراكك معها فى 3 أعمال، هل هذا صحيح؟

- صحيح جدا، فقد بدأت رحلتى مع «هالة» منذ فيلمها الأول (زهرة الصبار) وقدمت معها بعد ذلك الفيلم القصير (لا أنسى البحر) وتعتبر تجربة (شرق 12) هى الثالثة بيننا وفى رأيى أن «هالة القوصى» تمتلك لغة سينمائية معبرة لا يشبهها فيها أحد، وفى استطاعتها أن تخترع عالمها الخاص بها، وكموسيقى تستطيع «هالة» إخراج كل الطاقة التى بداخلى من أجل إنجاز عمل أفضل، خاصة أنها مستمعة جيدة لكل موسيقى العالم ولديها خبرات فنية متراكمة.

 وماذا عن ردود الفعل لجمهور المهرجان بعد عرض الفيلمين؟

- هناك احتفاء كبير بالفيلمين المصريين، من إدارة المهرجان، والجمهور على حد سواء، ومنذ أن طرحت تذاكر الفيلمين نفدت فورا، لدرجة أن الفنان العالمى «ريتشارد جير» كان يبحث عن تذاكر لدخول الفيلمين، وقد دوى تصفيق حار بعد انتهاء العرضين، وبشكل شخصى فقد كان هناك موسيقيون عالميون يبحثون عنى ويرغبون فى لقائى لتحيتى على الموسيقى التى وضعتها للفيلمين، وهو أمر أسعدنى بكل تأكيد.

 وما هو الجديد الذى تنوى تقديمه فى الفترة المقبلة؟

- أعكف الآن على تحضير ألبوم للموسيقار السويدى «فريدريك يل» ومن المنتظر أن أنتهى من وضع الموسيقى الخاصة به فى ديسمبر القادم على أن يصدر الألبوم فى فبراير 2025 فى 8 دول أوروبية، وسينمائيا أجرى الآن التحضيرات لمشروع سينمائى مهم، وهو عبارة عن فيلم وثائقى من إخراج «مجدى فاروق» يتناول المهن المنقرضة فى مصر.