الرئيس خلال كلمته بالقمة العربية.. السيسي: ثقة جميع شعوب العالم فى عدالة النظام الدولى تتعرض لاختبار.. لا مثيل له
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن الحرب الإسرائيلية شعواء ضد الشعب الفلسطينى، وهناك مساران، إما السلام أو الفوضى والدمار الذى يدفع إليه التصعيد الحاصل.
وقال، خلال كلمته بالقمة العربية بالبحرين، إن ما يحدث هو قتل وانتقام وحصار شعب كامل وترويعه وتشريد أبنائه والسعى لتهجيرهم قسريا وسط عجز مؤسف من المجتمع الدولى.
وفيما يلى النص الكامل لكلمة الرئيس السيسى فى الدورة «33» للقمة العربية.
بسم الله الرحمن الرحيم
أخى جلالة الملك/ حمد بن عيسى آل خليفة
ملك مملكة البحرين، رئيس القمة العربية،
الأشقاء أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
معالى السيد/ أحمد أبو الغيط..
الأمين العام لجامعة الدول العربية،
السيدات والسادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتوجه بدايةً بالتهنئة لمملكة البحرين الشقيقة على رئاسة القمة، وأعرب عن التقدير لجهود المملكة العربية السعودية الشقيقة خلال رئاستها لأعمال القمة السابقة.
الحضور الكريم،
تنعقد قمتنا اليوم.. فى ظرف تاريخى دقيق.. تمر به منطقتنا.. فما بين التحديات والأزمات المعقدة.. فى العديد من دولنا.. إلى الحرب الإسرائيلية الشعواء.. ضد أبناء الشعب الفلسطينى الشقيق.. تفرض هذه اللحظة الفارقة.. على جميع الأطراف المعنية.. الاختيار بين مسارين: مسار السلام والاستقرار والأمل.. أو مسار الفوضى.. والدمار.. الذى يدفع إليه التصعيد العسكرى المتواصل.. فى قطاع غزة.
إن التاريخ سيتوقف طويلًا.. أمام تلك الحرب.. ليسجل مأساة كبرى.. عنوانها الإمعان فى القتل والانتقام.. وحصار شعب كامل.. وتجويعه وترويعه.. وتشريد أبنائه.. والسعى لتهجيرهم قسريًا.. واستيطان أراضيهم.. وسط عجز مؤسف.. من المجتمع الدولى، بقواه الفاعلة.. ومؤسساته الأممية.
إن أطفال فلسطين.. الذين قُتِل ويُتِّم منهم عشرات الآلاف فى غزة.. ستظل حقوقهم سيفًا مُسَلَطًّا على ضمير الإنسانية.. حتى إنفاذ العدالة.. من خلال آليات القانون الدولى ذات الصلة.
وبينما تنخرط مصر مع الأشقاء والأصدقاء.. فى محاولات جادة ومستميتة لإنقاذ منطقتنا من السقوط فى هاوية عميقة.. فإننا، لا نجد الإرادة السياسية الدولية الحقيقية.. الراغبة فى إنهاء الاحتلال.. ومعالجة جذور الصراع عبر حل الدولتين.. ووجدنا إسرائيل مستمرة فى التهرب من مسئولياتها.. والمراوغة حول الجهود المبذولة.. لوقف إطلاق النار.. بل والمضىّ قدمًا.. فى عمليتها العسكرية المرفوضة فى رفح.. فضلًا عن محاولات استخدام معبر رفح.. من جانبه الفلسطينى، لإحكام الحصار على القطاع.
وأؤكد مجددًا.. أن مصر ستظل على موقفها الثابت.. فعلًا وقولًا.. برفض تصفية القضية الفلسطينية.. ورفض تهجير الفلسطينيين أو نزوحهم قسريًا.. أو من خلال خلق الظروف.. التى تجعل الحياة فى قطاع غزة مستحيلة.. بهدف إخلاء أرض فلسطين من شعبها.
كما أؤكد أنه.. واهمٌ من يتصور.. أن الحلول الأمنية والعسكرية.. قادرة على تأمين المصالح.. أو تحقيق الأمن. ومخطئ من يظن أن سياسة حافة الهاوية.. يمكن أن تُجدى نفعًا.. أو تحقق مكاسبًا.
إنّ مصير المنطقة.. ومقدرات شعوبها.. أهم وأكبر من أن يُمسِك بها دعاة الحروب والمعارك الصِفرية.
وإن مصر.. التى أضاءت شعلة السلام فى المنطقة.. عندما كان الظلام حالكًا.. وتحملت فى سبيل ذلك أثمانًا غالية.. وأعباءً ثقيلة.. لا تزال.. رغم الصورة القاتمة حاليًا.. متمسكة بالأمل.. فى غلبة أصوات العقل والعدل والحق.. لإنقاذ المنطقة من الغرق.. فى بحار لا تنتهى من الحروب والدماء.
ولذلك.. فإننى، ومن هنا.. أمام قادة وزعماء الدول العربية.. أوجه نداءً صادقًا.. للمجتمع الدولى، وجميع الأطراف الفاعلة والمعنية.. أقول لهم:
«إن ثقة جميع شعوب العالم فى عدالة النظام الدولى تتعرض لاختبار.. لا مثيل له.
وإن تبعات ذلك.. ستكون كبيرة على السلم والأمن والاستقرار.. فالعدل لا يجب أن يتجزأ.. وحياة أبناء الشعب الفلسطينى. لا تقل أهمية.. عن حياة أى شعب آخر.
وهذا الوضع الحرج.. لا يترك لنا مجالًا.. إلا لأن نضع أيدينا معًا.. لننقذ المستقبل قبل فوات الأوان.. ولنضع حدًا فوريًا لهذه الحرب المدمرة ضد الفلسطينيين.. الذين يستحقون الحصول على حقوقهم المشروعة.. فى إقامة دولتهم المستقلة.. على خطوط الرابع من يونيو 1967.. وعاصمتها القدس الشرقية.
«إن الأجيال المقبلة جميعًا.. فلسطينية كانت أو إسرائيلية.. تستحق منطقة يتحقق فيها العدل.. ويعم السلام.. ويسود الأمن.. منطقة.. تسمو فيها آمال المستقبل.. فوق آلام الماضى».
أشكركم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.