الأحد 8 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد فوزه بجائزة « ذات أثر» بمهرجان أسوان الدولى لسينما المرأة المخرج مهند دياب: فيلم «نور عينى» يقدم قصصًا ملهمة لضعاف البصر

جاء فيلم «نور عينى» للمخرج مهند دياب مستشار وزيرة التضامن الاجتماعى للتوثيق المرئى، والحائز على جائزة «ذات أثر» بمهرجان أسوان الدولى لسينما المرأة، يحمل رسالة فنية وإنسانية عميقة ويتخذ منه الإنسان دروسا ملهمة للتغلب على الصعاب وتحقيق المستحيل، يسلط الفيلم الضوء على قصص أشخاص ضعاف البصر من 7 دول حول العالم وهى غانا، بتسوانا، أوغندا، فلسطين، مصر، جنوب إفريقيا، وهولندا ليحمل رسالة واحدة أن الأشخاص ذوى الإعاقة البصرية هم أشخاص قادرون على العطاء والإبداع والمشاركة فى المجتمع بشكل فعال، وعلى المجتمع أن يتيح لهم الدمج والتمكين حتى لا يصبح هو الإعاقة الحقيقية لهم، وقامت المدرسة العربية للسينما والتليفزيون تحت إشراف الدكتورة منى الصبان بسينما الهناجر فى دار الأوبرا المصرية بعرض الفيلم بحضور الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى. 



دور الفن فى التغيير 

أكدت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى أن هناك اهتماما من الوزارة بمتابعة الشاشة الكبيرة، خاصة تلك الأفلام التى تتناول القضايا الاجتماعية، كقضايا المواطنة واحترام وقبول التنوع، وقضايا صحة الأم والطفل والصحة الإنجابية والعلاقات الأسرية والتربية الإيجابية ومناهضة العنف الأسرى، ومناهضة التدخين وإدمان المخدرات، وقضايا حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة، وأهمية التعليم وقيمة العمل والإنتاج، وقضايا مناهضة ختان الإناث وزواج الأطفال والهجرة غير الشرعية، وخلال تناول الأعمال السينمائية لمثل هذه القضايا الاجتماعية، فإنها تساهمُ فى الكثير من الأحيان فى تنمية وعى المواطنين، بدعم منظومة القيم والسلوكيات الإيجابية والتى تؤدى لتحسين جودة حياة أفراد الأسرة، وبعض الأفلام تنمى الوعى المجتمعى من خلال نقد الأفكار والعادات والتقاليد التى تؤثر فى حياة الفرد والأسرة بشكل سلبى، وتغذى الركود والاتكالية والعنف والتمييز والتشدد الفكرى.

الفن والثقافة 

وأضافت: إن الكثير من الأفلام تساهم فى الترويج للخدمات التى تقدمها الدولة، خاصة للنساء والأطفال وكبار المواطنين فى الأسر الأولى بالرعاية،وتمتلك الوزارة مكتبة تضم 100 فيلم تسجيلى، يسلط الضوء على برامج الوزارة المختلفة، خاصة تلك التى تقدم للفئات الأولى بالرعاية، إيمانا بأحقية إتاحة سبل الفن والثقافة والإبداع للمواطن المصرى كجزء لا يتجزأ من حقه فى الحياة الكريمة، كما ساهمت الوزارة فى إنتاج مسلسل «ليه لأ» عن طيف التوحد، وكانت أول وزارة تنتج مسلسلا دراميا من خلال منصات التواصل الاجتماعى بعنوان أهل الحتة لمناقشة قضايا الوعى فى قالب درامى، وأنتجنا برنامج العباقرة لذوى الإعاقة القادرون باختلاف.

سينما الهناجر

يقول المخرج مهند دياب لروزاليوسف: فيلم نور عينى تم إنتاجه فى 2023 وتم التصوير فى 7 دول تحت رعاية منظمة «فيزيو» الدولية وهى منظمة متخصصة فى تقديم الدعم لضعاف البصر والمكفوفين فى هولندا، ويتناول الفيلم التحديات التى يواجهها ذوى الإعاقة من الأطفال والشباب والبالغين فى تلك الدول التى يجرى فيها تنفيذ برامج المنظمة، وقد رأت المنظمة فيلمًا سابقًا لى بمؤسسة بصيرة ونال إعجابهم وفكروا بترجمته باللغة الهولندية ولكن رئيسة المنظمة اقترحت على بعمل فيلم خاص لذوى الإعاقة البصرية وتم عمل الفيلم وتصويره بالدول السبعة وعملت منه فيلمًا فى كل دولة بأبطال مختلفين وخرج منه 5 أفلام أخرى للتوعية بقضايا أخرى مثل التنمر والدمج واستخدام المعاناة البصرية فى حياة الأشخاص ذوى الإعاقة وغيره، الفيلم تم عرضه فى كل دول العالم فتم عرضه فى السفارة الهولندية وفى نفس التوقيت تم عرضه أونلاين فى السبع دول وكل دولة كانت تحتفل بالمكفوفين ويتم عرض الفيلم، وبدأ يأخذ دورته فى المهرجانات وبدأ بالعرض فى مهرجان أسوان الدولى لسينما المرأة وحاز على جائزة «ذات أثر»، وشاهدته د. منى الصبان مدير المدرسة العربية للسينما والتليفزيون فنال إعجابها ودعت لعرضه فى عروض المدرسة العربية للسينما والتليفزيون فى سينما الهناجر.

العصا البيضاء

وأضاف دياب أهديت جائزة مهرجان أسوان للجانب الهولندى تقديرا لإيمانهم بالفكرة وتوثيقها فى 7 دول مختلفة ،بالإضافة لدعمهم للأشخاص ذوى الإعاقة البصرية، وكان العرض العالمى الأول فى كل الدول السبع فى يناير 2024، وجاء اسم الفيلم أثناء عملنا فى غانا من اسم الأغنية الموجودة بالفيلم «The light in my eyes» فكانت ترجمته العربية «النور فى عينى»، وبالتالى أطلقنا عليه «نور عينى»، وقصة الفيلم لأبطال حقيقيين بتجارب مختلفة فى دول متنوعة فنجد «بريسلا» فتاة من غانا سعى والدها لدمجها فى إحدى المدارس مما أثر على حياتها بشكل كبير، «جونيور» طفل من بوتسوانا يتمتع بالذكاء الشديد ولكنه يعانى من ضعف شديد فى البصر، ومن مرض أعداء الشمس كما نطلق عليه فى مصر، أما «كلير» فهى فتاة من أوغندا تعانى من فقدان البصر، نجحت فى العزف والغناء بشكل رائع وأصبحت رائدة فى هذا المجال، وهى من قامت بكتابة وغناء فيلم «نور عينى»، «شريهان» فتاة كفيفة من فلسطين تعمل فى الإذاعة الداخلية بإحدى المستشفيات، تمارس حياتها بشكل طبيعى، «عمر» شاب من مصر صاحب قصة ملهمة فى العمل والدمج المجتمعى، يعيش فى إحدى القرى الريفية ورغم المشاكل التى كان يعانى منها ومعاناته من ضعف نظره الشديد، إلا أنه نجح فى تخطى ذلك من خلال استخدامه للعصا البيضاء، «أونينكوسى» فتاة من جنوب إفريقيا كانت تسكن فى إحدى الولايات المحرومة من الخدمات، ولكنها انتقلت لولاية أخرى لتتمكن من الالتحاق بمدرسة مما كان له تأثير إيجابى على حياتها، وأخيرا «ميكى» طفل من هولندا يعانى من إعاقات كثيرة منها البصرية والحركية، بالإضافة لتعرضه لحادث مما دفع والدته لإقامة مشروع ترعى فيه الأشخاص ذوى الإعاقة الذين يعانون من نفس إعاقته.

توظيف الكاميرا

ومن جانبها تقول د. منى الصبان مديرة المدرسة العربية لتعليم فنون السينما، مخرج فيلم «نور عينى» مهند دياب هو تلميذ نجيب تعلم على يدينا وهو مجتهد، فرحت جدا بتكريمه لأنه يستحق فهو يعرض قضايا تهم المجتمع وتلمسه ،وبالتالى تزيد الوعى، ففيلم نور عينى يعرض مجموعة من الأشخاص ذوى الإعاقة البصرية وكل منهم يتعامل مع الإعاقة بشكل مختلف عن الآخر، ولكنه أثبت أن كل منهم يتمتع بمواهب أخرى ويستطيع أن يندمج بالمجتمع، ولكن على المجتمع أن يتيح لهم الفرص ويقوم بتشجيعهم ودمجهم، كما تم توظيف الكاميرا الدروان بالفيلم بطريقة محترفة جدا وأخذ لقطات رائعة.

وأضافت الصبان: الدكتورة نيفين القباج قالت إنه يتم تجهيز برنامج لفاقدى البصر لإمكانية حضور أفلام السينما مع الأشخاص العاديين فى نفس دور العرض، وقد قرأت عن هذا الموضوع فى مجلة أمريكية منذ حوالى 10 سنوات وتمنيت أن يتم عمله بمصر، أشعر بالسعادة عندما أشاهد أفلامًا لها قيمة وهدف وترتقى بالمواطن، فالأفلام لابد أن يكون لها رسالة إلى جانب المتعة.