الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
روزاليوسف..  لماذا هى مدرسة؟

روزاليوسف.. لماذا هى مدرسة؟

العام القادم تحتفل مجلة روزاليوسف بعيدها المئوى، وهذا الأسبوع يصدر عددها الـ5 آلاف.. بالنسبة لى فقد حييت 47 عامًا داخل تلك المدرسة العريقة بما يقترب من نصف عمرها.. رغم المدارس الصحفية المتميزة فى مصر، فإننى ومنذ التحقت بكلية الإعلام لم أتصور أن أكون صحفية فى غير روزاليوسف.. فقد كانت منبرًا لكل الاتجاهات السياسية ورغم تحول قيادتها بعد أحداث يناير 77 ، فإن الصحفيين اليساريين تآلفوا مع الشباب الجدد سواء كانوا يمينًا أو وسطًا أو ما زالوا فى مرحلة البحث.. كنت وما زلت أومن بالاشتراكية، تلك التى حث عليها الإسلام وتضمن التكافل الاجتماعى، لذلك أحببت روزاليوسف وكنت أستمع لجميع الآراء لأخلص إلى ذات الفكر الذى استقيته من قراءاتى.. التآلف الذى حدث رغم محاولة تغيير هوية روزاليوسف اليسارية ساعد معظم الصحفيين الجدد على تحقيق نجاحات ملموسة نتيجة الاستفادة من كبار الكتاب والصحفيين الذين لم يبخل معظمهم عن تقديم المعارف والتجارب وفنون الكتابة الصحفية.



الانتماء السريع يصيب كل من يدخل صرح روزاليوسف، الارتباط بالجدران والمكاتب والأروقة وورق الدشت، ثم تجمعات الزملاء وتناول القضايا الراهنة ومناقشات تصل إلى درجة التشاجر من أجل إثبات كل واحد صحة آرائه، ثم تهدأ التحاورات ليعود الزملاء إلى التصالح كأن شيئًا لم يكن.. روزاليوسف وصباح الخير المجلتان الوحيدتان من جميع الصحف والمجلات لا يوجد لديها كشف حضور، ليس مهمًا أن تتواجد، المهم الإنتاج الصحفى، كم ونوع الموضوعات الصحفية هما الفيصل.. حرية الحضور أى وقت ربط صحفيى روزا بالمكان أكثر، لذلك بعد إجراء الحوارات أو التحقيقات الصحفية كنا نحرص على استكمال اليوم بالمجلة.. لنجد أنفسنا أن حياتنا على مدار سنوات نعيش داخل روزا أكثر مما عشنا فى بيوتنا.

أما عن الأساتذة الكبار، فأدين بالعرفان لكل من علمنى فى بداية عملى، مع حفظ الألقاب عبدالله إمام الذى كان يوجهنى لمصادر سياسية قابلتها وحققت من خلالها أعمالاً صحفية جيدة منهم أمين هويدى، محمد حلمى مراد، ممتاز نصار، عبد العزيز الشوربجى، فتحى رضوان وغيرهم من الساسة الكبار.. العرفان لعظيمات روزا عايدة العزب موسى المتخصصة فى الشأن الأفريقى التى كانت كلما رأتنى تطلق على الصحفية المبتسمة دائمًا مرددة: إيه التفاؤل ده؟! ثم فوزية مهران الأديبة الرائعة التى لا تسمع منها إلا همسًا، فايزة سعد التى كلما رأتنى تردد: كلهم بيقولوا إنك شقيقتى ألفت سعد.. أذكر أنى أجريت تحقيقًا موسعًا حول هضبة الأهرام وحضر إلى المجلة الشاب وقتها الدكتور زاهى حواس الذى دائمًا ما ردد أن أول تعامل له مع الصحافة كان معى على صفحات روزاليوسف.. بعد الانتهاء من التحقيق وجدت أمامى كمية من المعلومات المهمة تملأ عشرات الصفحات، وقعت فى حيص بيص، كيف أوجز تلك المعلومات فى عدد محدد من صفحات روزا والشغل مطلوب سريعًا للديسك؟ وهنا أنقذتنى سامية عطالله وكانت من جيل الوسط فى روزا وساعدتنى فى ترتيب كتابة التحقيق حسب أهمية المعلومات.. حتى الأساتذة الذين لم يقتربوا منا نحن جيل الشباب وقتها تعلمنا من أحاديثهم الكثير فقد وضعوا لنا أسس الكتابة الصحفية .. كانوا لنا قدوة وحتى بعد رحيلهم أثرت كتاباتهم فى أجيال روزاليوسف السابقة والحالية، لذا كانت وستظل دائمًا المدرسة الصحفية المتميزة.