الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
فى ذكراه.. الوسيم  بين الفن والواقع

فى ذكراه.. الوسيم بين الفن والواقع

هو ذلك الشاب الوسيم خفيف الظل والفتى المدلل و«الدنجوان» العصرى المغامر والمنفلت معبود الحسناوات اللاتى يقعن فى غرامه فى علاقات حب ساخنة ومتحررة.. ولد أحمد رمزى فى مطلع ثلاثينيات القرن الماضى (23 مارس 1930 – 28 سبتمبر 2012) وبدأ مسيرته الفنية بفيلم «أيامنا الحلوة» مع «عمر الشريف» و«عبدالحليم حافظ» و«فاتن حمامة».. وجسد شخصيات مختلفة فى أكثر من مائة فيلم مع كبار المخرجين، منهم «يوسف شاهين» و«بركات» و«فطين عبدالوهاب» و«حلمى حليم» و«صلاح أبوسيف».. إلخ.



ومن أفلامه البارزة «لا تطفئ الشمس»، «النظارة السوداء»، «ليلة الزفاف» و«عائلة زيزى»، «الحب تحت المطر»، «حكاية وراء كل باب»، «صراع فى المينا»، «لن أعترف»، «ابن حميدو»، «إسماعيل يس فى الأسطول»، «جنون الشباب»، «ثرثرة فوق النيل»، «الأحضان الدافئة»، «الوسادة الخالية».. إلخ.

والحقيقة التى يمكن استخلاصها من خلال مسيرة هذا الفنان البازغ الموهبة أنه كثيرًا ما يختلط الأمر على المتلقى فيتصور أن الشخصية التى يجسدها الممثل على الشاشة تتطابق مع شخصيته فى الواقع فوحش الشاشة و«ملك الترسو» فريد شوقى و«المليجى» و«توفيق الدقن» و«عادل أدهم» أشرار عتاة فى الحياة كما هم فى السينما.. وأمينة رزق نواحة بكاءة كما نراها فى أفلام ميلودرامية زاعقة.. و«فاتن حمامة» رقيقة مهضومة الحق مغلوبة على أمرها.. ضحية ظلم وغبن وقهر.. وأحمد رمزى شاب مستهتر طائش لا يقيم للأخلاق المرعية والفضائل البشرية وزنًا، وبالتالى ما إن يظهر على الشاشة وهو يرتبط فى أذهان المشاهدين بنموذج الغر المفتون بوسامته يطارد الجميلات ليوقعهن فى شباكه.. وغالبًا ما يتخلى عنهن بنذالة أو يزين لهن طريق الانحراف.

لكن رغم اختلاط ما هو خيالى بما هو واقعى عند المتلقى.. فقد كان «أحمد رمزى» نجمًا محبوبًا لدى الجماهير فمشاهد الخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات لم يكن يصدر أحكامًا أخلاقية على الفنان ولا على الأعمال الفنية ويتسامح مع ذلات الشخصية وضعفها الإنسانى وتستهويه المتعة الجمالية والأداء المقنع.. لكن حينما دار الزمن اللعين دورته ومررنا بعصر التكفير والتحريم والتجريم وفرض الوصاية الدينية والأخلاقية على الفن والفنانين وانتشار ثقافة الحلال والحرام والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر أصبح الظلاميون يحاكمون الممثل على دوره محاكمة أخلاقية على اعتبار أن السكير على الشاشة سكير فى الواقع.. والعاهرة فى الفيلم عاهرة فى الحياة.. لذلك من حسن الحظ أن الفنان الجميل «أحمد رمزى» أبدع وتألق فى زمن الحرية والتحضر واعتزل الفن قبل أن يدرك زمن التشدد والوصاية.