لبيب يدعو والخطيب يلبى.. القلعة البيضاء تستقبل النسر الأحمر بعد خصام دام 15عامًا

بعد فترة من الجفاء والبُعد والتخبط الإدارى بين قطبى الكرة المصرية الزمالك والأهلى، حدثت انفراجة وتقاربت المسافات وزالت المشكلات، وتجمعت إدارات كل من الأهلى، والزمالك، بعد لقطة مضيئة من مجلس الأبيض الجديد برئاسة حسين لبيب، وتلبية راقية من مجلس القلعة الحمراء، بقيادة الأسطورة المصرية والإفريقية، محمود الخطيب، ليكون يوم الإثنين الماضى يومًا مشهودًا حين فتحت القلعة البيضاء أبوابها وهى مزينة بالألوان الحمراء.

 وسط جموع غفيرة تشهد هذه اللحظة التاريخية بزيارة الوفد الأهلاوى، ميت عقبة، بعد عزوف متعمد، واختلاف شديد ساق إدارات الفريقين لساحات المحاكم، وكانت الحدة هى الظاهرة، والتراشق بالألفاظ والهجوم المستمر، هو الحال، ليتحول الحال وتتغير المواقف وتصفى النفوس بحركة ذكية من لبيب البيت الأبيض واستجابة بشياكة من خطيب القلعة الحمراء.

وتعتبر زيارة الأهلى لنادى الزمالك، الأولى من نوعها منذ سنوات، وتأتى هذه الزيارة الودية ترسيخًا للعلاقات الوطيدة بين الناديين الكبيرين والجماهير العريقة على مر العصور والأجيال، حين وصفها مجلس إدارة الأهلى، بعودة العلاقات المتميزة بين قطبى الرياضة المصرية والتى كانت دائمًا حاضرة فى كل زمان ومكان، وكلاهما يحمل تقديرًا كبيرًا للآخر بالرغم من المنافسة الشريفة بين الناديين فى مختلف اللعبات الرياضية، وأشار النادى الأهلى إلى أن الفترة الأخيرة شهدت العديد من المواقف الإيجابية، التى تعكس أواصر الحب والروح الطيبة بين الكيانات الرياضية الكبيرة التى تسهم فى دعم ومساندة كل المنتخبات الوطنية.

يوم للتاريخ بين القطبين  خارج الملعب

شهد يوم الإثنين الماضى، زيارة تاريخية للنادى الأهلى برئاسة محمود الخطيب، لمقر نادى الزمالك بميت عقبة، لتهنئة مجلس الأبيض بفوزه فى الانتخابات لأول مرة منذ 15 عامًا. وكان مجلس إدارة نادى الزمالك قد دعا مجلس إدارة النادى الأهلى لزيارة مقر النادى، عقب الفوز فى الانتخابات فى شهر أكتوبر الماضى.

ولبى مجلس الأهلى الدعوة وقام بزيارة نادى الزمالك، بعد 4 أشهر من الانتخابات.وكان الأهلى ينوى القيام بهذه الزيارة منذ فترة، لكن وفاة نائب رئيس الأهلى العامرى فاروق، أجلتها.

وتعد هذه الزيارة هى الأولى منذ 15 عامًا، حيث كان آخر زيارة عندما قام حسن حمدى رئيس مجلس إدارة النادى الأهلى الأسبق، بزيارة نادى الزمالك، عقب نجاح ممدوح عباس فى انتخابات القلعة البيضاء عام 2009. وشهدت الفترة الماضية توتر العلاقات بين مجلسى الأهلى والزمالك، وانقطاع التعاون بين الناديين فى الكثير من المجالات والقضايا، قبل أن تأتى هذه الزيارة، التى من شأنها أن تُحسِّن العلاقات بين الناديين من جديد إلى سابق عهدها؛ حيث من المفترض أن تعود العلاقات بين النادى الأهلى والزمالك فى الفترة المقبلة، بعد هذه الزيارة من حيث التعاون فى بعض القضايا خلال المرحلة المقبلة.

وقد شهدت الفترة من 2005 حتى 2011، ما يعرف بالهدنة بين الأهلى والزمالك، وهى عدم دخول أى من الناديين فى مفاوضات مع لاعب فى صفوف الآخر، ولكن تلك الهدنة انتهت مع قدوم مجلس إدارة المستشار مرتضى منصور عام 2014 فى رئاسة نادى الزمالك، عندما حاول التعاقد مع عبدالله السعيد لاعب النادى الأهلى وقتها فى يناير 2018، وساهمت مفاوضات الزمالك مع عبدالله السعيد، فى رحيل اللاعب عن صفوف النادى الأهلى وقتها.وقام النادى الأهلى بالرد على هذه الصفقة، بالتعاقد مع محمود عبدالمنعم كهربا فى 2019، بعدما فسخ عقده مع نادى الزمالك من طرف واحد، لينضم فى صفقة انتقال حر للنادى الأحمر. ومن المفترض أن تُسهم هذه الزيارة فى عودة الهدنة بين الناديين من جديد، وعدم خطف أى من الناديين لاعبًا من صفوف الآخر.

أقوال مأثورة للخطيب ولبيب 

قال حسين لبيب رئيس مجلس إدارة نادى الزمالك، إن زيارة مجلس إدارة الأهلى برئاسة محمود الخطيب للقلعة البيضاء ترسى مبادئ الرياضة الحقيقية وكسب الروح الرياضية دون تعصب وتمحو الفترة العصيبة التى كانت فيها الصراعات قائمة، ولكن نادى الزمالك يرسى المنافسة الشريفة مع الأهلى وأتمنى أن تظل كذلك، ونتمنى عودة الروح الرياضية ونسيان الفترة السابقة، وتعهد بفتح صفحة جديدة مع الجميع سواء مع وسائل الإعلام أو أى جهة أخرى، ونريد تغيير الصورة الذهنية لنادى الزمالك، وأن تكون علاقتنا مع كل الأندية وعلى رأسها الأهلى فى حالة جيدة مادام كل مسئول يدافع عن حقوق ناديه دون اتهامات لأى نادٍ آخر.

ومن جانب القلعة الحمراء، صرح الخطيب، بعد تقديم الشكر إلى مجلس الزمالك على دعوته الكريمة لزيارة ناديه، وأعرب عن سعادته بحسن الاستقبال والاستضافة، لافتًا إلى أن الزيارة تأجلت بسبب الظروف التى ألمت بالنادى ووفاة الوزير العامرى فاروق، رحمة الله عليه.

وأكد رئيس الأهلى، أن علاقة النادى الأحمر بالزمالك تاريخية وطيدة وقائمة على الاحترام المتبادل، وأنها تظل راسخة وثابتة، ولن ينال منها الأفراد حتى لو حدثت على فترات بعض الأمور غير المألوفة أحيانًا ونادرًا، وأن الأهلى والزمالك يمثلان عمودى الرياضة مع أشقائهما من الأندية، وأن التاريخ الرياضى شاهد على الكثير من المواقف التى جمعت الناديين فى خدمة الرياضة المصرية على مر الأجيال، وأكد أن مصر تخوض تحديات عديدة خلال الوقت الحالي، وهو ما يستوجب تكاتف كل الكيانات العريقة مثل الأهلى والزمالك وكذلك كل المؤسسات الوطنية سواء رياضية أو غير رياضية، فى ظل الثقة الكبيرة فى الدولة وقياداتها وعلى رأسها فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى.