51 عامـًا على التحفة الفنية (The Dark Side of the Moon)

بعد أسبوع واحد من نشر هذا المقال، سيكون مر 51 عامًا على واحد من أهم الألبومات الموسيقية فى التاريخ (the dark side of the moon) لفريق موسيقى الـ«rock» الأسطورى «Pink Floyd»، ولن أجد مناسبة أفضل من ذلك للحديث عن هذا العمل المبدع، وأيضًا للحديث عن تأثيره علينا فى مصر.

 

الألبوم يبدأ بصوت نبضات القلب، وينتهى أيضًا بها، وبينهما نستمع إلى أغانى منفصلة فى الموضوعات، متصلة فى الرسالة العامة للألبوم التى تتحدث عن التحديات التى يمر بها الإنسان منذ ولادته حتى لحظة وفاته.

‏(Speak to Me)    عبارة عن مدخل للعمل، بصوت نبضات القلب، وبعض المؤثرات الصوتية المأخوذة من باقى أغنيات الألبوم.

‏«Breathe In the Air»، فى هذه الأغنية يتم تشبيه الإنسان بالأرنب الذى يقوم بحفر الثقوب فى الأرض ليختبئ من الأعداء، ولكن بعدما ينتهى من حفر إحدى الثقوب، يحفر واحدة أخرى، ولا يوجد وقت للراحة وكأن الحلم المنتظر لا يأتى مهما حاولنا السعى إليه.

‏«On the Run»، مجرد تعبير بمؤثرات صوتية، بضجيج مزدحم، وأصوات إلكترونية لتعطينا شعورًا عن شخص يركض فى المطار كى يلحق بميعاد رحلته.

«Time» تبدأ بتجميعة لأصوات أجراس الساعات والمنبهات، والتى سجلت بشكل حقيقى واقعى من متاجر مشهورة فى إنجلترا، لإعطاء حالة من الواقعية، ومن حيث الموضوع، فهى تتحدث عن وقت الإنسان فى ظل حكم المجتمع الرأسمالى، وكيف نحاول أقصى ما نستطيعه حتى لا نشعر بضياع عمرنا ووقتنا.

‏«The Great Gig in the Sky»، أداء صوتى أيقونى للمغنية الأوبرالية «كلير توري»، بدون كلمات أو ألحان، كتعبير مجرد عن العاطفة بدون أى مؤثرات كلامية أو لحنية    

‏«Money»تعبر عن جشع الرأسمالية، وأن الإنسان المعاصر أصبح لا يستطيع أن يتوقف عن شراء المنتجات، وعلى المستوى الموسيقى فتم استخدام أصوات ماكينات سحب الأموال وكذلك قام أعضاء الفرقة بإلقاء النقود المعدنية من أعلى لأسفل ومزجوا كل ذلك مع موسيقى الـ«rock» بإيقاع موسيقى معقد 4/7.

‏«Us and Them»، عن الحروب وكيف لا تملك الشعوب إرادتها، وأحيانًا يموت المرء بسبب سعر كوب من اللبن أو عبوة من الشاى، وواضح تأثر الفريق فى الأغنية بقصة والد عازف الباص جيتار «روجر ووترز»، صاحب فكرة الألبوم وكاتب جميع الأغنيات، الذى توفى فى الحرب العالمية الثانية.

‏«Any Color You Like» معزوفة موسيقية للتعبير عن أى لون ممكن أن نختار من ألوان «قوس قزح» المرسومة على غلاف الألبوم، بعد سماعنا إلى كل هذه القصص الإنسانية السوداوية.

«Brain Damage» عن بعد ما مررنا به من قصص فى الألبوم، حتمًا سنصل إلى «الجناون»، وهى تحكى عن قصة تطوير إحدى الحدائق العامة التى كان يلجأ إليها الناس للهروب من صراعات الحياة، وبعد تطويرها وتحديثها تم وضع سور حديدى حولها يمنع الناس من الوصول إليها، وإذا حاول أحد دخولها باقتحام الأسوار، يطلق عليه مختل.

‏«Eclipse» هى الأغنية الختامية للعمل، والتى تؤكد على أن الشمس مصدر الحياة ولكن فى وقت ما يستطيع جسم صغير مثل القمر حجب نورها، ولأن هناك «جانب مظلم من القمر» غير شاعرى، وغير رومانسى.

أثناء التحضير للألبوم، كان يقوم أعضاء «بينك فلويد»، بتسجيل مقاطع صوتية مع الأشخاص الذين يتعاملون معهم ويسألونهم: «كم مرة استخدمت العنف؟ هل كنت تعتقد أنك على حق عندما استخدمت العنف؟ هل تشعر بأنك عاقل أم مجنون؟ هل تخشى الموت؟» وهكذا من الأسئلة الفلسفية، والمدهش أن إجابات المحيطين بالفريق تم استخدامها بأصوات أصحابها فى خلفية الأغانى لتعطى شعورًا واقعيًا مفسرًا للفلسفة التى بنى عليها واحد من أهم وأعظم الأعمال الموسيقية فى التاريخ الإنسانى.

ولن أجد ختامًا لحديثى عن هذا العمل البديع أبلغ مما قاله روجر ووترز: «إذا شعرت بأنك الشخص الوحيد... وبأنك تبدو مجنوناً لأنك ترى كل شيء مجنونًا، فأنت لست وحيدًا».