الإثنين 8 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تزايد الدعوات الصهيونية المتطرفة الداعية إلى احتلال غزة وسيناء مجددًا

لايزال الكيان الصهيونى يضع أرض سيناء كهدف لتصحيح ما اعتبره حاخاماته «خطأ دينى لا يغتفر» عقب الانسحاب منها بعد هزيمة أكتوبر 73 ونفس الأمر مع غـزة بعد فك الارتباط بها عام 2005، وقال الأزهر فى  أحدث تقرير صدر عن مرصد الأزهر أن التصريحات الصهيونية العنصرية المتطرفة تبرز الوجه القبيح لهذا الكيان الإرهابى الذى لا تتوقف مطامعه عند حد الاستيلاء على الأراضى الفلسـطينية، وإنما تتعدى ذلك إلى التطلع للتوسع على الأراضى العربية والإسلامية، وفى مقدمتها أرض سيناء الحبيبة.



 

لفت إلى أنه خلال مؤتمر عن الاستيطان فى غزة، قال الحاخام الصهيونى المتطرف، «عوزى شارباف»، «خلال هذه الفترة العظيمة، التى تُسمى «فترة قرب قدوم المسيح»، نحن نعيش أيامًا فتحنا فيها فتحًا عظيمًا؛ واصفًا المجزرة الجارية فى غزة بأنها لمواصلة تحرير أرض إسرائيل -المزعومة- فى غزة وما حولها... ولا ريب فى أننا بحاجة إلى الدعاء وبذل كل شىء كى نستطيع تحرير منطقة سيناء كلها حتى نهر مصر [النيل]»؛ إذ هى حسب زعمه «جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل -المزعومة-، وقدسيتها من قدسية أرض إسرائيل المزعومة».

وتعقيبًا على هذه التصريحات؛ فإن هذا الحاخام المتطرف هو أحد ثلاثة من التنظيم السرى اليهودى المحكوم عليهم بالسجن المؤبد مدى الحياة نتيجة ارتكاب عمليات إرهابية ضد الفلسطينيين فى أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، ومحاولات تفـجير مصلى قبة الصخرة وتفجير حافلات فلسطـينية بالقدس المحتلة، لكن بعد ضغوط جماهيرية كبيرة ومن قبل بعض كبار المسئولين اليهود تم إطلاق سراح جميع سجناء التنظيم السرى بعد بضع سنين. 

كما يؤكد المرصد أن هذا الكيان الصهيونى، منذ أول يوم خيّم شبحه على الأرض المباركة، وهو يُصرح بأن أرض اليهود الموعودة –وفق زعمهم- تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات، موظِّفين النصوص الدينية الواردة فى التوراة لإثبات أحقيتهم المزعومة فى الأراضى الإسلامية والعربية، مطوعين تلك النصوص لخدمة أهدافهم الاستعمارية فى المنطقة خلال الحروب المتعاقبة التى شنوها على الدول المحيطة بهم منذ أن لفظتهم كل بقاع الأرض لقبح طباعهم وسوء جوارهم.

ويشدد المرصد على أن النصوص التوراتية التى يستدلون بها، لا تُثبت لهم حقًا فى أرض فلسطين؛ إذ توراتهم نفسها تثبت تواجد أصحاب الأرض الأصليين بها وعدم تخليهم عنها فى أى مرحلة زمنية، كما أن تلك النصوص التى يتشبثون بها نزلت فى أجيال معينة من بنى إسرائيل، ووفق شروط دينية محددة، لا تمتد عنهم إلى غيرهم، ولا تنسحب على زمن غير زمن نزولها. 

وقال الأزهر: «إنه على هؤلاء اليـهـود أن يحكموا العقل والمنطق وأن يسألوا أنفسهم لماذا لم يتحقق هذا الوعد الإلهى فى حياة سيدنا موسى عليه السلام؟ فهذا الوعد الإلهى مشروطٌ فى التوراة بقيد الطاعة والاستقامة، وتذكر التوراة نفسها أنهم لم يلتزموا بذلك وأخلوا بهذه الشروط؛ فكذبوا أنبياء الله وكفروا بهم وقتلوهم، وحادوا عن الطريق المستقيم، وعبدوا آلهة الشعوب الأخرى من الأوثان وغيرها، وبالتالى تحل عليهم اللعنات والشتات فى بقاع الأرض، ويسقط الوعد الإلهى لهم، حيث ورد فى سفر التثنية: «وَتَأْتِى عَلَيْكَ جَمِيعُ هذِهِ اللَّعَنَاتِ وَتَتَّبِعُكَ وَتُدْرِكُكَ حَتَّى تَهْلِكَ، لأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ الَّتِى أَوْصَاكَ بِهَا. فَتَكُونُ فِيكَ آيَةً وَأُعْجُوبَةً وَفِى نَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ.... وَكَمَا فَرِحَ الرَّبُّ لَكُمْ لِيُحْسِنَ إِلَيْكُمْ وَيُكَثِّرَكُمْ، كَذلِكَ يَفْرَحُ الرَّبُّ لَكُمْ لِيُفْنِيَكُمْ وَيُهْلِكَكُمْ، فَتُسْتَأْصَلُونَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِى أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكَهَا. وَيُبَدِّدُكَ الرَّبُّ فِى جَمِيعِ الشُّعُوبِ مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَائِهَا».

ويؤكد مرصد الأزهر أن بنى إسرائيل لم تدم لهم عيشة هنية فى أرض فلسـطين على مر العصور، بل كان تاريخهم أشبه بنكبات متلاحقة عليهم، وهذا يبطل امتلاكهم الأرض الموعودة بموجب الوعد الإلهى المشروط.

ويحذر المرصد من استغلال الأوضاع الجارية، فى ظل وجود واحدة من أكثر الحكومات تطرفًا، للمطالبة بتمديد حدود هذا الكيان على حساب الأراضى الفلسطينية والعربية الإسلامية، خاصة أن سلطات الاحتلال لا ترسم حدودا واضحة لكيانهم، مستغلين فى ذلك النصوص التوراتية المتباينة فى مسألة تحديد الأرض الموعودة لهم –كذبًا وبهتانًا- لتبرير أى تمدد فى حدودهم، وهو ما حدث كثيرًا فى ظل حروب سابقة. والحديث مؤخرًا بات منصبًا على غزة الفلسطينية وسيناء المصرية؛ فى ظل مخطط التهجير الذى صرح به الاحتلال كثيرًا فى الآونة الأخيرة.

وينبه المرصد على أن الكيان الصهيونى وأذرعه المتطرفة يضعون أرض سيناء الحبيبة نصب أعينهم، كهدف للاستيلاء عليها فى أى فرصة سانحة، وأن كثيرين من حاخاماتهم يرون الانسحاب من سيناء، عقب هزيمتهم فى حرب أكتوبر 73، خطأ دينى لا يغتفر، والأمر ذاته مع الانسحاب من غزة عام 2005م؛ لذا يرون أن الفرصة قد واتتهم لتصحيح أخطاء الماضى، وإعادة احتلال غـزة والضفة، ومن ثم تحول الأنظار إلى أرض الفيروز سيناء المصرية.