الإثنين 8 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

سيمفونية وطنية بروح الجمهورية الجديدة «يحيا شبابك يا بلد»

سطَّر المصريون فى الانتخابات الرئاسية 2024 ملحمة وطنية مختلفة الأبعاد، أهم فصولها أنها أظهرت أننا أمام جيل جديد من شباب الجمهورية الجديدة أكثر وعيًا وإدراكًا، لا تضلله الشائعات ولا ينحرف عن المسار الوطنى، أدرك أن صوته الانتخابى ليس مجرد ورقة فى صندوق؛ بل حجر لبناء دولة، فاصطف فى مشاهد غير مسبوقة للمشاركة فى السباق الرئاسى، ليصبح «الحصان الأسود» فى انتخابات تاريخية تروى حكاية شعب.



انتهت  الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية 2024، الثلاثاء الماضى، فى انتظار إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات النتائج الرسمية، الاثنين 18 ديسمبر الجارى، وفقا لما جاء بالجدول الزمنى للعملية الانتخابية.

وعلى مدار 3 أيام من 10 إلى 12 ديسمبر الجارى تصدر الشباب المشهد الانتخابى، باصطفافهم أمام لجان الاقتراع بكل اللجان على مستوى المحافظات، فى مشهد استثنائى وغير مسبوق؛ إذ اعتاد المتابعون على مدار استحقاقات انتخابية كثيرة على عزوف الشباب عن المشاركة، بدوافع مختلفة لكن نتيجتها واحدة.

مشاركة الشباب لم تقتصر على الإدلاء بالأصوات، بل شهدنا مشاركة الآلاف منهم كمتطوعين للتوعية بأهمية الاستحقاق الانتخابى وتحفيز المواطنين على المشاركة الإيجابية، بجانب تواجدهم أمام لجان الاقتراع لمساعدة كبار السن وذوى الهمم، والتيسير على الناخبين بشكل عام للإدلاء بأصواتهم.

وهذا ما أكده المستشار أحمد بندارى، مدير الجهاز التنفيذى للهيئة الوطنية للانتخابات، بقوله إن الاستحقاقات الانتخابية المتعلقة بالانتخابات الرئاسية خلال الأعوام 2014، و2018 كانت الكثافة فى المشاركة بالإدلاء بالصوت بين فئة السيدات، بينما اختلف هذا الأمر فى انتخابات 2024، بزيادة إقبال واهتمام الشباب بالمشاركة الإيجابية فى التصويت، وفقًا لما رصدته الهيئة الوطنية للانتخابات ومختلف وسائل الإعلام والمتابعون للانتخابات.

وأوضح أن الهيئة كانت قد استعدت للانتخابات بطباعة نحو 70 % من البطاقات من إجمالى من يحق لهم التصويت من المقيدين بقاعدة بيانات الناخبين، وذلك قياسًا على نسب التصويت فى الاستحقاقات الانتخابية السابقة مع إضافة هامش بسيط عليها.

«ملحمة شبابية» 

قال النائب محمود القط، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن الانتخابات الرئاسية 2024 شهدت إقبالًا وتصويتًا لم تشهده أى انتخابات سابقة بمشاركة كل فئات الشعب المصرى، ويرجع ذلك لعدة أسباب من بينها استشعار الشعب بأن هناك تحديات ومخاطر تتطلب الاصطفاف خلف الدولة المصرية.

وأضاف «القط» فى تصريحات لـ«روزاليوسف»، إن الشباب هم الحصان الأسود فى الانتخابات الرئاسية، بمشاركتهم بنسب غير مسبوقة وخاصة الفئة العمرية من 18 إلى 25 عامًا، وهذا عبّر بشكل واضح عن إدراكهم الكامل لما يحاك للدولة من مؤامرات وما يحيط بها من مخاطر.

وأكد عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أن «الملحمة الشبابية» كانت بمثابة إعلان منهم عن المشاركة فى جميع المحافل السياسية والمجتمعية المقبلة، خاصة أن الانتخابات الرئاسية شهدت أكبر نسبة مشاركة من المتطوعين الشباب فى تاريخ الاستحقاقات على مدار السنوات العشر الماضية، لافتًا إلى أن تنسيقية شباب الأحزاب وصل عدد المتطوعين معها أكثر من 20 ألف متطوع، إضافة لعشرات الآلاف من المتطوعين بالحملات الرئاسية الأربعة، وكذلك شباب الأحزاب من مختلف الاتجاهات، وهذا يؤكد أن الشباب أصبح مهتمًا بالتطوع والاندماج فى الحياة السياسية والاجتماعية.

وأشار «القط» إلى أن الانتخابات تعد انطلاقة وبداية شبابية جديدة، خاصة أنها كشفت أن الشباب المصرى لم يتأثر بكل ما كان يبث له من سموم فى الإعلام المُعادى خلال الفترات السابقة، سواء بمقاطعة الانتخابات أو محاولة تضليله حتى لا يكون عضوًا فاعلًا فى المجتمع، متابعًا: «نحن أمام جيل جديد للجمهورية الجديدة أكثر وعيًا وإدراكًا». 

كما لفت إلى أن المحافظات الحدودية كان لها رأى وقرار مهم، بأن تعلن أنها الظهير الاستراتيجى للدولة من جميع الحدود، وأنها أيضًا تعى جيدًا قيمة ما نالته من تنمية على مدار الأعوام الماضية جعلها تشعر بالمسئولية تجاه الوطن.

مشهد ديمقراطى تاريخي

أكد النائب تيسير مطر «رئيس حزب إرادة جيل وأمين عام تحالف الأحزاب المصرية»، أن العملية الانتخابية منذ يومها الأول كانت نموذجًا فى ممارسة الديمقراطية بحرية كاملة، وهو ما أوصلنا للمشهد التاريخى فى الإقبال على التصويت بالانتخابات.

وقال «مطر» فى تصريحات لـ«روزاليوسف»، إن الملحمة الوطنية التى صنعها الشعب المصرى بمختلف فئاته وأطيافه، كان الشباب أحد أهم أضلاعها بمشاركته غير المسبوقة - سواء بالإدلاء بصوته أو كمتطوعين- الأمر الذى يعد بمثابة رسالة للعالم بأننا نتمتع بحرية ومناخ ديمقراطى ربما أكثر من دول متقدمة، موجهًا التحية والتقدير للشباب على وعيه وإدراكه لأهمية مشاركته الإيجابية فى الانتخابات لرسم مستقبل مصر.

وأوضح أن المشهد المُشرف لمشاركة الشباب كان نتاجًا لتحركات عديدة سواء من الأحزاب أو مؤسسات الدولة، حيث أعطت الأحزاب الفرصة للشباب للانخراط فى العملية السياسية بإشراكهم بشكل فعال فى مختلف المشاركات السياسية، فيما منحت القيادة السياسية الشباب الثقة من خلال عقد مؤتمرات الشباب وغيرها من المنتديات الدولية المهمة.

وأضاف إن الانتخابات كانت فرصة جيدة للأحزاب لتثبت مدى قوتها على أرض الواقع وقدرتها على التواصل مع المواطنين، خاصة فى ظل الدعم الحزبى الواسع للمرشح عبدالفتاح السيسى، وكذلك الدعم الذى تلقاه المرشحون الثلاثة كونهم رؤساء أحزاب.

ووجه رئيس حزب إرادة جيل، الشكر للهيئة الوطنية للانتخابات لتسهيلها جميع إجراءات العملية الانتخابية، وكذلك وسائل الإعلام وخاصة الشركة المتحدة على الحيادية والمصداقية والوقوف على مسافة واحدة من كل المرشحين، إضافة للشرطة المصرية ودورها فى تأمين اللجان والناخبين، مؤكدًا أن كل تلك المعطيات منحت العملية الانتخابية شفافية ومصداقية أكبر، كان نتاجها تلك المشاركة الواسعة وخاصة فئة الشباب.

ثروة مصر المستقبلية

قال الدكتور أحمد إدريس أمين التنظيم المركزى بحزب الحرية المصرى، إن مشاركة الشباب من اليوم الأول فى العملية الانتخابية كانت غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن تلك المشاركة ظهرت ملامحها منذ بدء الإعلان عن الجدول الزمنى للانتخابات، بتحريرهم توكيلات المرشحين بأعداد كبيرة جدًا مقارنة بأى انتخابات سابقة، ثم حضور الندوات والمؤتمرات الانتخابية بصورة مكثفة.

وأضاف «إدريس» لـ«روزاليوسف»، إن المشاركة الكبيرة أكدت وعى الشباب المصرى بأن «ورقة التصويت بمثابة حجر بناء للدولة»، مؤكدًا أن تلك المشاركة نتاج دعم الدولة للشباب خلال السنوات الماضية، بدءًا من الدفع بهم فى مناصب قيادية، وإشراكهم فى العمل التطوعى، وصولًا إلى مؤتمرات الشباب التى كانت منصة تواصل بينهم وبين القيادة السياسية مباشرة، فى مشهد لا نراه فى أى من دول العالم.

وأكد أمين التنظيم المركزى بحزب الحرية المصرى، أن ثروة مصر هى الشباب، لذا عكفت الأحزاب على إشراكهم فى العملية السياسية للاستفادة من طاقاتهم وأفكارهم الطموحة، قائلًا: «كن مؤيد أهلًا بك، أو معارض مرحب بك.. لكن لا تكن مخرب أو سلبى»، مؤكدًا أن الأحزاب أصبح لديها وعي كامل بأهمية تواجد كوادر شبابية داخلها لصناعة أجيال جديدة.