السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

خطط لتقديم المساعدات للدول العربية مشروطة بقبولها اللاجئين الفلسطينيين تحذيرات من محاولات إسرائيلية لدفع مليون فلسطينى نحو سيناء

منذ تفجر الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية فى غزة، يوم السابع من أكتوبر الماضى إثر هجوم حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية فى غلاف غزة، حذرت القاهرة من تهجير الفلسطينيين، والدفع بهم إلى سيناء. وقبل أيام أكد الرئيس المصرى فى كلمته خلال مؤتمر «تحيا مصر» أن التهجير القسرى للفلسطينيين خط أحمر، لا تقبله مصر ولن تسمح به، وحذر من أنه إذا خرج الفلسطينيون من أراضيهم فلن يعودوا إليها مرة أخرى. وفى تصريحات صادمة حذر فيليب لازارينى مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، من أن الهجوم الإسرائيلى على جنوب قطاع غزة، قد يدفع مليون نازح إلى الحدود المصرية.



وقال لازارينى فى منشور عبر حساب الأونروا على منصة «إكس»، «من المرجح أن يرغب سكان غزة فى الفرار إلى الجنوب، وإلى ما وراء الحدود».

وبعدها بساعات قليلة وخلال لقاء للرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى مع كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكى، على هامش أعمال «الدورة الـ28 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المُتحدة الإطارية لتغير المناخ» فى دبى نوقش الوضع فى غزة، إذ أعلنت الرئاسة المصرية أنه تم التوافق بشأن خطورة الموقف الحالى، وضرورة العمل على الحيلولة دون اتساع دائرة النزاع، فضلًا عن حماية المدنيين ومنع استهدافهم، ورفض البلدين القاطع للتهجير القسرى للفلسطينيين.

> خطة نتنياهو

نشرت عدة صحف إسرائيلية تقارير تفيد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يسعى بشتى الطرق لدفع الفلسطينيين إلى الحدود مع مصر، وقد كلف كبير مستشاريه، رون ديرمر، وزير الشئون الاستراتيجية، بتصميم خطط لـ«تقليص» عدد السكان الفلسطينيين فى قطاع غزة «إلى الحد الأدنى»، وفقًا لتقرير مفاجئ نشرته صحيفة «يسرائيل هيوم» الإسرائيلية، فيما اعتبر بأنه بمثابة إبادة جماعية للفلسطينيين بعد فشل مخططات التهجير القسرى لدول الجوار.

وتعتبر صحيفة «يسرائيل هيوم» بمثابة صحيفة رسمية لنتنياهو، وأفادت بأن الخطة تتكون من عنصرين رئيسيين: الأول سيستخدم ضغوط الحرب والأزمة الإنسانية لإقناع مصر بالسماح للاجئين بالتدفق إلى دول عربية أخرى، والثانى سيفتح طرقًا بحرية حتى تسمح إسرائيل بتدفق جماعى للاجئين، من خلال الهروب إلى الدول الأوروبية والإفريقية.

وأوضحت الصحيفة أن «ديرمر»، وهو فى الأصل من ميامى، هو أحد المقربين من نتنياهو وكان فى السابق سفيرًا لإسرائيل لدى الولايات المتحدة، ويتمتع بعلاقات وثيقة مع العديد من أعضاء الكونجرس.

وتابعت أن خطة التطهير العرقى للفلسطينيين فى غزة تواجه بعض المقاومة الداخلية من أعضاء أقل تشددًا فى حكومة نتنياهو، ولكنها هى الخطة البديلة فى حال رفض المجتمع الدولى والدول العربية مقترحات التهجير القسرى للفلسطينيين.

وتتحدث إسرائيل اليوم ووسائل إعلام إسرائيلية أخرى أيضًا عن خطة يتم دفعها إلى الكونجرس من شأنها أن تجعل المساعدات المقدمة للدول العربية مشروطة باستعدادها لقبول اللاجئين الفلسطينيين، وتقترح الخطة أيضًا أعدادًا محددة من اللاجئين لكل دولة؛ تستقبل مصر مليون فلسطينى، ويذهب نصف مليون إلى تركيا، وربع مليون إلى اليمن والعراق.

وتعتمد التقارير بشكل كبير على صيغة المبنى للمجهول، رافضةً ذكر الجهة التى وضعت الاقتراح: «لقد تم عرض الاقتراح على شخصيات رئيسية فى مجلسى النواب والشيوخ من كلا الحزبين، حتى إن المشرع منذ فترة طويلة، النائب جو ويلسون، أعرب عن دعمه العلنى له، بينما ظل الآخرون الذين كانوا مطلعين على تفاصيل النص بعيدًا عن الأنظار حتى الآن، قائلين إن الخروج علنًا لصالح البرنامج قد يخرجه عن مساره».

وأوضحت الصحيفة أنه بالعودة إلى 20 أكتوبر، وفى رسالة غير ملحوظة إلى الكونجرس، طلب البيت الأبيض مبلغ 3.495 مليار دولار لاستخدامها للاجئين من كل من أوكرانيا وغزة، فى إشارة إلى «الاحتياجات المحتملة لسكان غزة الفارين إلى البلدان المجاورة».

وجاء فى الرسالة الصادرة عن مكتب الإدارة والميزانية بالبيت الأبيض: «يمكن أن تؤدى هذه الأزمة إلى النزوح عبر الحدود وزيادة الاحتياجات الإنسانية الإقليمية، ويمكن استخدام التمويل لتلبية متطلبات البرمجة المتطورة خارج غزة»، وجاءت الرسالة بعد يومين من تحذير الأردن ومصر من أنهما لن يفتحا حدودهما أمام نزوح جماعى للفلسطينيين، حتى لا يكررا النكبة الأولى مرة أخرى.

وأوضح موقع jordannews الأردنى، أن كبار المسئولين الأمريكيين قدموا خطة إلى الكونجرس الأمريكى تأخذ فى الاعتبار الحاجة إلى المسئولية الجماعية بين دول المنطقة، مثل تركيا واليمن والعراق، التى تتلقى مساعدات أمريكية كبيرة، وحثتها على المساهمة من خلال قبول عدد متناسب من اللاجئين من غزة.

وتشمل الخطة تهجير 2 مليون فلسطينى، منهم مليون إلى مصر، ونصف مليون إلى تركيا، و250 ألفًا إلى العراق، و250 ألفًا آخرين إلى اليمن، حسبما زعمت الصحيفة الإسرائيلية.

وزعمت الصحيفة: لقد تم إغلاق الحدود المجاورة لفترة طويلة جدًا، ولكن من الواضح الآن أنه من أجل تحرير سكان غزة والسماح لهم بالعيش بعيدًا عن الحرب وسفك الدماء، يجب على إسرائيل أن تشجع المجتمع الدولى على إيجاد الحل الصحيح، السبل الأخلاقية والإنسانية لنقل سكان غزة.

وأردفت أنه رغم معارضة إدارة بايدن للترحيل القسرى، فإنها تظل مفتوحة أمام الهجرة الطوعية لسكان غزة.

> حلم بعيد المنال

على جانب آخر، يرى خبراء أن هذا لن يحدث ولن تجرؤ إسرائيل على تنفيذ هذا السيناريو، كما أنه لن يجد صدى على أرض الواقع، فمصر لن تقبل بذلك، ولا الفلسطينيون لديهم النية بمغادرة أراضيهم.

وأوضح مسئول سابق بالخارجية المصرية أن إسرائيل لن تستطيع تهجير أى فلسطينى واحد من أرضه، لعدة أسباب، منها أن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم، فضلًا عن أنه لا توجد دولة مجاورة أو أى دولة أخرى فى العالم تقبل توطين الفلسطينيين وتصفية القضية. واعتبر أنه لا يوجد فى إسرائيل حاليًا قيادة سياسية تتمتع بأغلبية تسمح لها بتوقيع اتفاق من هذا النوع، على غرار إسحق رابين أو إسحق شامير.

وأردف أن رئيس الوزراء الإسرائيلى الحالى بنيامين نتنياهو لا يملك أغلبية تؤيد أى مقترحات قد يتبناها أو يطرحها فى هذا الشأن.

من ناحية أخرى، أشار إلى وجود انقسام بين حركتى فتح وحماس، ما يجعل الوصول لاتفاق حول التهجير أمرًا صعبًا وبعيد المنال.

إلى ذلك، أكد أن «حدود مصر مؤمنة ولو فعلت تل أبيب هذا الأمر، فهذا يعنى أنها تغامر بأمنها، لأن الجيش المصرى لن يقبل ذلك». لكنه اعتبر أن الخوف يكمن فى أن يذهب الفلسطينيون إلى دول أخرى مثل دول أمريكا اللاتينية.

فى المقابل، رأى الخبير العسكرى سمير راغب، أن فكرة منع النزوح إلى سيناء ممكنة من خلال إقامة حواجز طبيعية وصناعية على الحدود وتسهيل وصول المساعدات الغذائية والإغاثية لغزة لمساعدة الفلسطينيين على البقاء فى أراضيهم.

وقال فى تصريحات صحفية إن مصر لن تسمح بنزوح الفلسطينيين بأى حال من الأحوال، وستضطر للتدخل إذا لزم الأمر لمنع ذلك بأى صورة ممكنة حفاظًا على أمنها وأراضيها وسيادتها، مؤكدًا أن الموقف المصرى واضح ومحدد بمنع التهجير.

لكنه رأى فى الوقت عينه أن على مصر الاستعداد للسيناريو الأسوأ وأن تكون جاهزة له. وأضاف أن المخطط معد بأن يتم قصف الفلسطينيين حتى يفروا لسيناء.

إلا أنه أشار إلى 3 بدائل يمكنها وقف هذا المخطط، وفق تعبيره، «الأول يكمن فى إنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح لوقف الصراع، أو استقبال الفلسطينيين فى مصر لحين وقف الحرب وإعادتهم بعد ذلك، والثالث إغلاق الحدود مع قطاع غزة وإجبار إسرائيل على تحمل مسئولياتها تجاه الفلسطينيين».>