الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تساهم فى توفير المزيد من المعلومات حول مواقع أى فرد قد يشكل تهديدًا «حبسورا» و«غوسبيل» أسلحـــة إسرائيـل لـتنفيـذ الاغتيالات الجماعية فى غزة

أصبحت الحرب الدائرة فى قطاع غزة مسرحًا لتجربة أسلحة فتاكة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعى وفى المقدمة نظام «غوسبيل»، الذى تسبب استخدام الجيش الإسرائيلى له فى حصيلة كبيرة للقتلى الفلسطينيين. وتستعد إسرائيل، التى استخدمت لسنوات عدة التكنولوجيا الذكية لتعزيز قدراتها، لتسويق نظام «حبسورا» أى الإنجيل باللغة العبرية وعرضه للبيع عالميًا.. وطوّرت تل أبيب نظام ذكاء اصطناعى يدعى «حبسورا» أو «الإنجيل» باللغة العبرية، ويستخدمه الجيش الإسرائيلى لتحديد أهدافه فى قطاع غزة بشكل أسرع وأكثر دقة.



النظام المذكور يختلف بشكل جذرى عن النظم الاصطناعية المعتادة فى مجال الذكاء الاصطناعى التى نتفاعل معها يوميًا ونعرفها، والتى تهدف بشكل أساسى إلى مساعدة البشر وتوفير الموارد والمعلومات بأسرع وقت ممكن.

إذ يهدف «حبسورا» إلى تعزيز أهداف إسرائيل فى المواجهة مع الفلسطينيين، ويساهم فى توفير المزيد من المعلومات حول مواقع أى فرد قد يشكل تهديدًا حقيقيًا بالنسبة للدولة العبرية. 

وفى إحدى الضربات التى نفذها الجيش الإسرائيلى مستعينًا بنظام «حبسورا»، وافقت المخابرات على قتل مئات الفلسطينيين لاغتيال عضو واحد تابع لحركة «حماس».

وقال مسئول استخباراتى إن الأنظمة المبنية على الذكاء الاصطناعى مثل «حبسورا» تتيح للجيش الإسرائيلى تحديد واستهداف منازل النشطاء الصغار نسبيًا فى حركة «حماس»، الذين قد يختبئون خلال العمليات العسكرية.

 توظيف الذكاء الاصطناعى

وسلطت وسائل إعلام، منها صحيفة «الجارديان» البريطانية، و«ليبراسيون» الفرنسية، ومجلة «972+» الإسرائيلية، الضوء على توظيف تل أبيب التكنولوجيا الحديثة فى الحرب على غزة.

ولفتت صحيفة «الجارديان» إلى وجود مخاوف، حيث يتم إمداد البرنامج بالبيانات والذى يزيد بشكل كبير من عدد أهداف الضربات فى الأراضى الفلسطينية، حيث أنه مع استئناف إسرائيل هجومها بعد وقف لإطلاق النار لمدة سبعة أيام، هناك مخاوف متزايدة بشأن أسلوب الاستهداف الذى يتبعه الجيش الإسرائيلى فى حربه ضد حماس.

وأوضحت أن الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس أتاحت فرصة غير مسبوقة للجيش الإسرائيلى لاستخدام مثل هذه الأدوات فى مسرح عمليات أوسع بكثير، وعلى وجه الخصوص، لنشر منصة صنع الأهداف بالذكاء الاصطناعى تسمى «غوسبيل»، والتى ساهمت بشكل كبير فى تسريع العمليات القاتلة.

ووفق مسئولين أمنيين، فإن إسرائيل خاضت حربها الأولى فى مجال الذكاء الاصطناعى باستخدام التعلم الآلى والحوسبة المتقدمة خلال معاركها مع الفلسطينيين فى مايو 2021، ثم توسعت فى الحرب الحالية، كما جاء فى مجلة «972+». 

وجاء فى تقرير لصحيفة «الجارديان»، أن الجيش الإسرائيلى يستخدم برنامج ذكاء اصطناعى يدعى «غوسبيل»، مرتبط بوحدة استخبارات عسكرية سرية، تتم تغذيته بالبيانات ثم يختار الأهداف المراد قصفها خلال الحرب على غزة، التى أتاحت فرصة غير مسبوقة لاستخدام هذه الأدوات فى مسرح عمليات واسع. 

وسبق أن علق الجيش الإسرائيلى على هذا الأمر، قائلًا إن عناصر تلك الوحدة ينفذون هجمات دقيقة على البنية التحتية المرتبطة بحماس، ويتم إلحاق أضرار كبيرة بالعدو، مع خسائر من جهة المدنيين. 

 اغتيالات جماعية

كما قدم تحقيق أجرته «مجلة 972+» تفسيرًا لسقوط آلاف الشهداء والمصابين الفلسطينيين من المدنيين خلال الحرب، وهو الاستخدام الواسع الناطق لنظام «غوسبيل». ونقلت المجلة الإسرائيلية عن ضابط مخابرات سابق القول إنه يسهل بشكل أساسى إنشاء «مصنع اغتيالات جماعية». 

ووفقًا لمصادرها كذلك، فإن الاستخدام المتزايد للأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعى، مكَّن الجيش الإسرائيلى من تنفيذ غارات على منازل يعيش فيها أعضاء من حماس، ويمكن أن تقتل عائلات بأكملها، ومع ذلك، فإن شهادات فلسطينية تتحدث عن أنه هاجم أيضًا مساكن ليس بها أى جماعة مسلحة. 

بدورها قالت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية إن الجيش الإسرائيلى يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعى لشن حرب شاملة فى قطاع غزة يستطيع بها تقدير عدد الضحايا المدنيين فى القصف. 

وأوضحت أن الخوارزميات التى طورتها إسرائيل، أو شركات خاصة، تعد أحد أكثر طرق القصف تدميرًا وفتكًا فى القرن الـ21.

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلى ادعى قيادته ما سماه «حرب الذكاء الاصطناعى» الأولى، باستخدام 3 خوارزميات، هى «الكيميائى»، و«غوسبيل»، و«عمق الحكمة»، وذكرت نظامًا عسكريًا آخر تستخدمه يطلق عليه «مصنع الإطفاء». 

ويستخدم الجيش الإسرائيلى هذه الخوارزميات لتحليل عدد كبير من البيانات الاستخباراتية، وتقدير تأثيرات الخيارات الاستراتيجية المحتملة بسرعة.

أحد الأفراد العاملين فى الوحدة المسئولة عن الاستهداف فى الجيش الإسرائيلى، وهى وحدة تستخدم التكنولوجيا الذكية فى عملها وقد تأسست عام 2019 يقول: «نقوم بتجهيز الأهداف تلقائيًا، ونعمل وفقًا لقائمة مرجعية. إنها تشبه حقًا عملية التصنيع».

وأضاف: «نحن نعمل بسرعة، وليس لدينا الوقت لدراسة معمقة للأماكن التى يجب ضربها. يتم تقييمنا بناءً على الأهداف التى نحققها وعددها».

وحسب مصادر متعددة استشهدت بها المجلة، وبينما كان كبار مسئولى «حماس» يختبئون داخل أنفاق غزة، وبعيدًا عن الضربات والقصف الإسرائيلى، استخدم الجيش نظام «حبسورا» لاستهداف منازل مقاتلى الجماعة الإسلامية، وبلغ إجمالى عدد هذه الأهداف فى قطاع غزة حوالى 30 ألفًا.

 معلومات غامضة

يستخدم نظام «الإنجيل»، الأدوات الرقمية لإنتاج الأهداف بسرعة، وتحسين المواد الاستخباراتية وفقًا لاحتياجات التشغيل.

وفى السنوات الأخيرة، قام الجيش الإسرائيلى ببناء قاعدة بيانات تقول المصادر إنها تضم ما بين 30.000 إلى 40.000 مقاتل مشتبه بهم، ولعبت أنظمة مثل «الإنجيل» دورًا حاسمًا فى تجميع قوائم الأشخاص المخطط استهدافهم.

ووفقًا لصحيفة «الجارديان»، ما زالت المعلومات حول كيفية عمل «حبسورا» غامضة، ولكن بعض الخبراء أكدوا فى مقابلات مع الصحيفة البريطانية أن مثل هذه الأنظمة عادة ما تحتوى على مجموعات شاملة ومتنوعة من البيانات المأخوذة من عدد كبير من المصادر.

يشمل ذلك الاستفادة من صور ومقاطع فيديو للطائرات بدون طيار، وعمليات اعتراض الاتصالات والاستماع إلى المحادثات، واستخدام بيانات المراقبة، واستخلاص المعلومات من خلال مراقبة حركة الأفراد والمجموعات البشرية بشكل دقيق، والتركيز على أنماط سلوكية محددة. (يمكن تسجيل طريقة سير أحدهم كبيانات، ومن ثم يتم تحليل مشاهد فيديو لمجموعات بشرية باستخدام الذكاء الاصطناعى، بهدف تحديد شخص معين بينهم).