«مصالحه» قبل المصالح الوطنية للولايات المتحدة دائمًا اللوبى الإسرائيلى «حاكم الظل» فى أمريكا!

مرڤت الحطيم
تتعرض الولايات المتحدة للضرر من داخلها ومن خلال دعمها المستمر والثابت لكيان فصل عنصرى خرج عن السيطرة بصورة واضحة تحت مرأى العالم ومنظمات حقوق الإنسان. يتحدث تحقيق طويل فى موقع consortimnews عن منظمة «AIPAC» وطبيعة نفوذها فى الولايات المتحدة الأمريكية وكيف أنها تدفع أصحاب القرار لسياسة مؤيدة لإسرائيل حتى لو كانت تتعارض مع المصالح الوطنية للولايات المتحدة الأمريكية ويخلص إلى تقديم اقتراحات للخلاص من هذه الهيمنة. ويقول المقال: من شبه المؤكد أن منظمة «AIPAC» الصهيونية ورطت الولايات المتحدة الأمريكية فى جرائم وحشية ضد الإنسانية التى من شأنها أن تقوِّض الأمن الأمريكى فى الداخل والخارج.
«AIPAC» تحد من قدرة الولايات المتحدة على التعامل مع المشكلات الشائكة فى الشرق الأوسط، لأنها لا تتجرأ على فتح باب النقاش الجاد والصريح حول دور اللوبى الإسرائيلى فى صنع القرار السياسى فى واشنطن. بدأت إسرائيل تسريع حملة القصف الهمجى على غزة فى بداية الشهر الماضى بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكى چو بايدن إلى تل أبيب، والمشاركة فى اجتماع مجلس وزراء الحرب الإسرائيلى. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلى نتنياهو اتصل ببايدن قبل ذلك بيومين ليطلب ما وصفته صحيفة تايمز أوف إسرائيل بزيارة تضامن. لقد مر أكثر من شهر على زيارة بايدن الحربية لـتل أبيب والفظاعات الوحشية الإسرائيلية فى غزة تضاعفت عشرات المرات، ويعترف بها الآن على نطاق واسع فى العالم على أنها إبادة جماعية. وبدأت الدول غير الغربية والمبدئية مثل بوليڤيا وتشيلى وكولومبيا وهندوراس بقطع العلاقات مع تل أبيب أو استدعاء سفرائها. ومنذ ذلك الوقت سحبت 5 دول إضافية سفرائها من إسرائيل بينها جنوب أفريقيا والأردن وتركيا.
الأسئلة لا تزال قائمة ماذا يعنى التضامن كما تعهد بايدن حين ترتكب إسرائيل يوميا جرائم حرب يشاهدها العالم بأسره؟ لماذا تنخرط الولايات المتحدة فى انتهاك للقانون الدولى وكل ما تزعم الدفاع عنه؟ ولماذا تساعد إسرائيل فى أچندتها للتطهيرالعرقى فى غزة؟ لماذا تعطى الولايات المتحدة الأولوية لمصالح وأمن إسرائيل فوق مصالحها، بينما تضر فى الوقت نفسه بمصداقيتها ونفوذها فى الخارج؟ إن النظر فى تأثير «AIPAC» على سياسة الولايات المتحدة المحلية والخارجية على حد سواء يحيلنا إلى كتاب «اللوبى الإسرائيلى والسياسة الخارجية للولايات المتحدة الصادر عام 2008 للكاتبين چون ميرشايمر وستيڤن والت باعتباره الفحص الأكثر شمولا لقوة «AIPAC» منذ تأسيسها وحتى الآن. وأصبح تحليلهما اليوم أكثر أهميةً من أى وقت مضى. ففى السياق الحالى وبالنظر إلى حجم ما يتكشف ولتأثيره المحتمل على العلاقات بين العديد من الدول يجب أن ندرك أن نطاق «AIPAC» يمتد إلى ما هو أبعد من واشنطن أو غرب آسيا. والواقع أن تأثير هذه المنظمة أصبح الآن واضحا فى الشئون العالمية بالكامل. هذا هو الواقع الدولى المفزع والمريب. يعد الضغط وسيلة بالغة الأهمية بين أنشطة «AIPAC» المختلفة. وتكرس الأخيرة جهودها لضمان أن سياسة الولايات المتحدة فى غربى آسيا تعطى الأولوية لاحتواء الدول التى تعد معادية لإسرائيل وتحديدا إيران والعراق وسوريا، ومنعها من الحصول على ردع فعال لترسانة إسرائيل النووية، والحيلولة دون أى حل قابل للتطبيق للقضية الفلسطينية.
وباعتبارها من بين أهم جهودها؛ شاركت «AIPAC» بصورة وثيقة فى حمل الكونجرس الأمريكى على دعم غزو چورج دبليو بوش العراق، فى عام 2003. وما زالت تكرر فى تقريرها ادعاء إدارة بوش الكاذب بأن صدام حسين كان متحالفا مع تنظيم القاعدة. وأقتبس ميرشايمر ووالت فى كتابهما من تصريح المدير التنفيذى لـ«AIPAC»، هوارد كوهر لصحيفة نيويورك صن فى عام 2003 وقبل شهرين من غزو العراق، الذى أقر فيه بأن الضغط بهدوء على الكونجرس من أجل الموافقة على استخدام القوة فى العراق كان أحد نجاحاتنا الكبرى قبل عام من الغزو. من المثير للقلق أن «AIPAC» تعمل منذ ذلك الوقت على محو الأدلة على دعمها الحرب الكارثية على العراق التى خلفت ملايين الضحايا وعارضها الرأى العام العالمى بشدة.
>>>
وعلى جانب آخر؛ الاتفاق النووى المتعدد الأطراف مع إيران كان الهدف الرئيسى الثانى لمنظمة «AIPAC»، وفى عام 2015 أنفقت الملايين من الدولارات فى محاولة فاشلة لقتل اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة الذى وقع عليه الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما. وكان من شأن هذه الخطوة الكبيرة بعث الأمل نحو تطبيع العلاقات مع إيران وإنهاء عقود من العقوبات المعوِقة. كل هذا يظهر أن السياسات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية متطابقة مع أجندة منظمة «AIPAC» وأهدافها، ويحتاج المرء إلى مجهر للتفريق بينهما.
عثرت «AIPAC» على حليف جذرى فى صهيونيته كما الرئيس الحالى أو السابق دونالد ترامب الذى تم تمويل حملته الانتخابية بصورة كبيرة من قبل أعضاء اللوبى المؤيد لإسرائيل الذين يعارضون اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة حيث ضاعفت «AIPAC» آنذاك جهودها وأرسلت الآلاف من جماعات الضغط إلى الكونجرس فى الأشهر التى سبقت انسحاب ترامب من الاتفاق، فى 8 مايو عام 2018 مسببا انتكاسة فظيعة للسياسة الاستراتيچية لبلاده ومظهرا تبعيته العمياء وإذعانه الكامل لتوجهات اللوبى الصهيونى.
حقيقة تفتقر الولايات المتحدة إلى سياسة خارجية مستقلة تعكس مصالحها الأمنية الخاصة فى غربى آسيا، وليس مصلحة إسرائيل. وفى هذه اللحظة من العنف الإسرائيلى على الفلسطينيين فى غزة، والمعاناة الإنسانية والفوضى السياسية، على الأمريكيين أن يدركوا أن «AIPAC» وكالة غير منتخبة وغير حكومية وليس لها أى صفة رسمية كى تمارس تأثيرا مفرطا وغير مناسب تماما فى الشئون العالمية وفى السياسة الأمريكية الداخلية أيضا. نادرًا ما يذكر تأثير «AIPAC» فى وسائل الإعلام الأمريكية ويمكننا قراءة هذا الصمت كمقياس لتراكم القوة غير المقبول للمنظمة.
>>>
يمارس اللوبى الصهيونى بقيادة «AIPAC» تأثيرا مفرطا على كل الخطاب الحكومى ومسائل السياسة المتعلقة بالسيادة والحقوق الفلسطينية والأصوات المؤيدة للفلسطينيين لا تسمع أبدا تقريبا داخل الحكومة، وهو حظر فرضته «AIPAC» على مدى عقود عديدة. وأى انتقاد لإسرائيل أو «AIPAC» بدوره يوصف بأنه معاد للسامية ويعاقب عليه بسرعة على سبيل المثال، تمت إقالة عضوة الكونجرس إلهان عمر من منصبها فى لجنة الشئون الخارجية فى أوائل العام الجارى بسبب تعليقات وتغريدات تشكك بالعلاقات المالية بين «AIPAC» ومعظم أعضاء الكونجرس. ففى مسألة القضية الفلسطينية فى الكونجرس يفوز جانب واحد فقط؛ وهو القوة التى لا مثيل لها التى تتمتع بها «AIPAC» وهيمنتها على الخطاب العام والسياسة الأمريكية من خلال المساهمات المالية للمنظمة فى الحملات الانتخابية فى الكونجرس وسواه. وساهمت جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل والأفراد بما يقارب 31 مليون دولار لمرشحى الكونجرس الأمريكى خلال الدورة الانتخابية العام الماضى بأكثر من 6 أضعاف المساهمات التى تلقاها المرشحون من لوبى حقوق السلاح وفقا ل Open Secrets وهى منظمة غير ربحية فى واشنطن تتعقب تمويل الحملات الانتخابية. مع وضع ما سبق فى عين الاعتبار، يظهر واضحا الواقع الخطير بسبب الطابع المتطرف لمنظمة «AIPAC». وبمراجعة زيارة بايدن إلى تل أبيب الشهر الماضى يتضح تماما محافظة الولايات المتحدة على عقيدة راسخة تميز إسرائيل وتدعم أولوياتها. ولم يقدم بايدن أى شىء جديد، ولا رؤيةً لكيفية التصدى للجريمة الأخلاقية الأصلية التى ارتكبت ضد الفلسطينيين؛ عندما انتزع وطنهم منهم قبل 75 عاما ولا يزال المحتل الإسرائيلى يمارس عليهم أقبح التنكيل والظلم والتطهير العرقى. تم استدعاء بايدن إلى تل أبيب على عجل واستجاب للدعوة فقط من أجل إضفاء الشرعية على ما هو غير شرعى للغاية، وتوفير غطاء سياسى لإسرائيل إذ تجد نفسها وحيدة بصورة متزايدة فى عالم لا يعاقب فيه سوى عدد قليل من الدول غير المطيعة لأوامر الغرب.
وأكد بايدن لإسرائيل الدعم الأمريكى غير المشروط ووعد فى وقت لاحق بتقديم 14.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية الجديدة ،بالإضافة إلى 38 مليار دولار من حزمة مدتها 10 سنوات. باختصار، لقد شرع بايدن لإسرائيل أن تفعل ما تشاء وإسرائيل تفعل ذلك بالضبط فى تدميرها مدينة غزة واحتلال شمالى القطاع وقتل سكانه وتهجيرهم. يفسر هذا الفشل الذريع للسياسة الأمريكية عاملان: أولا إن هذا الرئيس غير قادر على ممارسة الحنكة السياسية بالحجم المطلوب علاوة على ذلك هو يصرح عن تقارب شخصى عميق مع الرؤية الصهيونية، فى أن تستولى إسرائيل على جميع أراضى فلسطين باعتبارها ملكا لها، ولا حافز لديه لفعل أى شىء سوى الانحياز إلى مصلحة إسرائيل. والأهم من ذلك وبصورة مباشرة يؤدى بايدن دوره بمثالية مفرطة، ولا يقدم أى جديد ولا يجترح سياسات ممكنة على الإطلاق، بسبب قبضة «AIPAC» الخانقة على الانتخابات والسياسة والسياسيين الأمريكيين.
قتل الإسرائيليون آلاف الفلسطينيين منذ زيارة بايدن إلى تل أبيب و«AIPAC» تتحمل مسئولية مباشرة عن هذه الجرائم ولا يجب الاستخفاف بتبعات تهدد منطقة غرب آسيا بالانفجار فى وقت لا توجد فيه قيادة قادرة فى الولايات المتحدة، ويرجع ذلك، إلى حدٍ كبير إلى أن سياستها الخارجية تشكلت من قِبل مجموعة المصالح الخاصة التى عملت لعقود بالوكالة عن دولة أخرى هى إسرائيل لقد أعمى انحياز واشنطن غير المدروس والمؤيد لإسرائيل نخب السياسة الأمريكية، بحيث لا يبدو أن أحدا فى واشنطن، وبالتأكيد ليس بايدن ولا وزير الخارجية أنتونى بلينكن يفهم أن هناك تحولا زلزاليا فى القوة العالمية يحدث الآن.
>>>
لقد أصبح أمن الولايات المتحدة ومكانتها فى العالم فجأة محفوفا بالمخاطر أكثر مما كان عليه طوال تاريخها. تتعرض الولايات المتحدة للضرر من داخلها ومن خلال دعمها المستمر والثابت لكيان فصل عنصرى خرج عن السيطرة بصورة واضحة، تحت مرأى العالم ومنظمات حقوق الإنسان. لم يعد دعم إسرائيل فى مصلحة الولايات المتحدة على الإطلاق، وإن كان كذلك فى الماضى فقد أصبح عبئا لا يحتمل اليوم. ولم يعد ممكنا التغاضى عن دور لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية فى كل هذا. إنها تتحمل مسئولية كبيرة عن هذا الاضطراب العالمى وعن الضرر الذى تتكبده الولايات المتحدة لأنها تدعم الدولة التى تخدمها «AIPAC».
تأسست «AIPAC» فى عام 1954 باسم اللجنة الصهيونية الأمريكية للشئون العامة وكانت مهمتها فى ثلاثة سياقات: تعزيز أجندة مؤيدة لإسرائيل داخل الحكومة الأمريكية، وتشكيل الرأى العام الأمريكى لدعمها وتوحيد الصفوف داخل الجالية اليهودية الأمريكية، وبالتالى خلق جبهة يهودية متجانسة وموحدة من خلال فرض الرقابة ونبذ أى يهودى ينتقد إسرائيل بغض النظر عن أفعالها. ومنذ البداية كان محتوما أن تكون مهمة «AIPAC» مضرة بالديمقراطية والسياسة الأمريكية الخارجية على حدٍ سواء. ظهر اللوبى المؤيد لإسرائيل فى الولايات المتحدة من أجل تغطية مجزرة بلدة قبية الفلسطينية قبل 70 عاما وتبريرها. ووصف المؤرخ الأكاديمى دوج روسينو الأحداث المروعة للمذبحة ضد الفلسطينيين على أنها تشكل الجذور المظلمة لقيام اللوبى الأمريكى المؤيد لإسرائيل. يقول روسينو: فى 15 أكتوبر انفجرالجحيم. انتشرت أنباء تفيد بأن وحدةً خاصة من الجيش الإسرائيلى قد ضربت فى الضفة وارتكبت مذبحة فى قرية قبية الفلسطينية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 60 مدنيا بصورة عشوائية وانتقامية لمقتل امرأة يهودية فى القدس. خطط ديڤيد بن جوريون رئيس وزراء تل أبيب آنذاك لمذبحة قرية قبية، وأرادها عبرة تخيف الفلسطينيين من التوحش الانتقامى الإسرائيلى خاصة ممن يقاومون الاحتلال. ومع ذلك، نشرت مجلة تايم الأمريكية رواية مروعة عن القتل الجماعى المتعمد وحتى العرضى من قبل الجنود الإسرائيليين فى قبية. ونشرت صحيفة نيويورك تايمز مقتطفات مستفيضة من تقرير لجنة تابعة للأمم المتحدة دحضت الأكاذيب الإسرائيلية حول ما حدث فعلا. كان رد واشنطن فوريا وتم تعليق المساعدات لإسرائيل. وفى مجلس الأمن الدولى أيدت الولايات المتحدة توجيه اللوم لإسرائيل. كان هذا خلال فترة ولاية الرئيس دوايت أيزنهاور الأولى فى البيت الأبيض. واليوم فإن أى رد أمريكى من هذا النوع على الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولى أمر لا يمكن تصوره وهذه شهادة على نجاح «AIPAC». إن سياسة بن جوريون المتمثلة فى الانتقام غير المتكافئ هى بالضبط ما يحدث الآن فى غزة. فقد سن استراتيجية إسرائيلية طويلة الأمد لإلحاق أكبرالخسائر بالفلسطينيين وسحقهم وإجبارهم على الخضوع أو القضاء عليهم وإبادتهم ولا تزال إدارة بايدن صامتة. هذا هو السياق التاريخى الذى نجحت «AIPAC» فى محوه من الخطاب العام والذاكرة الأمريكية والآن يستمر هذا الأمر فعندما شنت حركة حماس هجومها فى 7 أكتوبر الماضى تمكنت إسرائيل من إنكار أن سياساتها العنصرية وجرائمها هيأت الظروف لانفجار الغضب الفلسطينى. هذا المحو المتعمد للتاريخ يمكن اللوبى الإسرائيلى من تحريف التصورات العامة بحيث يكون التعاطف الأمريكى مع إسرائيل بينما تظل معاناة الفلسطينيين غير مرئية إلى حدٍ كبير.
وتأثير «AIPAC» على شرائح النخب السياسية داخل الأحزاب الأمريكية معروفة وموثقة جيدا فلا أحد يصل إلى البيت الأبيض، وقلة هم من يتم انتخابه لعضوية الكونجرس، دون أن يقسم بالولاء لإسرائيل واللوبى الإسرائيلى الأمريكى. تنفق «AIPAC» ملايين الدولارات للترويج لمرشحيها المفضلين بينما تقوض بقوة أى شخص يعبرعن انتقاده لإسرائيل أو قلقه بشأن محنة الفلسطينيين. من الواضح أن السياسات الخارجية والداخلية للولايات المتحدة يجب أن تعكس وتستجيب للمصالح الأمنية الأمريكية واحتياجات شعبها، وليس احتياجات إسرائيل. لذلك ليس من المستغرب أن تكون إحدى السمات الرئيسية لدعاية «AIPAC» هى الوهم بأن مصالح الولايات المتحدة متطابقة بالكامل مع مصالح إسرائيل. وتعزيزا لذلك تنقل «AIPAC» بشكل روتينى ممثلين جددا فى الكونجرس إلى إسرائيل حيث يجتمعون مع مسئولين حكوميين فى عملية تلقين مؤيد لإسرائيل لضمان استمرار الدعم السياسى والمالى والعسكرى الأمريكى. وفى الواقع، لطالما أثار الدعم الأمريكى لإسرائيل غضب العالم العربى مما جعل الولايات المتحدة أقل أمنا. يمتد نطاق «AIPAC» بعمق إلى السلطتين التشريعية والتنفيذية للحكومة الأمريكية،وإلى مراكز الفكر والتوجيه والنخب السياسية والدبلوماسية ووسائل الإعلام الكبرى والأوساط الأكاديمية. ولولا قدرة اللوبى على العمل بفعالية داخل النظام السياسى الأمريكى، لكانت العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة أقل حميمية بكثير مما هى عليه اليوم.
يدير اللوبى الإسرائيلى بشكل فعال السياسة الخارجية الأمريكية فى غرب آسيا ويحول مليارات الدولارات إلى إسرائيل لدعم أجندة صهيونية ونظام الفصل العنصرى الإسرائيلى وفقا لتقارير الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية. لو يقتصر تأثير اللوبى على المساعدات الاقتصادية الأمريكية لإسرائيل، فقد لا يكون تأثيره مقلقا. المساعدات الخارجية قيمة، لكنها ليست مفيدة مثل وجود القوة العظمى الوحيدة فى العالم التى تستخدم قدراتها الهائلة نيابة عن إسرائيل. وبناء على ذلك، سعى اللوبى أيضا إلى تشكيل العناصر الأساسية لسياسة الولايات المتحدة فى المنطقة وتحديدا عملت بنجاح لإقناع القادة الأمريكيين بدعم قمع إسرائيل المستمر للفلسطينيين واستهداف خصوم إسرائيل الإقليميين الرئيسيين: إيران والعراق وسوريا وكذلك حزب الله.>