الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لفظ أنفاسه الأخيرة أثناء التصوير وأوصى أصدقاءه بالدعاء له: طارق عبدالعزيز.. رحيل موجع لفنان محبوب

حسنًا فعلت «أمانى التونسى» مؤلفة مسلسل (بقينا اتنين) عندما أعلنت عن عزمها وضع معالجة درامية جديدة للمسلسل تسمح بالإبقاء على دور الفنان الراحل «طارق عبدالعزيز» داخل المسلسل والذى كان قد انتهى من تصوير 50 % منه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة أثناء تصوير أحد المشاهد، فلن يتم حذف دوره أو استبداله بممثل آخر.



والحقيقة أن لمسة الوفاء تلك التى عزم صناع المسلسل المقرر أن يعرض قريبًا حاملًا إهداء لروح الفقيد، فضلًا عن أنها تعبر عن قيمة إنسانية مهمة افتقدناها كثيرًا هذه الأيام.

 لكنها أيضًا انعكاس لنبل أخلاق هذا الفنان الهادئ الذى لم يعرف طيلة حياته سوى الوفاء وصدق المشاعر.

والحقيقة أن الراحل كان يمتلك موهبة استثنائية أهلته لأن يصنع فارقًا، وبصمة خاصة به فى غالبية الأعمال التى شارك بها، بغض النظر عن مساحة الدور، حيث منحه الله القبول منذ أن أطل على الجمهور لأول مرة عام 1986 من خلال مشاركته فى عروض المسرح الجامعى، ثم زاد على هذا القبول إحساس بالألفة والقرب يشعر بهما المشاهد بمجرد ظهوره على الشاشة، ومن يتذكر دوره كمعد تليفزيونى فى فيلم (أصحاب ولا بيزنس) أو الصديق القبطى فى (فيلم ثقافي) سيدرك قدرة هذا الفنان على التنقل بين الأدوار ببراعة شديدة، أهلته فيما بعد لأن يقدم كل الأنماط بنفس القدر من البراعة سواء فى السينما أو التليفزيون على مدار 25 عامًا هي عمر رحلته الفنية، أما من يشاهد حواره الأخير فى برنامج (واحد من الناس) وهو يتحدث عن الضغوط التى تمارس عليه من قبل المنتجين من أجل أن يخفض أجره، ويتنازل عن بعض من حقوقه يدرك هذا الرباط الوثيق الذى ربط بينه وبين فنه لدرجة أن تنتهى حياته وهو يمارسه.

وعلى المستوى الإنسانى، تميز الراحل بتقديره العميق لقيمة الصداقة، والعلاقات الإنسانية بين الزملاء، فلم يطرح اسمه فى أزمة أو مشكلة من قبل، ولم يختلف عليه أى شخص فى الوسط الفنى، فقد كان يحمل المحبة فى قلبه للجميع، وحافظ على روابط الصداقة التى جمعته بنجوم دفعته «خالد الصاوى، وصبرى فواز، والفنان الراحل خالد صالح» وأيضًا «محمد هنيدى» والفنان الراحل «عامر منيب» الذى تصادف رحيلهما فى نفس اليوم بفارق 12 عامًا.

وبخلاف تلك الموهبة، والإنسانية التى ميزت مسيرته، فقد كان الراحل يتعامل مع الحياة وهو يعلم أنه ضيف عليها، فقبل وفاته بأيام، شعر بدنو أجله، فأوصى المخرج «مجدى الهوارى» بأن يجعل الجمهور يدعو له بعد رحيله، كما أنه لم يكن يخاف فى الحق لومة لائم، ولعل توجيهه التحية للفنان «محمد سلام» على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى (فيسبوك) على خلفية الهجوم الذى شن عليه مؤخرًا بعد اعتذاره عن إحدى مسرحيات موسم الرياض احترامًا لدماء شهداء غزة، دليل على ذلك.>