الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد الإعلان عن فيلم (أنف وثلاث عيون) ومسلسل (إمبراطورية «م»): السينما والتليفزيون يرفعان شعار العودة إلى أدب «إحسان عبدالقدوس»

تحد كبير يواجه المخرج «أمير رمسيس» الذى ينتظر هذه الأيام عرض فيلمه (أنف وثلاث عيون) فى عرض أول ضمن برنامج (روائع عربية) بمهرجان البحر الأحمر السينمائى، والذى ستنعقد دورته الثالثة فى 30 من نوفمبر الجارى، الفيلم كما يتضح من اسمه مأخوذ عن رواية الأديب الكبير «إحسان عبدالقدوس» التى صدرت بجزءيها فى الستينيات، وقدمت من قبل فى أعمال سينمائية، وتليفزيونية، وإذاعية أيضا.



 وكتب له السيناريو والحوار السيناريست «وائل حمدى» واللافت أن الإعلان عن موعد عرض الفيلم قد سبقه بفترة وجيزة الإعلان عن التحضيرات النهائية لمسلسل (إمبراطورية «م») المأخوذ عن قصة قصيرة للأديب الكبير أيضا، حيث تم تقديمها من قبل فى فيلم لعبت بطولته سيدة الشاشة العربية «فاتن حمامة» وقد تصدى لكتابة السيناريو والحوار لهذا المسلسل السيناريست «محمد سليمان عبدالمالك» ومن المقرر أن يخرجه المخرج «محمد سلامة» من أجل عرضه فى شهر رمضان القادم، والمفارقة أن كلا القصتين قد تم تقديمها سينمائيا من قبل بتوقيع «حسين كمال» ذلك المخرج صاحب البصمات السينمائية المهمة، لكن ما الجديد الذى سيتم تقديمه فى العملين؟ وهل العودة مجددا إلى أدب «إحسان» بوصفه معينا إبداعيا لا ينضب يعد إفلاسا؟ خاصة أنه قد ثبت بالتجربة أن المقارنة تصب دائما فى صالح العمل الأصلى، أم أن إعادة تقديم أعمال مستندة على الرواية الأدبية سيساهم فى تعريف أجيال جديدة بها؟ ولا سيما إذا ما كانت الأعمال الأحدث أكثر ولاء للقصة الأصلية، وليست للأعمال المأخوذة عنها.

رواية واحدة و4 أعمال فنية

أبرزت رواية «أنف وثلاث عيون» مفهوم الرجل الـ«Toxic» وفقا لمصطلحات هذه الأيام، من خلال شخصية الطبيب «هاشم عبداللطيف» صاحب العلاقات المتعددة الذى يهوى الإيقاع بضحاياه وخداعهم باسم الحب، لكنه عندما يقرر الزواج يبحث عن العفة.

تميزت طريقة سرد الرواية بخصوصية شديدة، حيث أتيح لكل فتاة من الفتيات الثلاث «أمينة، ونجوى، ورحاب» أن تحكى تجربتها مع «هاشم» وكأنها تسترخى على «الشازلونج»، مما منح القارئ مساحة للتحليل النفسى لكل شخصية، وهى الفرصة التى لم تتح لـ«هاشم» نفسه فى الرواية، حيث ظل بطلا لقصصهن ومحورا لها، ومن خلال الشخصيات الثلاث، يقدم «إحسان» نماذج مختلفة للمرأة، فيدفع القارئ دفعا إلى عقد مقارنة بين تلك النماذج. 

 

وسرعان ما انتبهت الإذاعة إلى أهمية تلك الرواية وتأثيرها فى قطاع كبير من القراء، فكانت أول معالجة درامية للرواية من خلال مسلسل إذاعى تمت إذاعته بإذاعة الشرق الأوسط من إخراج «محمد علوان» وإعداد الناقد السينمائى «أحمد صالح» ولعب شخصية الدكتور «هاشم» الفنان الكبير «عمر الشريف» كما لعبت دور «أمينة» الفنانة القديرة «نادية لطفى» أما «سميرة أحمد» فقدمت شخصية «نجوى» وجاءت شخصية «رحاب» كما فى الرواية لفتاة لبنانية، وقدمت شخصيتها آنذاك الفنانة اللبنانية «رشا مدينة» حيث التزم «أحمد صالح» بأحداث الرواية الأصلية، وإن كان قد كثف الضوء بشكل أكبر على شخصية «نجوى» الأمر الذى اختلف تماما عندما تم تقديم الرواية سينمائيا عام 1972، حيث تحمست الفنانة «ماجدة» لإنتاج القصة فى فيلم سينمائى عن سيناريو وحوار كتبه «مصطفى كامل وعاصم توفيق» من إخراج «حسين كمال» وبطولة «محمود ياسين» والفنانة «ماجدة» التى لعبت دور «أمينة» الشخصية المحورية فى الفيلم، حيث ركز الفيلم على محاولاتها المستميتة من أجل أن يقع «هاشم» فى حبها دون جدوى، تلك المحاولات التى دفعت ثمنها باهظا بعد أن ضحت بكل شىء من أجله، وبعد أن تعلقت به تعلقا مرضيا كان التفكك الأسرى الذى عاشته سببا رئيسيا فيه، فتحولت إلى فتاة ليل تهب نفسها لمن يدفع أكثر، كما قدمت «نجلاء فتحى» شخصية «نجوى» التى لا تملك قرارها بل تستسلم لما تقرره لها أمها بالتبنى «ماما عزيزة» وتفضل أن تبقى مع من ينفق عليها حتى وإن لم تكن تحبه، بينما تتخلى عن حبها لـ«هاشم» وترد له الصفعة التى صفعها لـ«أمينة» من قبلها، أما «رحاب» فلعبت دورها «ميرفت أمين» وقدمها الفيلم عكس الرواية، والمسلسل الإذاعى كفتاة مصرية لاهية، لم تقترب من «هاشم» سوى لتثير غيرة صديقها.

وفى عام 1980، تم تحويل الرواية إلى مسلسل تليفزيونى، من إخراج «نور الدمرداش» من بطولة «كمال الشناوى ويسرا وليلى علوى وماجدة الخطيب» وقد كتب «أحمد الخطيب» سيناريو هذا المسلسل بشكل يناسب التليفزيون كوسيلة إعلامية تدخل إلى كل البيوت، فجاءت أحداث المسلسل محذرة من الطلاق، وأثره السلبى على الأطفال، كما اختلفت نهايات غالبية الأبطال عن النهاية التى حددتها الرواية أو الفيلم، حيث ظهرت «أمينة» كسيدة ملتزمة اختارت أن تعود لزوجها الذى تركته حبا فى «هاشم» وانجبت منه طفلة قررت تربيتها تربية حسنة، ولم تسقط فى الرذيلة أو تتحول إلى فتاة ليل، أما «نجوى» فكانت نهايتها الموت، وليس التخلى كما فى الفيلم، ولو أن الموت حقق الأثر ذاته على «هاشم».

 

وفى النسخة الأحدث من تقديم هذه الرواية سينمائيا، والمقرر عرضها بعد أسابيع قليلة، يلعب الفنان التونسى «ظافر العابدين» دور «هاشم»، كما تقدم «سلمى أبو ضيف» شخصية «رحاب»، وتلعب «نورا شعيشع» دور «أمينة»، كما سيكون هناك ظهور خاص للفنانة «أمينة خليل» فى دور «نجوى»، بجانب «جيهان الشماشرجى، وسلوى محمد على، ونبيل على ماهر، ونور محمود، وصدقى صخر» وعلى عكس الأعمال السابقة التى تناولت الرواية، يركز هذا الفيلم على محاولة فهم شخصية «هاشم» والأسباب التى تجعله ينتهج هذا السلوك فى حياته، وتختلف فى هذا الفيلم المساحات المخصصة للشخصيات، بل سيتم الاستعانة بشخصيات لم تكن موجودة فى الرواية الأصلية مثل شخصية «علياء» التى تقدمها الفنانة «صبا مبارك».

قصة قصيرة ومعالجة جديدة

بداخل مجموعة قصصية بعنوان (بنت السلطان) تقع قصة (إمبراطورية «م») التى كتبها «إحسان عبدالقدوس» عن حياة موظف ناجح يعيش حياة هادئة مع زوجته وأولاده الذكور الستة الذين تبدأ أسماؤهم جميعاً بحرف الميم، ليفاجأ بأحدهم يناقشه فى حدود سلطة الأب على أبنائه، ويدعو لإجراء انتخابات داخل الأسرة لاختيار من يقود زمام الأسرة بشكل ديمقراطى، وعندما تقرر تقديم هذه القصة فى فيلم سينمائى عام 1972، من إخراج «حسين كمال» ذهبت مهمة كتابة السيناريو إلى الأديب الكبير «نجيب محفوظ» والذى قام بتحويل البطل إلى بطلة من خلال شخصية «منى» التى قدمتها سيدة الشاشة العربية «فاتن حمامة» حيث يتوفى عنها زوجها تاركاً لها مسئولية كبيرة، تواجهها بمفردها، ممثلة فى الأبناء الذين لعب أدوارهم عدد من الوجوه الجديدة فى تلك الفترة منهم «حياة قنديل، سيف أبو النجا، ليلى حمادة، وهشام سليم» وبما أن القصة الأساسية بطلها رجل، فإن المسلسل الذى سيتم عرضه فى شهر رمضان المقبل، سيكون أكثر وفاء للقصة، حيث تم اختيار «خالد النبوى» للعب دور البطولة، وبالطبع تستلزم تلك الرؤية شخصيات جديدة، ومعالجة مختلفة لما تم تقديمه فى الفيلم الذى اختير من بين أفضل 100 فيلم فى الاستفتاء الذى أجرى عام 1996.