الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كيف نجح الرئيس السيسي فى تشكيل رأى عام عالمى داعم لحقوق الشعب الفلسطينى؟

وكأن القدر أراد للقضية الفلسطينية أن يتولى دفتها زعيم وطني بعد سنوات طويلة من نظرة غير عادلة وازدواجية معايير عالمية لما يحدث على أرض فلسطين.. حتى جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى ليرسم خارطة طريق واضحة حول (القضية) بل ويرفع لها القاصى والدانى القبعة.. لا لشيء.. سوى لأنها تعكس كل معانى الشرعية والإنسانية.. وهذا ما انعكس بشكل واضح ومنذ بداية الحرب فى غزة يوم 7 أكتوبر الماضى.. وكيف أخذ الرئيس السيسى على عاتقه مسئولية المساندة والدعم للشعب الشقيق إقليميا ودوليا وموقفا واضحا بضرورة وجود موقف عالمى حاسم لوقف إطلاق النار فى غزة وردع سياسة العقاب الجماعى التى تتبعها إسرائيل، وضرورة تغليب صوت العقل والحكمة وإحياء مسار عملية السلام.



 

الرئيس السيسى أيضا أوضح للعالم كله موقف مصر من القضية الفلسطينية وهو أن تصفية القضية الفلسطينية دون حل لن يحدث فى كل الأحوال على حساب مصر أبدا، وقد نجحت مصر بقيادتها السياسية خلال الأيام الماضية ومع بدء المجازر فى قطاع غزة –ولأول مرة- فى تشكيل لوبى عالمى قوى يندد بما يقوم به الكيان الإسرائيلى بل ووصف ما يحدث هناك بأنه جرائم حرب وهو أمر لم يكن موجودا منذ بدء الاحتلال عام 48، فكانت إسرائيل طوال الوقت متفوقة فى كسب التعاطف الدولى رغم أنه تعاطف مبنى على الزيف والأكاذيب.

 

وفى السطور التالية سنرصد حجم التأييد الدولى من كافة قارات العالم لوجهة النظر المصرية (وخلال ما يقرب من 45 يوما فقط)، سواء من خلال لقاءات أو مؤتمرات أو اتصالات هاتفية مع كل ما هو مهتم بالقضية.

 

فقد أدلى بها الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، والذى أشاد بشجاعة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وموقفه وجهوده من أجل الشعب الفلسطينى فى غزة، مؤكدا أنه وكافة أفراد الشعب الفنزويلى يقدمون له كل الدعم، من أجل نصرة العدل وإنقاذ الشعب الفلسطينى من الإبادة الجماعية.

 

جاءت تصريحات مادورو خلال تفقده جناح مصر فى الدورة الحالية لمعرض فنزويلا الدولى للكتاب 2023، حيث تفقد الرئيس ترافقه السيدة الأولى ووزير الثقافة الفنزويلى، المعروضات المصرية من كتب مترجمة ومستنسخات فرعونية، متذكرا زيارته إلى مصر العام الماضى، ومشيدا بكنوز الحضارة المصرية.

 

إشادة مادورو تمثل انعكاسا لنجاعة الدبلوماسية المصرية، وقدرتها الكبيرة على التأثير، والذى بات يتجاوز الجغرافيا التقليدية، وهو ما يمثل نتيجة مباشرة للتوافق «العابر للثقافات» والذى تحقق خلال قمة «القاهرة للسلام»، والتى انعقدت فى أكتوبر الماضى.

 

وقد ثمن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، التزام مصر بالجهود التى تبذلها من أجل السكان فى غزّة، موضحا أنه يجب أن نبذل جميعًا ما بوسعنا من أجل تفادى التصعيد وإعداد مبادرة السلام والأمن والتصدّى لأسباب المشكلات التى نعيشها. أما «سيباستيان لوكورنو» وزير القوات المسلحة الفرنسى وخلال لقائه بالرئيس السيسى بالقاهرة أكد تثمين بلاده للجهود المصرية المتواصلة، مشيدًا بالدور المحورى الذى تقوم به مصر للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين.

 

فى حين أشاد رئيس المجلس الأوروبى شارل ميشيل، بالجهود الكبيرة التى تبذلها الدولة المصرية فى قطاع غزة، خاصة فيما يتعلق بتوصيل المساعدات لسكانه، حيث أكد أنه تحدث إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى وأكد دعمه لمصر وما تقوم به، كما أكد دعمه للأردن أيضا ولكل دول المنطقة بشكل عام لتلبية احتياجات السكان المدنيين فى غزة.

 

وأضاف «يجب أن نحشد جهودنا من أجل التوصل إلى حل الدولتين، يجب أن نعمل معا حتى تكون هناك خطة سلام حقيقية فى المنطقة وهذا هو هدفنا» مشددا على وجود دولة إسرائيلية آمنة تتمتع بحقوق أمنية إلى جانب دولة فلسطينية تلبى تطلعات الشعب الفلسطينى. 

 

الإشادات لم تقتصر فى نطاقها الجغرافى على أوروبا وأمريكا اللاتينية، وإنما امتدت إلى آسيا، حيث أشاد مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانج جيون، بالجهود المصرية المبذولة لفتح ممر إنسانى إلى قطاع غزة.. مؤكدا تقدير بلاده لهذا الدور، وهو الأمر نفسه الذى ذهبت إليه وزيرة الخارجية اليابانية، حيث أكدت فى تصريحات لها أن «مصر كان لها دور عظيم الشأن لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة».

 

وفى هذا الاطار هناك اتفاق مصرى - روسى على تكثيف الجهود الدولية تجاه الوقف الفورى لإطلاق النار، وإتاحة المجال أمام النفاذ العاجل للمساعدات الإنسانية، واتخاذ الخطوات اللازمة لحماية المدنيين وحقن الدماء، وذلك تمهيدًا لمسار سياسى يهدف لحل النزاع على أساس حل الدولتين.

وقد تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسى اتصالًا هاتفيًا من يوناس جاهر ستوره، رئيس وزراء النرويج، والاتصال تناول متابعة التباحث بشأن تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، حيث أكد الرئيس ضرورة العمل على إنفاذ التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، مع أهمية الضغط فى الوقت الحالى نحو وقف إطلاق النار لحماية المدنيين الذين يتعرضون لمعاناة إنسانية غير مسبوقة، وتوافق الجانبان فى هذا الصدد على ضرورة إيصال وتوفير المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة بشكل فورى واحترام القانون الدولى.

وأعرب الرئيس العراقى عن التقدير للدور المصرى الجوهرى فى جهود تسوية هذه الأزمة الخطيرة على المسارين السياسى والإنساني، وأكد فى اتصال هاتفى مع الرئيس عبدالفتاح السيسى على ضرورة تحمل المجتمع الدولى لمسئولياته فى هذا الصدد، من خلال العمل المكثف على احتواء الموقف وتجنب توسع نطاق العنف، مع أهمية إعادة إطلاق مسار السلام، وتطبيق مبدأ حل الدولتين، بما يحقق العدل والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.

والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي،  فى الرياض مع الرئيس التركى رجب طيب إردوغان، وصرح المستشار أحمد فهمى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاجتماع تناول سبل مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين فى مختلف المجالات، فضلًا عن استمرار الخطوات المتبادلة والبناء على التقدم الملموس فى سبيل تفعيل مختلف آليات التعاون الثنائى.  وأضاف المتحدث الرسمى إن اللقاء تناول متابعة التنسيق والتشاور بشأن تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، حيث تم استعراض الجهود الحثيثة على كافة الأصعدة لاحتواء الأزمة وتداعياتها الإنسانية، وتوافق الرئيسان فى هذا الصدد بشأن ضرورة الوقف الفورى للقصف المستمر والعمليات العسكرية فى قطاع غزة لتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر وإزهاق الأرواح، وذلك للحيلولة دون المزيد من التردى للأوضاع الإنسانية لأهالى القطاع، مع استمرار الدور المصرى الجوهرى فى إنفاذ المساعدات الإغاثية لأهالى غزة، وتضافر الجهود الدولية للدفع نحو تطبيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وعلى هامش القمة العربية الإسلامية المشتركة بالرياض، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسي، وذكر المستشار أحمد فهمى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر حول الأوضاع فى قطاع غزة، ومسارات العمل من أجل تخفيف وطأة المعاناة الإنسانية التى يتعرض لها الفلسطينيون فى القطاع، حيث استعرض الرئيس جهود مصر لدفع مسار التهدئة ووقف إطلاق النار، وكذا قيامها بتقديم وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين فى القطاع، كما تم التطرق بين الرئيسين لأهمية عدم اتساع دائرة الصراع فى المنطقة والحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمى.

وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسى، على أن مصر أدانت منذ البداية استهداف وقتل وترويع جميع المدنيين من الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى وجميع الأعمال المنافية للقانون الدولى، والقانون الدولى الإنسانى.

وأضاف الرئيس السيسى- فى كلمته بالقمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية بالعاصمة السعودية الرياض الأسبوع الماضى- أننا نؤكد اليوم، من جديد، هذه الإدانة الواضحة، مع التشديد فى الوقت ذاته على أن سياسات العقاب الجماعى لأهالى غزة، من قتل وحصار وتهجير قسرى غير مقبولة ولا يمكن تبريرها بالدفاع عن النفس، ولا بأية دعاوى أخرى وينبغى وقفها على الفور.

وتابع الرئيس السيسى إن المجتمع الدولى، لاسيما مجلس الأمن، يتحمل مسئولية مباشرة للعمل الجاد والحازم.. لتحقيق ما يلى دون إبطاء، وهى ضرورة الوقف الفورى والمستدام لإطلاق النار فى القطاع.. بلا قيد أو شرط، ووقف كافة الممارسات.. التى تستهدف التهجير القسرى للفلسطينيين.. إلى أى مكان داخل أو خارج أرضهم، واضطلاع المجتمع الدولى بمسئوليته.. لضمان أمن المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطينى، وضمان النفاذ الآمن والسريع، والمستدام، للمساعدات الإنسانية.. وتحمل إسرائيل مسئوليتها الدولية.. باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، والتوصل إلى صيغة لتسوية الصراع، بناء على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. على حدود الرابع من يونيو 1967.. وعاصمتها «القدس الشرقية»، وإجراء تحقيق دولى فى كل ما تم ارتكابه من انتهاكات ضد القانون الدولى.

وقد تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسى اتصالًا هاتفيًا من رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، تناول الأوضاع الإقليمية الراهنة والعمليات العسكرية فى قطاع غزة، حيث توافق الجانبان بشأن أهمية تعزيز الجهود الدولية والإقليمية للحيلولة دون توسع التصعيد وتعقيد الموقف أمنيًا وإنسانيًا. كما استعرض الرئيس نتائج الاتصالات التى تقوم بها مصر على المستويين الدولى والإقليمي، من أجل دفع جهود التهدئة، وتوفير النفاذ الآمن والعاجل للمساعدات الإنسانية إلى أهالى قطاع غزة، مع تأكيد موقف مصر برفض سياسات العقاب الجماعى والحصار والتهجير، وضرورة تغليب صوت العقل والحكمة وإحياء مسار عملية السلام.

وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسى اتصالًا هاتفيًا من جاستن ترودو، رئيس وزراء كندا، تناول الأوضاع الراهنة فى المنطقة ومستجدات التصعيد العسكرى الدائر فى قطاع غزة، والجهود التى تقوم بها مصر سواء على المسار السياسى لاحتواء الأزمة ومنع توسعها ونزع فتيل العنف، أو على المسار الإنسانى لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لأهالى قطاع غزة، فى ضوء تدهور الأوضاع الإنسانية فى القطاع.

كما تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسى اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الأمريكى جو بايدن، فى إطار متابعة نتائج الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكى إلى القاهرة، وارتباطًا بالتشاور المستمر بين البلدين بشأن مستجدات الوضع الإقليمى المتوتر والتصعيد العسكرى فى قطاع غزة، اتفق الرئيسان على خطورة الموقف الحالى وأهمية احتوائه بما لا يسمح باتساع دائرة الصراع وتهديد الأمن والاستقرار الإقليميين. كما تم التوافق بشأن أولوية حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وناقش الرئيسان المشاورات الجارية فى هذا الصدد بالتنسيق مع الأمم المتحدة، كما ناقشا الجهود المبذولة لدفع وإحياء مسيرة السلام، وتم الاتفاق على استمرار التشاور وتنسيق الجهود خلال الفترة المقبلة.

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى الفريق أول «مايكل كوريلا» قائد القيادة المركزية الأمريكية، وذلك بحضور الفريق أول محمد زكى وزير الدفاع والإنتاج الحربي، شهد اللقاء التباحث حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك؛ خاصةً تطورات الموقف فى قطاع غزة، حيث استعرض الرئيس جهود مصر لخفض التصعيد، مؤكدُا أهمية تضافر جهود المجتمع الدولى للدفع فى اتجاه احتواء الموقف المتأزم ووقف تصاعده فى اتجاهات خطيرة، والتحوّل إلى نهج إحياء مسار السلام على أساس حل الدولتين اللتين تعيشان جنبُا إلى جنب فى سلام وأمن، أخذُا فى الاعتبار خطورة امتداد التبعات الأمنية لهذا الصراع إلى المحيط الإقليمى برمته. كما تم تناول الأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة، حيث شدد الرئيس على أهمية الاستمرار فى إيصال المساعدات الإنسانية إلى أبناء الشعب الفلسطينى فى القطاع على نحو مستدام، وذلك كأولوية قصوى فى ضوء الأوضاع الإنسانية المتردية بالقطاع.

وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسى اتصالًا هاتفيًا من السيد بيدرو سانشيز، رئيس حكومة إسبانيا، دولة الرئاسة الحالية للاتحاد الأوروبي، تناول تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، حيث أعرب الزعيمان عن القلق البالغ من استمرار وتيرة العنف المتصاعدة وما صاحب ذلك من تدهور للأوضاع الأمنية والإنسانية فى القطاع على نحو خطير، مؤكدين ضرورة تنسيق الجهود الدولية لحث الأطراف على انتهاج مسار التهدئة، بهدف الحيلولة دون فقدان المزيد من أرواح المدنيين الأبرياء، ومنع امتداد التبعات الأمنية للصراع إلى المنطقة برمتها، كما أكد الرئيس ضرورة تكاتف المجتمع الدولى نحو ضمان وصول الخدمات والمساعدات الإنسانية المقدمة لأبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، فضلًا عن الدفع نحو التعامل مع الأسباب الجذرية للتصعيد من خلال التوصل إلى حل عادل وشامل ومستدام للقضية الفلسطينية.

وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسى اتصالًا هاتفيًا من السيد فوميو كيشيدا، رئيس وزراء اليابان، تناول التباحث بشأن تطورات التصعيد العسكرى الحالى فى قطاع غزة، حيث أكد الجانبان أهمية مراعاة التبعات الإنسانية الخطيرة للمواجهات المسلحة على حياة المدنيين، فضلًا عن امتداد تداعياتها الأمنية والسياسية إلى المنطقة برمتها، كما شدد الرئيس على أن مصر مستمرة فى مساعيها لتنسيق الجهود الإقليمية والدولية لحث الأطراف على تبنى مسار التهدئة، وكذا إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك لتجنيب الشعب الفلسطينى المزيد من المعاناة الإنسانية.