الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أكد ضرورة تحمُّل المجتمع الدولى ومجلس الأمن مسئولياتهما تجاه الوقف الفورى والمستدام فى قطاع غزة رسائل الرئيس السيسي خلال القمة العربية

تظل القضية الفلسطينية على رأس أولويات أچندة السياسة الخارجية المصرية، وعلى مدار الأسابيع الماضية شهدت التحركات المصرية العديد من المحاور، أبرزها إيصال المساعدات بشكل مستدام لقطاع غزة، إضافة إلى التحركات الدولية لإيجاد هدنة ووقف لإطلاق النار وبالطبع التأكيد مرارًا وتكرارًا على حل الدولتين وفق مرجعيات الشرعية الدولية.. وفى هذا السياق استقبل الرئيس السيسى وزير القوات المسلحة الفرنسية الأربعاء الماضى، حيث شهد اللقاء التأكيد على أهمية تجنُّب اتساع دائرة الصراع والتصعيد فى المنطقة.



إضافة إلى تلقى الرئيس السيسى اتصالات هاتفية من الرئيس الروسى ورئيس الوزراء النرويجى بعد أيام قليلة من انعقاد القمة العربية الطارئة فى المملكة العربية السعودية.

وزير القوات المسلحة الفرنسية

استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى  «سيباستيان لوكورنو» وزير القوات المسلحة الفرنسية، بحضور الفريق أول محمد  زكى وزير الدفاع والإنتاج الحربى ونقل سيباستيان للرئيس تحيات وتقدير الرئيس الفرنسى «إيمانويل ماكرون»، مشيدًا بعلاقات التعاون المتنامية بين البلدين فى جميع المجالات، ومعربًا عن الحرص على مواصلة تعزيزها وتطويرها، لا سيما على صعيد التعاون العسكرى، وقد نقل الرئيس تحياته للرئيس الفرنسى، وتم استعراض سبل دفع العلاقات المتميزة بين الدولتين.

اللقاء تناول أيضًا الأوضاع الإقليمية، وبالأخص التطورات فى قطاع غزة، حيث تم تأكيد أهمية تجنُّب اتساع دائرة الصراع والتصعيد فى المنطقة، واستعرض الرئيس الجهود المصرية المكثفة نحو التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية لأهالى قطاع غزة، فضلًا عن استقبال المصابين الفلسطينيين وإجلاء الرعايا الأجانب، ومن جانبه أكد الوزير الفرنسى تثمين بلاده للجهود المصرية المتواصلة، مشيدًا بالدور المحورى الذى تقوم به مصر للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين.

الرئيس الروسى

كما تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسى اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين».

وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمى بأن الاتصال تناول مستجدات الأوضاع فى قطاع غزة، حيث استعرض الرئيس الجهود المصرية للتهدئة، وما تقوم به مصر من خطوات لإدخال المساعدات الإغاثية وإجلاء الرعايا الأجانب والمصابين الفلسطينيين. وقد اتفق الرئيسان على تكثيف الجهود الدولية تجاه الوقف الفورى لإطلاق النار، وإتاحة المجال أمام النفاذ العاجل للمساعدات الإنسانية، واتخاذ الخطوات اللازمة لحماية المدنيين وحقن الدماء، وذلك تمهيدًا لمسار سياسى يهدف لحل النزاع على أساس حل الدولتين.

وأضاف المتحدث الرسمى إن الاتصال تناول سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين فى عدد من مجالات التعاون المشترك.

رئيس وزراء النرويج

كما تلقى الرئيس السيسى اتصالًا هاتفيًا من يوناس جاهر ستوره، رئيس وزراء النرويج. 

حيث تناول الاتصال متابعة التباحث بشأن تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، حيث أكد الرئيس ضرورة العمل على إنفاذ التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، مع أهمية الضغط فى الوقت الحالى نحو وقف إطلاق النار لحماية المدنيين الذين يتعرضون لمعاناة إنسانية غير مسبوقة، وقد توافق الجانبان فى هذا الصدد على ضرورة إيصال وتوفير المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة بشكل فورى واحترام القانون الدولى.

 الاتصال تناول أيضًا العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر والنرويج وسبل تطوير التعاون الاقتصادى والاستثمارات المشتركة بين البلدين.

القمة العربية 

إضافة إلى التواصل مع الرؤساء الغربيين شارك الرئيس السيسى فى القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، التى عُقِدت بمدينة الرياض.

 القمة المشتركة الاستثنائية بين الدول العربية والإسلامية هدفت إلى تعزيز التشاور والتنسيق بشأن التصعيد العسكرى الإسرائيلى فى قطاع غزة وباقى الأراضى الفلسطينية، وسبل التحرك العربى والإسلامى إزاءه.

وأتت مشاركة الرئيس فى القمة العربية الإسلامية استمرارًا لدور مصر منذ بداية الأزمة فى بذل أقصى الجهد لدفع جهود وقف إطلاق النار، وتوفير النفاذ الآمن للمساعدات الإنسانية إلى أهالى قطاع غزة، فضلًا عن دفع مسار إحياء عملية السلام والتسوية العادلة والدائمة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفقًا لمقررات الشرعية الدولية.

كلمة الرئيس السيسي

وفى كلمته بالقمة، قال الرئيس السيسى إن هذه القمة المشتركة غير العادية.. تأتى فى ظروف استثنائية.. يمر الوقت فيها ثقيلًا.. على أهالى غزة من المدنيين الأبرياء.. الذين يتعرضون للقتل.. والحصار.. ويعانون من ممارسات لا إنسانية.. تعود بنا إلى العصور الوسطى.. وتستوجب وقفة جادة من المجتمع الدولى.. إذا أراد الحفاظ على الحد الأدنى.. من مصداقيته السياسية والأخلاقية. 

وأضاف الرئيس: يمر الوقت ثقيلًا على فلسطين وأهلها.. يمر علينا، وعلى جميع الشعوب ذات الضمائر الحرة، مؤلمًا وحزينًا يكشف سوءات المعايير المزدوجة.. واختلال المنطق السليم.. وتهافت الادعاءات الإنسانية.. التى - مع الأسف - تسقط سقوطًا مدويًّا.. فى هذا الامتحان الكاشف.

وأكد الرئيس أن مصر أدانت منذ البداية.. استهداف وقتل وترويع جميع المدنيين من الجانبين.. وجميع الأعمال المنافية للقانون الدولى، والقانون الدولى الإنسانى ونؤكد، من جديد، هذه الإدانة الواضحة.. مع التشديد فى الوقت ذاته.. على أن سياسات العقاب الجماعى لأهالى غزة، من قتل وحصار وتهجير قسرى.. غير مقبولة ولا يمكن تبريرها بالدفاع عن النفس.. ولا بأية دعاوى أخرى.. وينبغى وقفها على الفور.

وأردف الرئيس: إن المجتمع الدولى.. لا سيما مجلس الأمن.. يتحمل مسئولية مباشرة.. للعمل الجاد والحازم.. لتحقيق ما يلى دون إبطاء:

الوقف الفورى والمستدام لإطلاق النار فى القطاع.. بلا قيد أو شرط.

ووقف جميع الممارسات التى تستهدف التهجير القسرى للفلسطينيين.. إلى أى مكان داخل أو خارج أرضهم.

واضطلاع المجتمع الدولى بمسئوليته.. لضمان أمن المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطينى.

وأضاف الرئيس قائلًا: لا بُد من ضمان النفاذ الآمن والسريع، والمستدام، للمساعدات الإنسانية.. وتحمل إسرائيل مسئوليتها الدولية.. باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال.

والتوصل إلى صيغة لتسوية الصراع، بناء على حل الدولتين.. وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. على حدود الرابع من يونيو 1967.. وعاصمتها «القدس الشرقية».

وإجراء تحقيق دولى.. فى كل ما تم ارتكابه من انتهاكات ضد القانون الدولــى.

 وتابع الرئيس خلال كلمته: لقد حذرت مصر، مرارًا وتكرارًا، من مغبة السياسات الأحادية، كما تحذر الآن.. من أن التخاذل عن وقف الحرب فى غزة.. ينذر بتوسُّع المواجهات العسكرية فى المنطقة.. وأنه مهما كانت محاولات ضبط النفس.. فإن طول أمد الاعتداءات، وقسوتها غير المسبوقة.. كفيلان بتغيير المعادلة وحساباتها.. بين ليلة وضحاها.

 وأخيرًا.. أتوجه بحديثى إلى القوى الدولية الفاعلة وإلى المجتمع الدولى بأسره:

أقول لهم: «إن مصر والعرب.. سعوا فى مسار السلام لعقود وسنوات.. وقدموا المبادرات الشجاعة للسلام.. والآن تأتى مسئوليتكم الكبرى.. فى الضغط الفعال؛ لوقف نزيف الدماء الفلسطينية فورًا.. ثم معالجة جذور الصراع.. وإعطاء الحق لأصحابه.. كسبيل وحيد، لتحقيق الأمن لجميع شعوب المنطقة.. التى آن لها.. أن تحيا فى سلام وأمان.. دون خوف أو ترويع.. ودون أطفال تُقتَل أو تُيتَّم.. ودون أجيال جديدة تولـد.. فلا تجـد حولها إلا الكراهيـة والعـداء.. فليتحد العالم كله.. حكومات وشعوبًا.. لإنفاذ الحل العادل للقضية الفلسطينية.. وإنهاء الاحتلال.. بما يليق بإنسانيتنا.. ويتسق مع ما ننادى به.. من قيم العدل والحرية واحترام الحقوق.. جميع الحقوق وليس بعضها».