الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الرئيس يحذر من خطورة الاجتياح البرى لقطاع غزة.. السيسي وماكرون يؤكدان أهمية حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى نظيره الفرنسى إيمانويل بقصر الاتحادية حيث أجرى الرئيسان مباحثات على مستوى القمة، تركزت على العلاقات الثنائية والأوضاع بالمنطقة، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.



وعقب المباحثات عقد الرئيسان مؤتمرًا «صحفيا» مشتركًا.

 

 أبرز ما جاء فى المؤتمر الصحفى

خلال المؤتمر الصحفى المشترك للرئيس عبدالفتاح السيسى، ونظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، بقصر الاتحادية اتفقت مصر وفرنسا على أهمية حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، وأكدتا ضرورة العمل على إحياء عملية السلام، واعتبرتا أن ما يحدث الآن فى قطاع غزة ناتجًا عن فقدان الأمل فى إقامة الدولة الفلسطينية.

وأعلن الرئيس السيسى أنه اتفق مع نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، على ضرورة بذل الجهود لاحتواء الأزمة فى قطاع غزة، وتجنب اتساع نطاق التصعيد، والعمل على ألا يكون لها تداعيات أكثر من ذلك، مجددًا موقف مصر الرافض للنزوح أو التهجير القسرى لسكان القطاع. ونبه الرئيس إلى خطورة الأزمة فى قطاع غزة؛ حيث إنها تؤثر على المنطقة والعالم أجمع، مشيرًا إلى أنه استعرض مع نظيره الفرنسى أزمة قطاع غزة «بعمق شديد».

ونوه الرئيس السيسى بالتوافق مع نظيره الفرنسى على قضية حل الدولتين، باعتبارها نافذة أمل، بعيدًا عن الإحباط واليأس الذى كان أحد أسباب الاقتتال، منبهًا إلى مخاطر غياب الأفق السياسى لحل القضية الفلسطينية، والذى كان أحد أسباب الجولة الحالية من الصراع وكذلك الجولات الخمس السابقة خلال العشرين عاما الماضية.

وتابع: اتفقنا على أن خروج أو تهجير الفلسطينيين؛ ليس حلًا، وأن حل الدولتين لم ينجح حتى الآن،والفلسطينيون متواجدون على أراضيهم، وليس من المعقول أن ينجح وهم خارج أرضهم.

وحذر الرئيس السيسى، من خطورة الاجتياح البرى لقطاع غزة، وما ينتج عنه من ضحايا مدنيين كثيرين، مشيرًا إلى أنه اتفق مع نظيره الفرنسى، على أهمية السعى من أجل عدم الاجتياح البرى للقطاع.

وقال الرئيس إن الهدف المعلن من الحرب؛ وهو تصفية حماس والجماعات والفصائل المسلحة الموجودة فى قطاع غزة، وهذا هدف تدركه الخبرات الموجودة لكل القادة على جميع المستويات بدول مختلفة، أنه أمر يتطلب سنوات طويلة جدًا.

وأضاف أن 6 آلاف من المدنيين سقطوا - حتى الآن - نصفهم من الأطفال؛ وهو ما يجب وضعه فى عين الاعتبار، حال استمرار الأزمة وعدم وضع سلامة المدنيين فى الحسبان، عند التعامل مع «الفعل العسكرى» الإسرائيلى فى قطاع غزة.

وأشار السيسى إلى أنه اتفق مع نظيره الفرنسى على العمل - الجاد - من أجل إدخال المساعدات الإنسانية بالحجم الذى يتناسب من احتياجات 2.3 مليون فلسطينى متواجدين فى القطاع، موضحًا أنه منذ 15 يومًا والقطاع تحت الحصار الكامل؛ وجرى قطع الكهرباء والمياه والوقود عنه؛ وهو أمر له تداعيات كبيرة جدًا على الحالة الإنسانية داخل القطاع.

وأعرب الرئيس السيسى عن شكره - للرئيس ماكرون - على وعده بإرسال «سفينة مستشفى» (مستشفى عائم)؛ من أجل تقديم الخدمة الطبية لمن يحتاجها من المصابين الفلسطينيين. وأكد السيسى أنه اتفق مع الرئيس ماكرون على إتاحة الفرصة والوقت للعمل على إطلاق مزيد من «المحتجزين»، الموجودين فى القطاع؛ من خلال تهدئة الموقف «ما أمكن».

ونبّه الرئيس السيسى إلى مخاطر تغذية حالة الكراهية والغضب التى نحتاج إلى تفريغها من أجل إحياء عملية السلام وحل الدولتين، وما يحدث الآن هو ناتج عن فقدان الأمل فى إقامة الدولة الفلسطينية.. وقال: «من الممكن أن يسأل أحد هل هناك فرصة حقيقية لمكافحة الإرهاب، وأنا أقول - للرئيس ماكرون - إن الفكرة بدأت فى مخيمات الفلسطينيين نتيجة فقدان الأمل، وعدم وجود فرصة لإقامة دولة تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل؛ تحترم وتحافظ على أمن الإسرائيليين والفلسطينيين سويًا وفق الضمانات المطلوبة لتحقيق هذا الهدف.. وأنه عندما فقد الأمل، ونتيجة للممارسات التى كانت استهدفت - خلال السنوات الماضية - المسجد الأقصى والتوسع الاستيطانى، عمل على تغذية حالة الكراهية والغضب التى نحن نحتاج إلى تفريغها، بإحياء عملية السلام فى المنطقة، مرة أخرى، وفقا لحل الدولتين».

 الحزبان الديمقراطى والجمهورى

وفى لقاء آخر للرئيس السيسى مع وفد من الحزبين الديمقراطى والجمهورى بمجلس الشيوخ الأمريكى، وعلى رأسهم السيناتور «ليندساى جراهام»، أكد الرئيس الأهمية التى توليها مصر للتواصل الدائم مع قيادات الكونجرس الأمريكى فى إطار التنسيق والتشاور بين البلدين الصديقين إزاء مختلف القضايا، انطلاقًا من متانة الشراكة الاستراتيجية الممتدة منذ عقود بين مصر والولايات المتحدة، ومن جانبه أكد الوفد الأمريكى الأولوية الكبيرة التى توليها الولايات المتحدة للعلاقات الاستراتيجية مع مصر، مثمنًا المستوى المتميز للتعاون المشترك بين البلدين، مع الإشارة إلى أن مصر تعد الركيزة الأساسية للأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط والعالم العربى.

وقد شهد اللقاء حوارًا متعمقًا حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية، حيث حرص الوفد الأمريكى على الاستماع لوجهات نظر وتقييمات السيد الرئيس بشأن تلك القضايا، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع فى إسرائيل وقطاع غزة، حيث عرض الجانب الأمريكى رؤيته فى هذا الشأن، وأطلع السيد الرئيس على نتائج زيارته لإسرائيل، وتم التوافق بشأن خطورة الموقف الحالى، وضرورة العمل على الحيلولة دون اتساع دائرة الصراع الجارى، فضلاً عن ضرورة حماية المدنيين ومنع استهدافهم وتوفير المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة، بالإضافة إلى ضرورة إحياء مسار السلام بالمنطقة. وثمن الوفد الأمريكى فى هذا الصدد دور مصر فى الحفاظ على السلام، واستضافتها لقمة القاهرة للسلام يوم 21 الجارى، وكذا دورها القيادى فى ضمان وصول الخدمات والمساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة.

وأكد الرئيس موقف مصر الثابت برفض استهداف جميع المدنيين المسالمين، وكذا رفض سياسات العقاب الجماعى والتهجير القسرى للفلسطينيين من أراضيهم، مع ضرورة العمل الجدى لوقف التصعيد الراهن، وتكثيف التنسيق بين جميع الأطراف الفاعلة للدفع نحو تسوية القضية الفلسطينية من خلال الحل العادل والشامل، الذى يضمن حقوق الشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة وفق مرجعيات الشرعية الدولية ذات الصلة.

 رئيس وزراء ماليزيا

كما استقبل  الرئيس عبدالفتاح السيسى،  بقصر الاتحادية، السيد أنور إبراهيم، رئيس وزراء جمهورية ماليزيا.

وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمى أن  اللقاء تناول تبادل الرؤى بشأن أبرز الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما فى ذلك قضية مكافحة الإرهاب، حيث ثمّن رئيس الوزراء الماليزى الجهود التى تبذلها مصر فى هذا الصدد، بصفتها منارة العالم الإسلامى، خاصةً من خلال دور مؤسسة الأزهر الشريف.

كما تم التباحث بشأن تطورات الأوضاع فى المنطقة، لاسيما فى ظل التصعيد العسكرى الجارى بقطاع غزة، حيث استعرض  الرئيس فى هذا الإطار النتائج التى انبثقت عن المناقشات خلال قمة القاهرة للسلام، وتم التوافق بين مصر وماليزيا بخصوص ضرورة تنسيق الجهود لوقف التصعيد وتحقيق التهدئة، فضلاً عن توفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين.

كما أكد الجانبان ضرورة الاستمرار فى توفير النفاذ الآمن والعاجل للمساعدات الإنسانية إلى أهالى القطاع.